لنحتفل بالوحدة اليمنية من بوابة مساندة غزة

لنحتفل بالوحدة اليمنية من بوابة مساندة غزة ..
بقلم / لطف لطف قشاشة
الجمعة23مايو2025_
كيفما تكون المقدمات تكون النتائج ، هكذا تسير الأمور من البداية حتى النهاية ..
المقدمات أو الدوافع التي ذهبت بشريكي وحدة الشطرين في اليمن لم تكن سليمة أو ذات بعد وطني خالص يهدف أساسا لإعادة لحمة الشعب اليمني في دولة واحدة بعد التمزق والصراع المرير الذي عاناه الشعب جراء خلافات إيديولوجية غذاها المحتل البريطاني أولا ومن ثم السوفيتي أبان صراع المعسكرين الغربي والشرقي ..
مثل انهيار الاتحاد السوفيتي بداية الشبق الأمريكي في السيطرة على العالم والمضي قدما في بسط النفوذ على جميع المناطق الاشتراكية في العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط خاصة وهو يتوجه نحو بناء شرق أوسط جديد تنقلب فيه الأمور نحو تعزيز وضعية الكيان الإسرائيلي الغاصب كقوة أمر واقع يعترف بها المحيط العربي عبر سلسلة من الخدع كان أولها خدعة الأرض مقابل السلام الذي انطلق عام 90 في مدريد كما هو معلوم ..
ذهبت سلطة اليمن الجنوبي إلى الوحدة بعد أن فقدت مقومات ديمومتها اثر سقوط الاتحاد السوفيتي لتحافظ على بقائها في السلطة ولو قدمت تنازلات وضحت بدولة كاملة السيادة المهم ألا تنتهي بنهاية المنظومة الاشتراكية بينما ذهبت سلطة اليمن في الشمال إلى الوحدة الاندماجية مستفيدة من حالة التوسع الأمريكي وهيمنته على العالم وقدمت نفسها بأنها الأصلح لتمكين المشروع الغربي ( الصهيوني ) في المنطقة خاصة والجميع يعلم أنها كانت سلطة خاضعة للنفوذ السعودي المطلق وهو نفوذ يحافظ على مكاسب الغرب وأمريكا في المنطقة بلا شك ..
الذهاب إلى الوحدة لم يكن لتصحيح خلل حاصل في اليمن واستعادة اللحمة الوطنية وتجاوز صراعات الشطرين المفتعلة من أطراف إقليمية ودولية بل جاءت في ظروف تدفع إلى مزيد من حضور النفوذ الصهيوني في المنطقة بمعنى أن الوحدة اليمنية كانت واحدة من حلقات المخطط الأمريكي الغربي لتحقيق هيمنة مطلقة من قبلها على الشرق الأوسط وتعزيز قوة الغدة السرطانية ( إسرائيل ) فيه بالمطلق ..
مثل مؤتمر مدريد نقطة فاصلة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي حينما ذهبت الأنظمة العربية المؤثرة إلى تبني خيار المفاوضات والسلام تمهيدا للاعتراف بالكيان الغاصب تحت شعار الأرض مقابل السلام وهي خدعة لم تجن القضية الفلسطينية منها سوى الخيبة والانهيار بعد ان تنقلت القضية من قضية الأمة إلى أن وصلت إلى صراع فلسطيني إسرائيلي فقط ..
هذا فيما يخص القضية الفلسطينية فكيف كان قيام الوحدة اليمنية حلقة من حلقات ضياع القضية وسيطرة أمريكا بالكامل على المنطقة برمتها بما فيها اليمن ..
ذكرنا سابقا أن صالح سوق نفسه وهو ابن الموساد وعميله في اليمن بأنه الرجل المناسب لتحقيق هيمنة مطلقة لأمريكا في المنطقة بعد سقوط المعسكر الشرقي لهذا ما كان له أن يحقق الوحدة اليمنية وهي من الأمور التي يمنع الغرب تحقيقها لان سياسته تقضي بتمزيق البلاد العربية فكيف يسمح بتوحدها هذا من جانب ومن جانب آخر فان أي حدث كبير في الشرق الأوسط يجب ألا يحدث بعيدا عن إرادة أمريكا ومشروعها فيه وهو مشروع هيمنة يمنع أي خروج عنه بل ويقمعه بالقوة خاصة في ظرف تفرد فيها بحكم العالم لذلك فالوحدة كانت بقرار امريكي واضح لأنها تعلم أن ما بعدها لن يخرج عن السيطرة لذلك فان الأحداث التي جاءت بعد عام 90 م سنة تحقيق الوحدة كانت كارثية ودمرت كل عوامل القوة داخل اليمن بعد أن قادها صالح ومنظومته إلى الحروب والفساد المقنن وادخلها تحت سيطرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وما إلى ذلك من ارتهان كامل للهيمنة الأمريكية المطلقة على اليمن ..
دخلت الجمهورية اليمنية كواحدة من أنظمة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وان كان بالتدرج ابتداء من قبولها المشاركة في مهزلة السلام مع إسرائيل ودخولها تحت مظلة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي كانت تقوده أمريكا وقد كشفت الأحداث التي تلت قيام ثورة 21 سبتمبر 2014 كل تفاصيل المؤامرة التي انتهجها نظام صالح للتضييق على كل الأصوات المناوئة للتطبيع مع الكيان الغاصب خاصة المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد حسين الحوثي ما يعرف بحروب صعدة ..
لولا لطف الله باليمن وتمكن الشعب اليمن من تحقيق ثورة الحرية والاستقلال عام 2014 لكانت اليمن اليوم تقف في خندق المطبعين والدليل على ذلك وجود بقايا منظومة عفاش حكم ومعارضة في الجنوب ومأرب وبعض مناطق ساحل البحر الأحمر كمرتزقة ينفذون أجندت المطبعين بل ويقفون صفا واحدا مع إسرائيل وهي تبيد الشعب الفلسطيني في غزة عقب أحداث طوفان الاقصى المبارك ..
إذا من حقق الوحدة اليمنية هم لصوص ومرتزقة انكشف أمرهم وبانت خيانتهم وفضحتهم القضية الفلسطينية التي جعلوا من أنفسهم معاول هدم بيد الصهيونية تدمر قضية الأمة الأولى ابتداء بالخفاء وانتهاء بالعلن المفضوح ..
لذلك علينا أن نعيد قراءة المشهد ونلم بالأحداث ولا نجعل العاطفة هي من تحدد مواقفنا في الأحداث الكبيرة فمن حقق وحدة مايو 1990 لم يكونوا سوا لصوص وقطاع طرق فضحهم الله وفضحهم الشعب اليمني المساند لغزة ..
أخيرا ما نحتاجه اليوم لنعيد اللحمة الوطنية اليمنية هو أن نخرج من هيمنة الصهيونية ونلتف حول فلسطين ونستعيدها قضية امة الإسلام الأولى وحينها يحق لنا أن نحتفل بالذكرى 35 لقيام الوحدة اليمنية فالبوابة هي فلسطين ولا بوابة دونها ..
والله من وراء القصد
اقرأ أيضا للكاتب:المنافقون في معركة زوال إسرائيل
