إبراهيم بن على الوزير

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (21)

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (21)

بقلم :أ/ عزيز بن طارش سعدان

سلبيات الحركة الإسلامية المعاصرة

{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ}

(سورة آل عمران – آية ١٦٥)

المستجيبة والمكان المنيع والحماة والأنصار الذين يأوون ويحمون وينصرون ويحبون من هاجر إليهم.

(د) عدم حشد الكفاءات والخبرات الإسلامية، ومن ثم دفعها مركزة إلى ميدان الخدمات العامة للمسلمين بشكل عام وحركتهم بشكل خاص على أساس قاعدة: «كل وما يحسنه» و «تنسيق العمل» و «جماعية السير» نحو تحقيق الهدف الواحد، و «الوجهة الواحدة». إنا لمسلمين، وقد فرض الله عليهم درساً يؤدونه خمس مرات يومياً، إلى «وجهة واحدة» وفي جماعة واحدة)، و «صف واحد»، لا ثغرة فيه ولا اعوجاج، قد أثبتوا منذ غاب عنهم الفهم ومات في قلوبهم معنىما يؤمرون به»، أنهم لم يعودوا يستفيدون من الكتاب والحكمة التي بين أيديهم.

(هـ) الافتقار إلى تنظيم عام للدراسة والبحث وتوحيد المناهج الفكرية العامة، والمفاهيم السياسية القائمة على العلم بحقائق ما يجري على الأرض، وإلى توجيه الحركة وإعدادها على المستوى العالمي، وإلى التنسيق بينها، والاستفادة من ميادين تخصصها، وذلك حتى تدور كلها حول غاية واحدة، وتكون في نفس الوقت جهاز اتصال على مستوى الساحة المسلمة جمعاء.. جهاز يدرس ويمحص المعلومات والتطورات والقضايا الإسلامية، ويقوم بدور توصيل المعلومات بعيداً عن كل أجهزة الجاهلية المشبوهة، من صحافة ووكالات أنباء وأجهزة إعلام متعددة وحتى لا تقع الحركات الإسلامية» و «جماهير المسلمين في «الفخاخ» التي ينصبها أعداء الإسلام في أكثر مكان وأكثر أسلوب، ومن ثم تؤدي القيادات والشعوب دور مصارعة الثيران الدامية ضد الخرقة الحمراء لا ضد الذي يلوح بها بمهارة اللعبة دائماً. وهي في غباء الثيران لا تستفيد من تجربة ولا من أهوال النكبات والنكسات في أكثر من مكان ودونما أية استفادة، بل أنها في أحيان كثيرة تهيج عاطفياً ثم ترفع لها نفس الخرقة وتكرر نفس الأخطاء.  (انتهى)إننا نمشي بخطى ثابتة.وبعيدين عن المؤامرات التي توقعنا في الفخاخ المرسومة لنا من قبل أعداء الأمة لأن الأمة واقعة في الأسر تحت فقه الماضي ونحن الآن نعيش في عصر غيرتك العصور التي نتلمس منها ما ينفعنا تحت عصر النهضة التي كل يوم نتفاجأ بمنتج جديد على البشر ولا يجب أن نعود إلى الماضي إلا لنعرف ما هو الحلال أو الحرام حتى نتجنب الأخطاء لأن الإسلام يتجدد بتجدد الزمان والمكان ونعمل بثقافة الانتصار ونحن نعيش في واقع الهزيمة.نتصور العالم ونعيش واقع الاحتلال والقهر والتجزئة والتبعية والتخلف بعقلية وبعقيلة اللامبالاة والاغتراب. ما نتعلمه ونعلِّمه شيء، وما نفكر فيه ونعيشه شيء آخر ولا يردعها عن ضلالها ضمير أو مروءة، فلا يحل لمسلم منذ اليوم أن يوالى قوما يكاشفونه بالعداوة والبغضاء ونذالة الأخلاق، نعم، لا يحل أن نخدع أنفسنا عن حرب دائرة الرحى بيننا وبين الصهيونية المغتصبة والصليبية الحاقدة وأشياعهما من الميليشيات التابعة لهم باسم السياسة والكياسة والتسامح، كفانا استخفافا وغفلة وإهمالا وقلة مبالاة، كفانا مهانة وصغارا وهوانا، لابد من الرجوع إلى الله، والاستعداد لإصلاح ما اختل من شئون هذه الأمة، والتعاون على رد البلاء، بالرفق في مواضع الرفق، والبأس في مواضع البأس، إنه تحدي تاريخي مصيري يوجهنا، ويحتاج منا إلى أقصى درجات التجرد والتضحية والبذل والجهد الخارق، أبتهل إلى الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع، ويبرأ قلوبنا من الجبن والضعف، وأن يؤيدنا بالصبر والقوة، إنه سميع مجيب. وعندما نفكر في يوم من كل عام كيف يجب أن تكون الحركة واحدة والقيام واحدا متجهين إلى هدف واحد كل الأمة وهو يوم عرفة المشهود، الذي تزول فيه الشرور، وترتفع الأحقاد، وتعم المساواة، ويسود السلام، ويجتمع الناس على اختلاف ألسنتهم وألوانهم في صعيد واحد، لباسهم واحد، يتوجهون إلى رب واحد، ويصيحون بلسان واحد: لبيك اللهم لبيك، وفي ظل هذا الصوت القدسي المجلجل، أحسست كأنني قد خرجت من نفسي، وانفصلت عن حاضري، وأصبحت في عالم طلق لا أثر فيه لقيود الزمان والمكان، وسمعت صوتا آتيا من بعيد، يقول: “أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، وفي شهركم هذا، وفي بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد” إننا أمام سلطة تولت الحكم قهراً وغلبة، ودون استحقاق، “واعلموا أن الخلافة بعد رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم -تولاها الخلفاء الراشدون المهديون، وكانوا أئمة علماء بالله تعالى… فلما أفضت الخلافة بعدهم إلى أقوام تولوها بغير استحقاق ولا استقلال بعلم الفتاوى والأحكام. ولكنه الوعي التاريخي، والإدراك التام للواقع الذي يعيش فيه، فسأتفرغ كل ما في وسعه في حماية وحدة الأمة، وما نحن فيه الآن أن القضاة معزولون والولايات باطلة، وجميع تصرفات أقطار العالم غير نافدة، وإنما الخلق كلهم مقدمون على الحرام الضرر يُدفَع بقدر الإمكان.

إن مفكرنا الكريم ألف العديد من الكتب مضافة إلى المكتبة العربية والإسلامية ولم يكن غائبًا عن الأمة، ولا غائبًا عن الوطن والمواطن، من خلال ما قدمه للمكتبة العربية والإسلامية اتضح لنا أنه يميز بين الوسائل، التي يمكن التساهل في بعضها مؤقتًا، وبين المصالح الكبرى التي تقصد منها، من ذلك مثلاً: أن شروط  نظام الحكم يكون عبر مؤسسات دستورية حتى يكون ولى الأمر مطاع حتى يحمي النظام والأمن، فلا ينبغي التشديد في طلب هذه الشروط إلا إذا كان من الممكن تحقيق مصلحة أعظم مما عليه الناس، وإلا فلا ،من أجل أن تضمن المؤسسات الدستورية استمرارية الحياة في الأمة الإسلامية؛ نلتقي في الحلقة القادمة  كل خميس

 اقرأ أيضا:أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (20)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى