كتابات فكرية

معاناة الطفولة في اليمن دمار للمستقبل

معاناة الطفولة في اليمن دمار للمستقبل

  معاناة الطفولة في اليمن دمار للمستقبل

 * عبدالرحمن علي الزبيب

 في ظل معاناة الطفولة في اليمن نتيجة الحرب على اليمن ومرحلة اللاحرب و اللاسلم الذي تستمر فيها ظروف الحرب ومعاناتها رغم توقف أصوات إطلاق النار ولكن المعاناة مستمرة في ظل هذه المعاناة الكئيبة انبثق شعاع ضوء يدق ناقوس الخطر من استمرار معاناة الطفولة ويؤكد على أهمية الحد منها وفقا للإمكانيات المحدودة المتاحة وبجهود إيجابية كون استمرارها سيهدد ليس فقط حاضر اليمن بل مستقبلها .

ولتحقيق ذلك وللحد من تلك المعاناة المتراكمة على كاهل الطفولة في اليمن التقى باحثين وقانونيين وحقوقيين وأكاديميين وتربويين من معظم أرجاء اليمن ومن كلا الجنسين يوم الأربعاء 28-2-2024م في مقر مؤسسة الطفل السعيد لتدشين إصدار دستور الطفل السعيد بعد عمل حثيث لعدة أشهر توافق الجميع على أهمية تضافر جهود المجتمع ومؤسسات الدولة في عموم محافظات اليمن يجعل من الطفولة أولوية يستلزم الاهتمام بها والحد من معاناتها كل الدول الذي عانت من ويلات الحروب لم تستطيع الخروج منها إلا بالاهتمام بالطفولة وهناك تجارب دولية بارزة وفي مقدمتها التجربة اليابانية الذي خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة وانطلقت نحو التنمية واقتصاد قوي بالاهتمام بالطفولة ومنحها الأولوية في كل شيء فصنعوا مستقبل مشرق لدولة اليابان العظيمة ومثل ذلك جميع الدول الذي كابدت ويلات الحرب .

وفي خطوة إيجابية واستفادة من التجارب العالمية في اليمن تم التدشين لدستور الطفل السعيد بتعاون مؤسسة الطفل السعيد مع المدرسة الديمقراطية ونساء رائدات والذي كان بسيط جدا يسعى للتوعية بحقوق الطفل واهميه الالتزام بها واحتوى دستور الطفل السعيد على أربعة أجزاء رئيسية كالتالي :

ديباجة تمهيدية تحتوي تعريفات الطفل وفق الدستور والقانون اليمني والإعلانات والاتفاقيات الدولية

بند الحقوق يحتوي على أهم حقوق الطفل وفقا للقانون اليمني

بند الواجبات يحتوي على أهم واجبات الأطفال تجاه الأسرة والمجتمع

بند المخالفات وإجراءات حلولها يحتوي أهم المخالفات الذي يرتكبها الطفل والحلول المناسبة لها لمعالجتها وفق رؤية نفسية وتربوية راقية.

ماتم نقاشه في ملتقى تدشين دستور الطفل السعيد سلط الضوء على أهمية إيلاء الطفولة في اليمن أهمية قصوى لأن استمرار تجاهلها سينتج جيل جاهل ضايع سلبي وهذا خطير جدا ويستلزم إعادة النظر في ذلك وإعادة الطفولة الى أولويات اهتمام الجميع بها دون عناد ولا إقصاء.

خطوات بسيطة تبدأ من الأسرة وتنتهي بالمجتمع بالكلمة الطيبة الذي تعبر عن اهتمام الأسرة بأطفالها والاهتمام بإعادة انطلاق قطار التعليم الذي تعطل بسبب الحرب على اليمن ومراعاة مشاعر ونفسيات وتطلعات الأطفال والسعي لتحقيقها وفقا للإمكانيات المتاحة.

بعد توقف الحرب ستبدأ عمليات إعادة اعمار اليمن ولكن من سيعيد بناء الإنسان من سيعيد طفولتنا التي ضاعت يجب العمل على الحفاظ على الطفولة في اليمن من الان المباني سيعاد بناؤها فور توقف الحرب ولكن الإنسان من الصعب بناؤه بعد تدميره وسيكون ذلك عقبة كبيرة تعيق تنمية اليمن وتطورها الإنسان هو الأهم هو الضحية وهو الحل والمعالجة وخصوصا الأطفال.

ونؤكد بأن الطفولة أكثر ضحايا الحرب في اليمن الذي سقط ضحايا نتيجة الاستهداف المباشر للتجمعات السكنية للمدنيين وفي مقدمتهم الأطفال كما دمرت البنية التحتية في اليمن من مدارس وطرق وانقطاع كافة الخدمات وانهيار متسارع في الوضع الاقتصادي وانقطاع المرتبات عن موظفي الدولة منذ انتقال البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن دون أي أمل في إعادة صرفها بأثر رجعي منذ تاريخ انقطاعها رغم توقيع التفاهمات بين جميع الأطراف على صرف المرتبات لجميع الموظفين وبأثر رجعي منذ انقطاعها ووفقا لكشوفات عام 2014م المتوافق عليها من جميع الأطراف وبالدولار الأمريكي بنفس سعره عام 2014م لكي لا يحصل اختلال اقتصادي وتضخم نتيجة صرف مبالغ مالية كبيرة بالريال اليمني بصرف المرتبات بالريال اليمني الذي سينهار بشكل مريع لكن صرف المرتبات بالدولار سيعزز من سعر الريال اليمني و يرفع سعره في مواجهة الدولار والعملات الأخرى.

لن نستطيع شرح معاناة الطفولة حصر الكوارث الذي تسببت فيها الحرب على اليمن والذي مازالت مستمرة رغم توقف إطلاق النار في معظم جبهات الحرب ولكن ؟

بهدنة إنسانية غير معلنه بوساطة عمانية مقابل التزامات لم يتم الإيفاء بها وتنفيذها وتستمر في المماطلة والتسويف لتنفيذها وفي مقدمتها صرف المرتبات وإعادة اعمار اليمن ومعالجة الأضرار الذي تسببت بها الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر.

مخاطر معاناة الطفولة في اليمن بأنها لن تؤثر فقط على حاضر اليمن بل مستقبل اليمن الذي سيكون أطفال اليوم هم رجال ونساء المستقبل كيف سيكون المستقبل في ظل توقف التعليم وسوء التغذية وضعف الرعاية الصحية وانشغال الأسر اليمنية عن الاهتمام بالأطفال بانشغالهم بالبحث عن مصدر رزق يغطي الاحتياجات الأساسية للأسرة الذي باعت مقتنياتها وأصبحت على الحديدة بسبب ضعف الاقتصاد وانهيار اقتصادي مريع بالرغم من استمرارية تدفق تصدير النفط والغاز بكميات أكثر من الكميات التي كان يتم تصديرها قبل الحرب ولكن سوء إدارة الموارد النفطية والغازية هي من شتتها وعمقت المعاناة الإنسانية والذي توقف تصدير النفط والغاز مؤخرا بعد استهدافها بطائرات مسيرة لتصحيح مسار الإيرادات النفطية لتغطية صرف مرتبات جميع موظفي الدولة في اليمن دون تمييز ولا استثناء وعدم حصر الموارد النفطية والغازية على منطقة جغرافية وحرمان بقية أرجاء الوطن منها فهي مورد عام سيادي يستوجب توزيع مواردة بعدالة للجميع لضمان استمراريته.

غياب الشفافية في الموارد والنفقات العامة شجع على تفشي الفساد واختلاس الأموال العامة وما صاحبها من اختلالات إدارية في مؤسسات الدولة كل هذا عمق من مأساة الحرب على اليمن وجعل من اليمن دولة فقيرة رغم الإمكانيات الكبيرة اذا ماتم إعادة تنظيم إدارتها بشكل إيجابي وصحيح .

وفي الأخير :

نؤكد على أهمية إيلاء الطفولة في اليمن اهتمام وأولوية لدى الأسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة وان تكون محل توافق واتفاق بخطوات إيجابية يعيد انطلاق قطار التعليم و استعادة نشاط مؤسسات الدولة بصرف مرتبات جميع موظفيها دون تمييز ولا استثناء وبأثر رجعي منذ انقطاعها واستعادة عمل قطاعات  الخدمات العامة وإيقاف التدهور الاقتصادي وتحسينه بشكل تدريجي.

الطفولة هي في مقدمة ضحايا استمرار الحرب على اليمن او مرحلة اللاسلم واللاحرب الحالية  ولن تؤثر فقط على حاضر اليمن بل مستقبله بجيل ضعيف جاهل يعيق التنمية.

استمرار رفع أصوات المجتمع بأهمية توقف الحرب والبدء بمراحل إيجابية ملموسة لتحقيق سلام مستدام وإعادة اعمار وفي مقدمتها الحفاظ على روح الطفولة من الانكسار بخطوات ايجابية وفق الإمكانيات المتاحة من الجميع الأسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة كافة أن يكون من أولوياتها الحد من معاناة الطفولة صحيا وغذائيا وتربويا نفسيا وجسديا وأول تلك الخطوات التوافق على التزامات عامه ودستور عام يلتزم الجميع به يحقق للطفل السعادة ويخرجه من غيبات الظلام والظلم والمعاناة ودستور الطفل السعيد اول تلك الخطوات الإيجابية الذي نأمل تعميمه في عموم اليمن وجعل بنوده خطوط حمراء لايمكن تجاوزها للحفاظ على الطفولة من الانكسار كون استمرار معاناة الطفولة في اليمن سيدمر المستقبل.

اقرأ أيضا للكاتب:ضرورة ربط التعليم بسوق العمل

* عبدالرحمن علي علي الزبيب

إعلامي و مستشار قانوني

law711177723@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى