اتحاد القوى الشعبيةكتابات فكرية

جنوب أفريقيا واليمن يحاكمان الكيان الصهيوني كلّ بطريقته

جنوب أفريقيا واليمن يحاكمان الكيان الصهيوني كلّ بطريقته

جنوب أفريقيا واليمن يحاكمان الكيان الصهيوني كلّ بطريقته

 أحمد سليم الوزير

في عام ١٩٩٠ خرج المناضل الكبير نيسلون مانديلا من السجن بعد أكثر من عشرين سنه سجن ، وبعد خروجه بأربع سنوات ترشح للانتخابات في عام ١٩٩٤ وأصبح أول رئيس أسمر للون ،لدوله الغالبية العظماء من سكانها من ذوي البشرة السمراء ،  قاسى مانديلا العنصرية وناضل ضدها ومعه الشعب من ذوي البشرة السمراء ، أو كما كانوا يسمونهم بعنصرية “السود” حتى استطاعوا الخروج من هيمنة الأقلية المهاجرة من ذوي البشرة البيضاء.

أحمد سليم الوزير

وأصبحت جنوب أفريقيا قبله لحركات التحرر في العالم، واستمرت هذا الدولة التي تقع في أقصى جنوب الطرف الجنوبي للقارة السمراء ، استمرت في دعم حركات التحرر في العالم حتى اليوم، وتمقت العنصرية وتحارب في مختلف المحافل الدولية للقضاء عليها .

في هذا الصدد  قدمت جنوب أفريقيا هذه الدولة السمراء في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر للعام ٢٠٢٣، دعوه قاضية في محكمة العدل الدولية تتهم فيها الكيان الصهيوني الإسرائيلي بالقيام بجرائم التطهير العرقي في غزة، حيث شمل ملف دعوة جنوب أفريقيا ، اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة وفشلها في منع الإبادة الجماعية.

وقالت جنوب إفريقيا في ملفها المكون من 84 صفحة والمقدم إلى المحكمة: “الأمر الأخطر من ذلك هو أن إسرائيل انخرطت وتخاطر بالتورط في المزيد من أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.

وأضافت إن أعمال إسرائيل في غزة هي إبادة جماعية “لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير من المجموعة الوطنية والعرقية والإثنية الفلسطينية”.

موقع جنوب افريقيا

وجاء في الملف: كذلك “تشمل الأفعال المعنية قتل الفلسطينيين في غزة، والتسبب في أذى جسدي وعقلي خطير لهم، وفرض ظروف معيشية عليهم تهدف إلى تدميرهم جسديًا”، وقتل أكثر من 23 ألف شخص في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

في جرأة لم تتخذها 57 دولة عربية وإسلامية ، وقامت بها دولة جنوب افريقيا التي تربطها بالشعب الفلسطيني فقط رباط الإنساينة.

وقد تم تكليف المحامية عديله هاشم بتقديم الدعوى عن جنوب أفريقيا، ضد الكيان الصهيوني وتم قبول الدعوة رغم الإنكار الصهيوني المتكرر لهذه التهم.

وأمس الأول الجمعة ثبّت قرار محكمة العدل الدولية ، اتهام جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، كما طالبت المحكمة الكيان الصهيوني بوقف هذه الجرائم ، ومنع التحريض عليها، والسماح بإدخال الماء والغذاء والوقود فورا لقطاع غزة، في ضربة غير متوقعة للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة حسب العديد من وسائل الاعلام الغربية.

وما يهمنا هنا هو أن ما حرك جنوب أفريقيا مع فلسطين هو فقط ضمير الإنسانية ، فالجغرافيا واللغة، والتاريخ المشترك، والديانة، كل ذلك يربط الشعب الفلسطيني مع الشعوب العربية والإسلامية ، ولا يربطه مع جنوب أفريقيا ، ومع ذلك كل هذه العوامل لم تحرك الدول العربية والإسلامية للتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لجرائم الإبادة الجماعية كما  أكدت بذلك محكمة العدل الدولية ، ورباط الإنسانية فقط هو من حرك جنوب أفريقيا لرفع دعوى ضد الكيان الصهيوني النازي .

 ندرك أن الحكم الأولي  لمحكمة العدل الدولية والصادر ضد الكيان الصهيوني لم يكن لا يمكن أن ينفذ خصوصا مع حجم الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطينية المظلوم ، وذلك بسبب الضغوط الأمريكية والغربية التي مورست ضد المحكمة ، وأيضا بسبب الحماية الأمريكية لهذا الكيان، و رغم ذلك أثبتت جنوب أفريقيا أن الأحرار مازالوا موجودين في هذا العالم.

الأعراب أشد كفرا و نفاقا

لم تشارك أي دولة عربية جنوب أفريقيا في هذه الدعوة، رغم أن تلك الدول هي الأولى والأكثر تأثرا، مع ذلك وبدلا من التدخل العسكري أو على الأقل الاقتصادي لم يستطع العرب حتى مشاركة جنوب أفريقيا في رفع دعوة قضائية يعلمون أنها لن تقدم أو تأخر.

ولكن لماذا لم يستطيع العرب أن يقوموا بشي؟ الحقيقة أن موقف الأنظمة العربية لا يقل بشاعة وإجرام عن ما تقوم به إسرائيل، بل ويتمنى بعض الحكام للأسف الشديد أن يشاركوا عسكريا للقضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس، تحت مبررات عديدة أهمها محاربة الإخوان المسلمين و تصفية القضية الفلسطينية الذي أصبحت تؤثر على مساعيهم للتطبيع، مع الكيان الصهيوني ، خاصة أن المقاومة ملهمة للشعوب للثورة ضد طغيان واستبداد الحكام.

محور المقاومة

استطاعت حماس وبعد معركة  طوفان الأقصى من الاستمرار في البقاء و المقاومة، وجرعت العدو الصهيوني الآلاف من القتلى والجرحى ، ولكن بسبب التفوق المهول الإسرائيلي في التسليح ، استطاع هذا الكيان المجرم التقدم في شمال غزة، ورغم ذلك لاقى مقاومة شرسة وغير معهودة من المقاومة الفلسطينية بسلاحها المتواضع.

كذلك كانت ردود حزب الله القوية في جنوب لبنان عامل مهم في عدم السيطرة على غزة، فأكثر من نصف الجيش الصهيوني مستنفر في منطقة شمال إسرائيل،  ويخشى من توسع المعركة وتحولها إلى حرب مفتوحة.

أما بالنسبة لإيران فكدولة لا تستطيع أن تقوم بأكثر من الدعم اللوجستي ولاستخباراتي.  

البحر الأحمر المحكمة الإلهية الحقيقة

هناك في البحرين الأحمر والعربي قام الشعب اليمني برفع دعوى على السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني في محكمة شعبية تقام في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء و باقي المحافظات كل يوم جمعة، مسيرات جماهيرية مليونية غير مسبوقة، تحاكم السفن الصهيونية وتقوم بتنفيذ الحكم في وقته وحينه ، مهما كانت الكلفة.

ولأن الجيش اليمني هو الحامي للعدالة الدولية، فقد استوجب عليه تنفيذ الحكم، ، وفي 9 ديسمبر ٢٠٢٣ أعلن الجيش اليمني منع مرور جميع السفن من جميع الجنسيات المتوجهة من وإلى المواني  الإسرائيلية إذا لم تدخل احتياجات قطاع غزة من الدواء والغذاء.

حكم شعبي يمني أغضب دول الاستكبار العالمي بشكل كبير ، فهددت و توعدت حتى نفذت أول غاراتها الجوية يوم ١٢ يناير من هذا العام، وفي يوم الجمعة التالي خرج الشعب اليمني مرددا لا نبالي لا نبالي واجعلوها حرب كبرى عالمية.

بعد الغارات حكم الشعب اليمني على السفن الأمريكية والبريطانية ،ذات الحكم على السفن الإسرائيلية أو المتجهة غالى الكيان الصهيوني، وقام الجيش بالتنفيذ، كم هذا الشعب مقاوم و عظيم حتى القوى دول العالم لم تثنيه عن نصرت الشعب الفلسطيني.

أما سيد المقاومة اليمنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي فقد تربع على عرش العزة والكرامة دون منافس وأصبح قائدا لشعب العزة والكرامة، مطبقا قول الإمام زيد ما كره قوما حر السيوف إلا ذلوا، مكررا قول الرسول في الواقع العملي (المسلم للمسلم كبنيان يشد بعضه بعضا) فقد نصر مسلمين غزة وتضامن معهم قولا وفعلا.

#أحمد_سليم_الوزير

أمين العلاقات العامة بحزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية

أقرأ أيضا للكاتب:لماذا لم يتدخل محور المقاومة؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى