الأعمال الإنسانية المدعومة من المنظمات..استغلال حقير “مستشفى كمران المهدد بالإغلاق نموذجا”
الأعمال الإنسانية المدعومة من المنظمات..استغلال حقير “مستشفى كمران المهدد بالإغلاق نموذجا”
السبت15يوليو2023 يشهد مستشفى كمران الخيري بمديرة المراوعة محافظة الحديدة، تدهور كبير تقديم خدماته الصحية المقدمة للمواطنين،حسب ما أكده العديد من المواطنين ، حيث كان يقدم خدماته ليس لمديرية المراوعة فقط ، بل حتى لمناطق مختلف من بعض المحافظات، وحاليا مهدد بالأغلاق.
الكاتب والناشط خالد العراسي سلط الضوء حول ذلك خلال الأسطر القادمة..
الأعمال الإنسانية المدعومة من المنظمات..استغلال حقير “مستشفى كمران نموذجا”
*خالد العراسي
كان ولا يزال أبناء تهامة أكثر احتياجا من غيرهم لمشاريع صحية وتنموية وذلك لان النظام السابق تعمد إفقارهم وإهمالهم بل ونشر الأمراض في أوساطهم بعدة طرق .
وعلى الرغم من أن مصنع كمران لا يحدث أي تلوث بيئي كونه تجميعي فقط إلا أن شركة التبغ والكبريت عملت على إنشاء مستشفى كمران في المراوعة، وبعد انجاز المشروع تعذر تشغيله بسبب تعثر الشركة وبعض الصعوبات المالية وتوقف المصنع عن الإنتاج، وبات المشروع بحاجة إلى ممول لدفع المرتبات والنفقات التشغيلية فتم ذلك عن طريق منظمة “أدرا” ،وسارت الأمور على ما يرام بل أنها كانت تسير نحو مزيد من التحسن ، بل كان مقررا بناء دور آخر وكثير من التطورات والتحسين في المستشفى الذي كان يستقبل شريحة كبيرة جدا من المرضى من أبناء تهامة وغيرهم،حتى أن هناك جانب يخص الأمراض المزمنة يأتون إلى المستشفى من كل ربوع اليمن وبعد فحص الحالات يعتمدون لها الدواء بشكل شهري ويرسلونه لكل المعتمدين لهم إلى أماكن أقاماتهم في محافظاتهم المختلفة شهريا منها أمراض السكري والضغط والقلب الثلاسيميا….الخ .
وللعلم هناك أدوية سعرها مرتفع جدا البعض منها بعشرات الآلاف من الريالات ، ولكم أيضا أن تخيلوا انه حتى العمليات كان المستشفى يتبنى إجراء عمليات خارج المستشفى على نفقتهم وحسابهم(قبل فتح قسم العمليات).
وبالطبع كانت مرتبات الموظفين والممرضين والكادر الطبي جيدة نسبيا، لأنها معتمدة من (الممول) وكذلك النفقات التشغيلية ولهذا كان النجاح بارز وملحوظ لكن هناك من لم يروق له هذا الأمر، وهذا النجاح المنقطع النظير.
وسال لعاب الكثيرين وخططوا في ليلة ظلماء للانقضاض على أكبر قدر ممكن من الأموال الممنوحة كمرتبات ونفقات تشغيلية ولم يفكروا بالنتائج والمآلات للمرضى من أفقر فئآت المجتمع.
فبدأ الأمر بمذكرة من الصحة بالحديدة بتسليم المستشفى لهم كونه اختصاصها وساهمت المحافظة بالضغط في تنفيذ طلب الصحة على الرغم من أن مكتب الصحة بالمحافظة لديه مستوصف هو الأفشل من بين كل المراكز الصحية، ولو كانت إدارتهم ناجحة لنجحوا في إدارة هذا المستوصف .
المهم ..تطورت الأمور وازدادت الضغوط إلى أن وصل الموضوع لمجلس النواب ،وهناك صدر قرار أن تسلم منظمة أدرا” النفقات التشغيلية لوزارة الصحة ومكتب الصحة بالحديدة يقوم بالإشراف والإدارة لان شركة كمران ليس لديها كادر طبي، نعم كان هذا هو المبرر، مع أن الموضوع لم يكن بحاجة إلى أي إدارة وإشراف لان المستشفى فيه أدارة كاملة وربما كان الاحتياج إلى رقابة مالية فقط وتقييم الأثر (كالعمل الذي كان يقوم به الاخ عدنان الحرازي عبر شركة “برودجي” وتم اعتقاله وسجنه لأنه اشتغل صح ولم يعمل تقارير مزورة تغطي على اللصوص حسب إفادة البعض) .
كان يجب انه حتى لو تولت الصحة إدارة المشروع لكن الجانب المالي والإشراف العام يبقى من اختصاص مؤسسة كمران الخيرية التابعة لشركة كمران، وأي أخفاق كان سيحسب على شركة كمران .
عموما الآن الموظفين والممرضات والكادر الطبي يستلمون اقل من ربع المبالغ المعتمدة لهم والنفقات التشغيلية بالمثل،وتوقف صرف الأدوية المزمنة لآلاف المرضى ،وتدهور وضع المستشفى جدا ويقال بان “منظمة ادرأ” بصدد إنهاء الدعم .
مستشفى كمران مجرد نموذج فقط لمئات المشاريع الخيرية بشتى مجالاتها المدعومة من المنظمات، والجناة هم ،المنظمات العالمية نفسها والجانب المحلي المنفذ وكل معدومي الضمير والإنسانية .
وبالتأكيد هناك تقييم للأثر وتقييم أو رقابة مالية إلا أنها تتم وفق المطلوب يعني يفصلوا التقارير تفصيل بحيث يتوهم الداعم ان كل شيء يسير على ما يرام بل بأفضل حال.
فهل من مخلص يتبنى هذا الموضوع ويخوص في دهاليزه ويحل اشكالياته ؟
هذا الملف بحاجة لانتباه ومتابعة من اخلص اخلص المخلصين فالدولارات تعمي الكثييييييير وقد أعمتهم فعلا .
ولدي معرفة وإطلاع بكثير من الإخفاقات والتجاوزات والفساد المهول بهذا الجانب.
ركزوا نتحدث هنا عن مليارات الدولارات نهبت معظمها منذ ثمانية أعوام .
سؤال جانبي :-
هل هناك رقابة مالية على أموال واستثمارات المرتزقة وماذا بالنسبة لاستثمارات “سبيل الله” واللجنة الزراعية السمكية العليا و”يمن ثبات” و “بنيان” ؟
المال السايب يفتح عيون السرق مش يعلم السرقه لان اللص لص من يومه .
انتبهوا واحذروا .
والله الموفق والمستعان
كاتب وناشط يمني
اقرأ أيضا للكاتب:العراسي يفند أسباب عدم اقتناع صنعاء بتمديد الهدنة بنفس الشروط السابقة