اليمنيين والعودة إلى الموت
اليمنيين والعودة إلى الموت
1800 مدني بينهم أطفال لقوا حتفهم بسبب الألغام وذخائر لم تنفجر من مخلفات العدوان
الاثنين 12ديسمبر2022 رغم توقف المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين منذ مطلع أبريل/نيسان الماضي على إثر هدنة رعتها الأمم المتحدة، فإن الموت ما يزال يفتك باليمنيين، وهذه المرة كان من باطن الأرض جراء الألغام والقنابل.
ووفق إحصائية تتبعتها الجزيرة نت من مصادر عدة، فإن 32 مدنيا بينهم أطفال قتلوا وأصيب 47 آخرون بسبب الألغام والعبوات الناسفة والمقذوفات المتفجرة منذ بداية الهدنة، وهي حصيلة لا تشمل العسكريين.
ويُعزى ذلك إلى عودة المدنيين إلى قراهم وبلداتهم مع سريان الهدنة، ومن بينهم العائدون إلى المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة، وهي مناطق مفتوحة على سواحل البحر الأحمر، شهدت سابقا مواجهات عنيفة.
وكان أحدث تقرير أممي، قال إن 1800 مدني بما في ذلك 689 امرأة وطفل لقوا حتفهم أو أصيبوا بسبب الألغام وذخائر لم تنفجر من مخلفات الحرب والعدوان على اليمن منذ منتصف 2018.
العودة إلى الموت
ما إن تنحسر المواجهات حتى يعود المدنيون الذين يفاجؤون بشراك الألغام، ومن بينهم محمد صالح الذي عاد إلى منزله في منتصف أبريل/نيسان لتفقد منزله جنوبي مدينة الحديدة بعد 3 أعوام من النزوح، لكن عودته كلفته ساقيه.
ويقول للجزيرة نت “حين عدت للمنزل دست على لغم كان مزروعًا في مدخل المنزل، لينفجر بي وفقدت ساقيّ”.
مصدر الألغام
وفق مركز أبحاث التسلح والصراعات فإن ألغامًا من طراز “بي بي-2″ و”تي إم-57” صُنعت في ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفياتي أوائل الثمانينيات، وُجدت بشكل كبير في اليمن، مما يشير إلى أن الحوثيين حصلوا عليها من مخازن الجيش حين سيطروا على البلاد.
المناطق الأكثر تأثرًا
تعد محافظتا مأرب والحديدة من أكثر المناطق تأثرًا بالألغام، بسبب تضاريسهما المفتوحة، كما أنهما كانتا بؤرة قتال مستعر لسنوات بين القوات الموالية للعدوان والجيش اليمني ، ما جعل أراضيهما مساحات واسعة لحقول الألغام.
كذلك محافظات عدن ولحج وتعز تضررت بالألغام، غير أن مناطق الساحل الغربي في محافظة الحُديدة ومحافظة مأرب كانت الأكثر تضررًا.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إن الاستخدام الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة، ويشكل خطرًا على المدنيين بعد فترة طويلة من توقف القتال.
ودعت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة “أونمها”، أطراف النزاع إلى تسريع جهود إزالة الألغام التي تستمر في إزهاق وإصابة عشرات الأشخاص في الحديدة كل عام؛ كثير منهم من النساء والأطفال.
وبحسب مشروع مكافحة الألغام التابع للأمم المتحدة ما زال هناك ما يقرب من 635 ألف قطعة من الذخائر المتفجرة منذ 2017.