سياسيون ونشطاء سودانيون : المشاركة في تحالف العدوان جريمة بحق الشعبين اليمني والسوداني
مع كل ضربة عدوانية يتعرض لها أطفال اليمن، أو مناشدة أممية بضرورة إيقاف العدوان السعودي على هذا البلد لكثرة فجائعه البشرية، ترتفع أصوات في داخل السودان كانت ولا تزال تناشد الانسحاب من التحالف السعودي، ولا سيما في ظل ارتفاع اعداد الجنود السودانيين الذي لقوا حتفهم نتيجة مشاركتهم في الحرب على اليمن.
على الرغم من أن الشعبين اليمني والسوداني يربطهما أوثق عرى الإخاء والصداقة والمصير المشترك حيث تعدت العلاقات بينهما الجانب التجاري إلى التداخل الاجتماعي والمصاهرات التي ربطت بين الشعبين، نجد الحكومة السودانية في جانب الغزاة المعتدين على اليمن من خلال حرب يفترض أن لا تشارك فيها أصلا.
وبعد أن كانت الأصوات تتهامس عند عامة الناس السودانيين ولا يجرؤ على الجهر بطلب الانسحاب من اليمن الا بعض الكبار الذين كانوا يشكلون رموزا سياسية وهم فقط من ينادي بالانسحاب من اليمن علنا اذ علت يومها اصوات لشخصيات معروفة ووازنة في الحراك السياسي كالصادق المهدي وغازي صلاح الدين وحسن عثمان رزق وكمال عمر المحامي وآخرون لا يتسع المجال لذكر اسمائهم كلهم قالوا “إن انخراطنا في الحرب على اليمن يشكل مخالفة للدستور بل وخطيئة كبرى يلزم الرجوع عنها وان الاصرار على المواصلة في هذه الحرب جريمة بحق الشعبين اليمني والسوداني.”
وبعد هذه المرحلة انتقل صوت جهات كثيرة في المجتمع السوداني من مرحلة الدعوة سرا للخروج من اليمن الى الجهر بهذه المطالبة والسعي إلى تشكيل تجمع من المناهضين لاشتراك الجيش السوداني في العدوان على اليمن وان تتسع الفكرة لتصبح مبادرة شعبية كبرى تضغط على الحكومة وتبصر أهل السودان بخطأ استمرار جنودها في هذه الحرب الظالمة البشعة التى لاتمثلها.
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا مكثفا لعدد من الشخصيات في المجتمع السوداني بمختلف توجهاتها واختلاف مراكزها ومواقعها يجمع بينها التأكيد على أهمية الانسحاب الفوري من التحالف المزعوم الذي يعتدي على اليمنيين وسحب الجنود السودانيين من أرض المعركة، وقد لقيت المبادرة الشعبية لرفض استمرار العدوان على اليمن قبولا كبيرا وتأييدا واسعا وسط الجمهور وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاق#العدوان_على_اليمن_لا_يمثلنا، وهاشتاق آخر حمل اسم، #اوقفوا_الحرب_على_اليمن وشكل هذا النشاط المجتمعي تحولا كبيرا وملحوظا في انتباه جزء كبير من الشعب السوداني إلي حقيقة مايجري في اليمن واكذوبة القول بأن جيش السودان ذهب دفاعا عن الحرمين الشريفين وهذا التحول في رؤية الشعب يعتبر أحد مظاهر ووجوه الهزيمة للتحالف العربي المزعوم في عدوانه على اليمن، فهل تستمر الدعوات الرافضة لمشاركة الجيش اليمني في الحرب؟ بالتأكيد أن كل يوم جديد سيحمل بشريات باتضاح الرؤية لدى قطاعات واسعة من الجمهور إلى أن ينكشف كل الزيف ويسقط الخداع الذي يتدثر به مؤيدو المشاركة في هذا العدوان.