صحيفة لوموند الفرنسية: واشنطن تدعم بشكل مباشر تنظيم القاعدة في اليمن عبر الإمارات
قال تحليل نشرته صحيفة لوموند الفرنسية إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعاون مع تنظيم القاعدة في اليمن إما بشكل مباشر، أو عبر دولة الإمارات التي تقاتل في اليمن ضمن ما يعرف بالتحالف العربي بقيادة السعودية.
وقال التقرير الذي كتبه جان بيير فيليو وهو أستاذ التاريخ في الشرق الأوسط المعاصر، وكان أستاذا زائرا في جامعات كولومبيا بنيويورك وجورج تاون في واشنطن إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بعد دخوله البيت الأبيض بمداهمة واسعة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية لليمن.
وأشار إلى أن هذا التوجيه تبعه تدخل قوات الكوماندوز الأمريكية لأول مرة على الأراضي اليمني إلى جانب القوات الخاصة التابعة للإمارات في التاسع والعشرين من يناير في العام 2017م، ثم تلا ذلك توجيه أربعين ضربة جوية ضد أهداف للقاعدة في جزيرة العرب بزيادة أعلى بكثير من تلك الغارات التي نفذت إبان حكم باراك أوباما.
وقال كاتب التقرير إن إعطاء الأولوية لمحاربة الحوثيين من قبل السعودية والإمارات تراجع مقابل تصعيد الحرب على القاعدة التي باتت تأخذ أولوية أكبر على حساب الحرب التي فجرتها كلتا الدولتين ضد الحوثيين، بحجة استعادة شرعية هادي.
ويشير إلى أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية يمثل ما بين ستة وثمانية آلاف مقاتل، وهذا يجعلها قوة كبيرة في الصراع اليمني، لكنهم حاليا – وفق الكاتب- باتوا يعززون أنفسهم من خلال اختيار بعض القادة في القاعدة الموالين للسعودية والإمارات، بشكل علني، وهو ما اتضح في يناير من العام 2017م من خلال الهجوم على ميناء المخا المطل على البحر الأحمر.
ويواصل التقرير تشخيصه للوضع قائلا بأن قيادات وقوات من تنظيم القاعدة في تعز تتلقى دعما من قبل الولايات المتحدة عبر القيادي السلفي أبوالعباس الذي تقاتل قواته داخل تعز، ونوه إلى أنه رغم تصنيف أبو العباس ضمن القائمة السوداء للإرهابيين المطلوبين لكن ذلك لم يغير من نشاطه، ولم يوقف ارتباطه بتنظيم القاعدة، بل إن دولة الإمارات استمرت في دعمه عسكريا وماليا، وفق التقرير.
وقال التقرير إن الإمارات هي في الواقع القوة المهيمنة في التحالف العسكري داخل اليمن في ظل غياب للسعودية، وتولي الإمارات التنسيق مع أمريكا في الملفات المتصلة بتنظيم القاعدة.
وأشار إلى أن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد يستثمر شخصيا في الصراع الجاري في اليمن، ويتم إرسال ما يقدر بستة في المائة من الجيش الإماراتي إلى اليمن للعمل العسكري المسلح، لكنه أيضا تكبد خسائر داخل اليمن.
وذكر بأن بن زايد يغذي النزعة الانفصالية في جنوب اليمن، وأوجدت قواته مراكز تعذيب لليمنيين، وتفاوضت ماليا مع القاعدة في المكلا بحضرموت، وزنجبار في أبين، ورافق ذلك عرض انتصارات أشبه بالدعاية الإعلامية لما حققته الإمارات، كما جرى تجنيد 250 من المقاتلين الجهاديين ضمن القوات التي تدعمها أبوظبي في جنوب اليمن.
ويقول التقرير إن ولي العهد الاماراتي يسعى لمزيد من النفوذ مع ترامب على شاكلة ولي العهد السعودي، مؤكدا أن كلا الدولتين تسعيان للتطبيع مع إسرائيل.
وأكد أن لعبة أبو ظبي مع الجهاديين في اليمن تجري بطبيعة انتهازية بحتة، لا ينظر إليها أنها تشكل خطورة على التحالفات الإيديولوجية في منطقة الخليج.
وتوقع الكاتب أن يتضاعف حضور تنظيم القاعدة في اليمن بسبب هذا التعامل وبسبب الكارثة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون في الوقت الراهن، مذكرا بدعوة القيادي في تنظيم القاعدة أنور الظواهري ودعوته لأعضاء التنظيم في قتال الحوثيين باليمن، مختتما تقريره بالقول إن اليمن هي حالة دراسة حزينة.