اخبار محليةالكل
السبع المناجد
هل لي مِن الشوق ما يرغو به الزبدُ
أم بي من الحزن ما يزهو به الأبدُ
حمر المدامع في أشواقنا زمرٌ
ما خاب في نبعها صبرٌ ولا جلدُ
نكاد من وَلَهِ الآهات نصنعها
تلاً.. يباهي به في ذاتنا البلدُ
نار اليمانين لو طافت بأعينهم
ترمَّدَ الكونُ في أشباه ما ولدوا
نحن السياج وكم قال السياج لنا
يا وثبة الحقِّ.. هل كانوا وهل صمدوا
هل تعلم الحرب.. أنَّا في توهجها
صوتٌ يجلجل مَزْهَّوا ويبتردُ
جاء اليماني.. فخرَّ التلُّ منكسراً
من (قُلة القنص) قد فرَّوا وما حشدوا
يا وعده الله آيات منزَّلةٌ
ذاب الحديد وقد ماتوا وقد شردوا
ما قالت الآلة الأخرى وقد صعقتْ
تصادم الحشدُ ولىَّ الكلُّ وابتعدوا
لقد رأى الناس من آياتنا عجباً
تبارك الله جاء الغيث والبَرَدُ
” كيري” يحدِّثُ أخشاباً وقد علمتْ
أنَّ الكرامة تأبى زيف ما عبدوا
في سِفْرِ نجران كان الفتح مكتملاً
يا آية الله كوني البأس.. إذ مَرَدوا
كم قيلَ في حَرَض زحفا يكن أملاً
ذلَّ الطغاة وذلَّ الجيش والعددُ
يا دار نهم.. وهل نخشى العدا أبداً
قد جاءنا الله والإْيمان والمددُ
جُرْحُ الكرامات في كفيِّ أنادمه
سيفاً يفسِّرُ ما قالوا وما رصدوا
الله أكبر جاء النَّصر مبتهجاً
ضوْءاً يتوِّج مَنْ ثاروا ومَنْ صمدوا
تناثر الدَّمعُ.. كان الصيف محتضراً
وجْه الرصاصة في كفِّ الفدا بلدُ
صوت” الأباتشي ” أما يدري معاطنه
إنْ كان يدري لنا في ثأرنا أمدُ
تبقى الحزازات في أحلامهم شبحاً
ناراً ترتِّبُ ما بادوا وما حصدوا
(سبع المناجد) قد قال الزمان لها
يا كاهن السدِّ هذا الشَّدُّ مضطردُ
سَبْعٌ على رجعها دار الردى زمناً
جاءت ( طريف) وجاء الموج والمَسَدُ
يا ( عَمْرُ) تاه على أجفاننا اليمنُ
إن غاب ( عَمْرُ) أتى من حالنا رَشَدُ
تفرق الجمعُ في روح الشتات بنا
(أيدي سبا) وعَلى أفكارنا الرَّمدُ
دالَ الزَّمان وجاء الغيب يجمعنا
روح الحضارات قد تصحو إذا رقدوا
*********************
صنعاء – أغسطس 2016م.
*** ورد في النص بعض الإشارات، فعمر هو عمر بن عامر بن مزيقيا الذي شهد انهيار الدولة اليمنية التاريخية، وطريف هي زوجة ابن مزيقيا وقيل في بعض المصادر التاريخية أن ابن مزيقيا أهمل سد مارب ثم جاءه يوماً وإذا بالجرذان تعبث فيه، فأخبر طريف بما رأى وقد كانت كاهنة – فقالت له: أخبرتني المناجد، بسبع سنين شدائد، يأكل الولد فيها الوالد، وتوالون الأباعد. وظلت السبع الشدائد في متواليات التاريخ والمتأمل في أحداث القرن الماضي باعتبار قربه من الذاكرة سيجدها ماثلة في قانون التاريخ وتداعياته، فما بين سبتمبر 1962م وتاريخ المصالحة الوطنين في جدة في ( مارس 1970م) سبع سنين لا تكاد تزيد وبمثله جرى في متواليات الزمن، وعلى منواله سيتكرر الحال فيما نحن فيه، وفي البيت الأخير، إشارة إلى عودة النسق الحضاري بعد رقدة أهل الكهف.