ترامب ليس القضية وإنما أين نحن في معركة الفرقان

ترامب ليس القضية وإنما أين نحن في معركة الفرقان
بقلم / لطف لطف قشاشة
الجمعة30مايو2025_
هيمنة أمريكا على الأنظمة العربية ليست من اليوم الذي صار فيه البهلوان ترامب رئيسا لها والذي اظهر بطريقة مفتوحة ومفضوحة بل وغير مسبوقة حجم الإذلال والاهانة والابتزاز لهذه الأنظمة بطريقة فجة ووقحة صاحبها ذل وانكسار وركوع ممن يتربعون على رأس هذه الأنظمة الخانعة ..
هيمنت أمريكا جاءت بعدما استلمت قيادة المنظومة الاستعمارية من قادة القارة العجوز عقب الحرب العالمية الثانية وهي الفترة التي انتقلت الدول العربية من براثن الاحتلال المباشر إلى الاحتلال غير المباشر والحديث عن التحولات التي حدثت داخل أنظمتنا الممتهنة قد يطول لكننا نختصره بتوصيف يبرز حجم الانسياق والتسليم المطلق منهم لهيمنة الغرب بل والولوج إلى عصر المجاهرة بهذه الحالة دون حياء ولا تستر ..
ترامب وطريقته في اهانة عملائه يعبر عن مرحلة متقدمة جدا من التماهي اللامحدود لهذه الأنظمة العربية لسطوة أمريكا حد الابتذال ..
طريقة تلقي الاهانات المخزية والتنفيذ المتسارع لرغبات البهلوان توضح أنهم لم يعد لديهم هامش لحفظ ماء الوجه لهذا فلا يجب ان يتم استنكار ما وصلوا إليه من حالة لأنهم وللأسف أصبحوا أداة طيعة بيد أمريكا والغرب لاستكمال مشروع الهيمنة المطلقة للصهيونية على المنطقة برمتها ..
الحالة التي نشاهدها من تعامل ترامب مع عملائه هي حالة انتقالية من الخضوع للاملاءات في حدودها التي رسمت لهم وهي تغيير وتدجين الشعوب ومسخ هويتها وأولوياتها ومن ثم الولوج بها إلى مرحلة الاستعداد ليس بالسكوت وغض النظر عن جرائم وممارسات الصهاينة ضد الأحرار من أبناء الأمة بل والمشاركة المباشرة والفعلية بشكل صريح جنبا إلى جنب لتحقيق ما تبقى من أجندات الهيمنة المطلقة للصهيونية على امتنا ..
إذا فالقضية ليست في ترامب القضية في حجم الانحدار والتوهان الذي وصلنا إليه حتى صرنا نرى مقدرات امتنا تذهب لنماء أعدائنا بكل سهولة ويسر ..
مشروع واجندت الصهيونية العالمية لن يقف عند حد وسيستمر في تغيير هوية وأولويات امتنا وحالة الكثير من الأنظمة العميلة تعتبر أرضية خصبة وداعمة لتحقيق كلما يخطط له أعداء الأمة ..
الصورة أصبحت سوداوية ونحن نرى تدهور النظام العربي وانقياده الكامل والمطلق لأمريكا والغرب إلا أن هناك بصيص نور ينتشر في ثنايا الحالة السوداوية يتمثل في بروز مكونات وأنظمة وجماهير تتوسع حضورا وتزداد وعيا وتمسكا بهويتها وبقضيتها العادلة القضية الفلسطينية وتلتف حولها وتدعمها تقدم التضحيات الجسيمة من اجلها . .
ظهر بصيص النور بعد أحداث طوفان الأقصى المبارك فحجم الصمود الأسطوري لشعب غزة وحجم الثبات على الموقف المشرف المساند لغزة من قبل المكونات والأنظمة الواعية وعلى رأسها بلادنا اليمن يعطي مؤشر يقظة واعية وواعدة ستؤتي ثمارها مستقبلا ..
اليوم نحن نعيش معركة الفرقان بكل تفاصيلها وربما أنها ستكون المعركة الختامية التي ستندحر فيها جميع مشاريع الكفر والنفاق إلى الأبد ويرث المستضعفون مشارق الأرض ومغاربها ويمكن الله لعبادة المؤمنين الواعين المجاهدين حاكمية البشرية جزاء صبرهم واستبسالهم ووعيهم وعودتهم لهويتهم الإسلامية النقية الصافية ..
معركة الفرقان اليوم سيخوضها ( وهم يخوضونها ) شرفاء الأمة مع أذناب الكفر والنفاق بأكمله لذلك فلا داعي أن نظل نستجدي من الأنظمة المنبطحة أن تراجع نفسها وان تتخذ موقفا مشرفا في معركة الفرقان هذه لأننا نكون كمن يحرث في البحر بل المطلوب إلا يساورنا شك أننا على الحق وأنهم على الباطل بشقيهم الكافر والمنافق وان اي مواجهة معهم فالواجب إلا تأخذنا فيهم رحمة ولا شفقة حتى لو وصل الأمر أن يقتل الأب ابنه أو يقتل الابن أباه ..
والله من وراء القصد
اقرأ أيضا للكاتب:رسالة إلى القاسم في الذكرى الأولى لرحيله ..
