إبراهيم بن على الوزير

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (11)

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (11)

حقائق التاريخ ودروسه

بقلم: عزيز بن طارش سعدان

الثلاثاء28يناير2025_

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}

وحيث تبين أن القومية ما هي إلا إحدى وسائل الصراع ضد الحقيقة الإسلامية التي هي رحمة الله للعالم كله.

تلك الحقيقة تتجلى من استخلاص الدرس والعظة والعبرة…؟؟ وهذه الدروس تكتب على شاشة الأفق معلنة عن نفسها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:إنها أحداث لا تمحوها سنون وأجيال!!منعطف هزيمة التتار كان من الممكن لو استخلص الدرس لتفادينا ما تلا ذلك من فواجع قارعة وذلك بأن يقوم مفكرو الأمة ومجتهدوها وأولو الرأي الحكيم فيها بمراجعة شاملة لما أصاب النفس المسلمة» من سوء! ولتتبعوا حينئذ أسباب المرض وحسموا الداء، ووضعوا أيديهم على منابعه فطهروا بذلك «كيان المسلمين العام» …! منعطف «هزيمة الصليبيين كان من الممكن أن يكون سبيلاً إلى يقظة لا عودة إلى نوم!! وسبباً في يقظة الآخرين«سقوط الأندلس» كان من الممكن أن يكون صوت النذير فنتجنب «مرحلة الاستعمار»!!وننطلق نحو مرحلة الاستقلال» كان يمكن أن تكون تتبعاً لجراثيم الداء الذي صنع «القابلية للاستعمار» بكل صوره وكان يجب أن يكون في الوقت ذاته إيجاداً لوسائل استخلاص النتائج للسير في الصراط المستقيم .. ! وللقضاء على القابلية للاستعمار الفكري.. في كل صوره التي يرتكز عليها! والقضاء كذلك على ما أدت إليه مرحلة الاستقلال من تسليم الأمة إلى الصورة ألا المرحلة التي تجتازها هذه الأمة والقرون الاستعمارية الجديدة فالقرن الرابع عشر يؤذن بوداع وتلك هي مرحلة الانقلابات العسكرية أو الاستعمار بالواسطة» أي بواسطة أجهزة الحكم، وهو ما سنتحدث عنه بشيء من التفصيل الموجز في سلبيات هذا القرن العصيب(انتهى)إن مفكرنا الكريم يوضح الحقائق مما حدث للأمة العربية والإسلامية من أحداث من الغزو الصليبي وغزو التتار ولما حدث للأندلس أنها شيء محزن ولم ندرس واقعنا الحقيقي الذي أصبحنا خلاله في ضعف حقيقي.إن الخلافة العثمانية ردت شيًا من الاعتبار للأمة العربية والإسلامية وكانت مثل بعض الخلافات السابقة من ضعف إلى قوة تترنح ذات اليمين وذات الشمال.إن العدالة الإسلامية في ظل الإمبراطوريات الثلاث بني أمية والعباسيين والعثمانيين كانت شبه معدومة وإن حصل شيء يسير من خلفاء الثلاث الإمبراطوريات من العدالة أو الشورى في اختيار الحاكم هذا مستبعد وكأنهم ظل الله في الأرض وهذا أدى إلى طمع القوى المعادية لغزو البلاد الإسلامية لأنهم حصلوا ضعفا في البلدان الإسلامية.إن الكوارث التي حصلت في الأمة العربية والإسلامية لا تحصى من الغزاة المعتدين في كوكب الأرض ولم يود ذلك إلى صحوة ضمير حي للذين تولوا الحكم من بعدهم ولم يعوا الدروس التي كان لها شيء من هدم الكرامة في ظل الإنسانية الإسلامية.إن مفكرنا أوضح الدروس والعبر مما تلقته الأمة العربية والإسلامية.إننا بحاجة إلى مراجعة التاريخ حتى نستخلص العبر والضعف والقوة لكي نتجنب ما حصل من الغزاة. كما أن العودة إلى الإسلام شيء لابد منه ولدينا صحوة إسلامية وحراك بين الحق والباطل والله هو ناصر للحق ولو بعد حين.إن الوعد من الله بالنصر وارد لقوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}معنى نصر المؤمنين لله إذا استقاموا وعملوا بسنة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وسعوا وجاهدوا على أن تكون كلمته هي العليا ، وأن تقام الحدود في هذا الكون، وتتنفذ أوامره وتجتنب نواهيه،وقوله تعالى {وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا} ،وهى أن الاستقامة على طريقة توصل إلى السعادة، وأن الإِعراض عن طاعته – تعالى – يؤدى إلى الشقاء، وأمر رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -أن يعلن للناس حقائق دعوته ، وخصائص رسالته ، وإقراره أمامهم بأنه لا يملك لهم ضرا ولا نفعا ، وأن علم الغيب مرده إلى الله – تعالى – وحده ، فقال – سبحانه( وَأَلَّوِ استقاموا عَلَى . . . ) .قوله سبحانه:(وَأَلَّوِ استقاموا عَلَى الطريقة لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً..) معطوف على قوله – تعالى -:(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استمع نَفَرٌ مِّنَ الجن..) فهو من جملة الموحى به، وهو من كلام الله – تعالى – لبيان سنة من سننه فيخلقه، واسم ” أن ” المخففة ضمير الشأن الخبر قوله،(وَأَلَّوِ استقاموا..) والضمير يعود على القاسطين سواء أكانوا من الإِنس أم من الجن.والماء الغدق: هو الماء الكثير،يقال: غَدِقَتْ فلان غَدَقاً – إذا كثر دمعها فيغدقة، ومنه الغديق للماء الواسع الكثير،والمراد: لأعطيناهم نعما كثيرة.أي: ولو أن هؤلاء العادلين عن طريق الحق إلى طريق الباطل استقاموا على الطريقة المثلى، التي هي طريق الإِسلام، والتزموا بما جاءهم به النبي-صلى الله عليه وسلم -من عند ربه..لو أنهم فعلوا ذلك، لفتحنا عليهم أبواب الرزق، ولأعطيناهم من بركاتنا وخيراتنا الكثير.. وخص الماء الغدق بالذكر، لأنه أصل المعاش والسعة.ومن الآيات التي وردت في هذا المعنى قوله – تعالى -:(وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) وقوله – سبحانه – (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى آمَنُواْ واتقوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السمآء والأرض . . .) وقوله – تعالى – (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم).(انتهى)إن الشورى في الأمر والخير في الأرض التي وضعها الله وجعل الإنسان خليفة في هذا الكون وهو المهيمن على كل المخلوقات في الكون وسخرها لخدمة الإنسان منها نأكل لحومها الطرية ونشرب ألبانها وهذه بركة من الله لنا والشورى شيء أساسي ولا تستقيم الحياة إلا بها لأنها تحمي البشرية من شرور الإنسان الذي يحمل الشر في نفسه وفي عمله وتحمي الإنسان من طغيان الحاكم.من عدالة الله أن نزل لنا الرسل -عليهم السلام -من أجل ان ينوروا لنا طريقنا في الحياة حتى لا نظل في التقلبات البشرية أمام طغيان الحاكم.إننا اليوم نعيش وضعا عسيرا أمام العالين في الأمر وسوف نظل حتى نستقيم بما أمرنا الله وننتهي بما نهانا الله عنه وبعدها سوف نكون أحرارا في هذا الكون وفق منهج الله الذي سوف يحقق لنا مالم يحققه في وجود طغاة العصر وهمجية البشرية التي ما أنزل  الله بها من سلطان. إن الإنسانية والدين كلمتان حاضرتان في جميع تفاصيل حياتنا ولكل جماعة رأي خاص بها في العلاقة بينهما، فهل فعلاً لا ينفصل المفهومان عن بعضهم؟ لا بد للشباب أن يكونوا أعضاء أساسيين في هذه الحياة، أو على الأقل هكذا يجب أن يكونوا كما وصفنا رسولنا الكريم بقوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم – :(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ما بين الهدف الأساسي من الوجود أو التفاصيل المتشعبة، على هذه الأرض سبعة مليار شخص والعديد من المذاهب، أصحاب كل مذهب يدافعون عن رأيهم ومذهبهم حتى الممات، مقتنعين به قناعة تامة إما لمصالحهم الشخصية التي تتوافق تلقائيا مع المعتقد أو للتعبئة العقائدية منذ الصغر، ما بين الصحيح والخاطئ ونجد الكثير، ولو فكرنا ملياً في قاسم مشترك لا خلاف عليه لدى كل البشر قادر على أن يجمعهم ولن نجد سوى الإنسانية عنواناً لنا وفي الصحوة الإسلامية الخير الوفير إذا لم تجد لهم من يدخل في صفوفهم لأجل تقسيمهم إلى فرق متناحرة وهذا السم لابد من أن نتجنبه …

اقرأ أيضا:أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (10)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى