هل تنضم السلتة لقائمة التراث؟
هل تنضم السلتة لقائمة التراث؟
صوت الشورى الخميس 1ديسمبر2022 ــ تقرير عبدالرحمن مطهر
انضم المنسف الأردني إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.حسبما نقل موقع RT الروسي ــ ويُقصد بعبارة “التراث الثقافي غير المادي” الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات – وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية – التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي.
والمنسف: مأدبة بمعان اجتماعية وثقافية، ولا يمكن زيارة الأردن بدون تذوق المنسف الذي تشتهر به البلاد، ويرتبط بنمط الحياة الزراعية الرعوية التي تتوفر فيها اللحوم ومنتجات الألبان.
وتُسلق قطع كبيرة من لحم الضأن أو الماعز مع التوابل في صلصة اللبن وتقدم مع الأرز أو البرغل أحيانا فوق طبقة من الخبز الرقيق، هذا هو المنسف الأردني الذي صعد إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
لكن الشكل المغري للطبق وطعمه الشهي ليسا العاملين الوحيدين اللذين أديا إلى إدراج المنسف على قائمة اليونسكو. إذ يُعدّ التجهيز بحد ذاته حدثا اجتماعيا، حيث يناقش الطبّاخون الاهتمامات المشتركة ويسردون القصص ويقومون بالغناء فيما يعدون الطبق.
وينطبق نفس الشيء على السلتة الصنعانية، وهي طبق رئيسي في مائدة اليمنيين وملاذ اليمنيين من برد الشتاء.
وسواءً كنت يمنيًا أو سبق لك أن زرت اليمن يومًا، فلاشك أنك ماتزال تحتفظ بمذاق السلتة ولسعاتها الملتهبة في فمك أينما ارتحلت.. كما لن تخلو حقيبة اليمني -وهو يغادر إلى أي بلد- من “الحرضة” ليضعها هناك في مطبخه، فتغدو “السلتة” رفيقةً لمائدته وسيدة لها.
كذلك إذا كنت من سكان العاصمة اليمنية صنعاء أو زرتها وأقمت فيها فترة محددة وحظيت بعزومة على وجبة غداء في بيت صنعاني، فلاشك أنك ستستمتع بتذوق وجبة السلتة، فهي ملكة سفرة الطعام التي لا تغيب على مدار العام ومختلف المناسبات.
ويؤكد الكثير من سكان من سكان صنعاء القديمة إن “السلتة” هي وجبة الغداء المفضلة لديهم يومياً، ولا يمكنهم الاستغناء عن تناولها مهما كانت الأسباب.
كما تتميز العائلات الصنعانية بطباخة “السلتة” وتقديمها لأفراد العائلة والضيوف منذ عقود طويلة.
وهي وجبة يمنية شعبية اشتهرت في المناطق الشمالية من اليمن، وتتكون من مرق اللحم والحلبة والبصل والبيعة المفرومة وقليل من الأرز والبطاط على شكل طبيخ، وأيضا اللحم المفروم وبعض الخضروات كالطماطم والفلفل الحار والبامية وبعض التوابل الحارة حسب الرغبة، وتقدم ساخنة على وجبة الغداء وتؤكل مع (الملوج) وهو خبز يحضر بالتنور خصيصاً للسلتة.
كما يتم تحضير هذه الوجبة في طبق حجري دائري الشكل يسمى “المقلى” أو المدرة يصنع عادةً من نوع خاص من الأحجار يسمي (الحرض) ويتم نحته بطريقة يدوية تنم عن احساس فني وابداع، ويتميز المقلى المصنوع من حجر (الحرض) بكونه يبقي السلتة ساخنة طوال فترة تناولها حتى أخر لقمة، وهي تناسب أجواء المناطق الشمالية من اليمن حيث الطقس شديد البرودة، أغلب فصول السنة خصوصا في فصل الشتاء.
تاريخها
ويرجع الكثير من سكان العاصمةصنعاء بأن أصل السلتة يعود لحقبة التواجد التركي في اليمن، حيث كان يعمل لدى الاتراك حراس يمنيين وكانوا يجمعون ما تبقي من طعام وخضروات وغيره في صحن واحد وأعادوا طباخته مرة أخرى ومنهم تعلم اليمنيون صناعة السلتة”.
غير ان سكان مدينة صنعاء القديمة أضافوا لهذا الطبيخ المخلوط بذور الحلبة المطحونة بعد خفقها جيدا ، واضافة خضار الكراث أو ما يسمى بصنعاء “البيعة”.
توجد في العاصمة صنعاء مطاعم متخصصة في صناعة وجبة “السلتة” ويرتادها اليمنيون بكثرة وقت الظهيرة لتناولها كوجبة غداء رئيسية. فهل آن الاوان لتكون هذه الوجبة الغذائية اليمنية ضمن الممارسات التقاليد التراثية اللامادية لقائمة التراث العالمي حسب تصنيف اليونسكو، أسوة بالمنسف الأردني وغيره؟ نأمل ذلك..