ثقافة وسياحة
زغرودة الحجيج
زغرودة الحجيج
لمن الحجيج يعج بالإصباح | وتهيؤ الفردوس والأفراح | |
لمن الثياب البيض يقطر بالسنا | وتنزل الأملاك بالأرواح | |
لمن النسيم يزف “مكة ” والهوى | وأريج ” طيبة” بالشذى الفواح | |
لمن الندى وخيوط أنهار الضحى | وجنى الجلال بلحنه الصداح | |
لمن الأهازيج التي اصطفت على | درب الغرام ورقصة الأقداح | |
لمن الجبال السندسية أسفرت | عن سرها وجمالها البواح | |
لمن النجوم استيقظت وتألقت | وتوهج الأقمار بالإصباح | |
وتوقفت شمس “الوقوف” وأرسلت | منذ الشروق بضوئها الوضاح | |
لمن ابتسام “الروضة” الغناء يا | طوبى لعين العاشق النواح | |
لمن العيون بسر سحر ربيعها | وظلال عيد عبيرها النفاح | |
لمن ابتهالات الخشوع على “منى” | ودعاء من في الكون للفتاح | |
لمن “الجمار” كأنهن قذائف | يرمى بها الشيطان عبر الساح | |
لمن الجنان تزينت وتفتحت | أكمام “يثرب” بالندى السياح | |
لمن الصبايا الحور في شوق إلى | لثم الأحبة واللمى والراح | |
يحملن دفء الطهر بين ذواتهن | لطائف الإسرار والإفصاح | |
لمن “المقام” يقوم تعظيمًا لمن | خضـر العيون و”زمزم” النضاح | |
لمن “الحطيم” منادياً مرحى بمن | للركن مستلماً وسام الماحي | |
ومُقبلًا حجَرَ الأساس لديننا | ومعانقًا في “الحجر” خد سماح | |
لمن المواكب خلفها “الهدي” الذي | لله تهدى فهي خير أضاح | |
لمن الغروب يشي على وجن “الصفا” | و”المروة” الجذلى بغير وشاح | |
لمن القلوب تطهرت وتأنقت | وتوحدت في مهبط الأرواح | |
للواحد الأحد الذي هو لم يلد | أبدًا ولن يولد، وكف يا صاحي | |
لله وحده من يقول للشيء “كن” | فيكون ذا بمشيئة الفتاح | |
لك يا “محمد” من شرحت صدورنا | بالعلم، والإيمان، والإصفاح | |
لمن القلوب على أرائك “روضة” | المختار تتلو: سورة الإشراح | |
لمن العقود اللؤلؤية طوقت | جيد العروس كدرة الإصباح | |
لمن الكؤوس الكوثرية دورت | وتفتقت بمكارم الأفراح | |
لك “يا محمد” الروابي تزدهي | واستبشرت بهدية الفتاح | |
أسد الشرى بطل الورى، | سيف الهدى الجراح، والقداح | |
عين الحجا قلب الرجا، | ويد النجا المحفوف بالأرواح | |
صوت الإله وسيد العظماء | والشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرفاء، والرجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح | |
للطائفين بـ”كعبة” الرحمن هو | للواقفــــــــــــــــين موزع الأربـــــــــــاح | |
لمن انبياء الله تهفو لـ”جعفر” | “الطيار” نحو الله ذي الأجناح | |
لكم الأحبة بـ”الحبيب” تراقصت | روض “المدينة” ملتقى الأشباح | |
لكم ضيوف المالك، الغفار من | عنت الوجوه له مساء صباح | |
ربحوا ورب البيت فليهناهم | “عرفات” كنز الله للسواح | |
لمن التوجه، والركوع على ثرى | جرم الثريا سجدة الإفلاح | |
لله رب البيت تشد قلوبنا | وعيوننا ترنو إلى السماح | |
لله رب البيت تعنو أمة | التوحيد، والتكبير، بالإلحاح | |
ما أبهج “التهليل” والتكبير في | “عرفات” يوم الصفح والإنجاح | |
ولأمـــــــــــــــــــــــــة الإســـــــــــــلام يتلو نبينا | آي “الوداع” دواء كل جراح | |
من غيره “المختار” قائد ثورة | التنوير، والتحرير، والإصلاح | |
وغدًا سيأتينا البشير مخلصًا | للمسجد “الأقصـى” بكل كفاح | |
فاكرم بقائد ثورة “نبوية” | أبدية تقضي على السفاح | |
سيعيد روح “القدس” مسرى المصطفى | وسيزهر “الزيتون” بالأفراح | |
لمن الجنان تزينت، وتبرجت | وجه “المدينة” بالهوى الطواح | |
طابت لمن حب “الإله” شعاره | و”محمد” في العين كالمصباح | |
والآل والأصحاب أقمار الهدى | ومباهج الأسماء في الألواح | |
فرض علينا حب نور “محمد” | شمس الدجى، والحق، والإصحاح | |
صلى الإله على “النبي وآله” | بدر اكتمال “الدين” والإيضاح | |
تغشى “أمير المؤمنين” حبيبنا | و”ابنيه والزهراء” روح الراح | |
طوبى لمن عشق “الحبيب وآله” | وبه اهتدى، وبوجهه الوضاح | |
لـ”محمد” ولآله روحي الفدى | فاتبعهم، وأصغ إلى الشراح | |
وصلاة مولانا ورحمته على | “ميم” الختام، وآله المفتاح |
قصيدة للأديب والشاعرالمرحوم
محمد يحيى المداني