اليمن بلد حضاري يستحق أن يدرج كله في قائمة التراث لا قائمة الدمار.. معبد أوام نموذجا
اليمن بلد حضاري يستحق أن يدرج كله في قائمة التراث لا قائمة الدمار.. معبد أوام نموذجا
معبد أوام ، أو محرم بلقيس هو معبد يقع على مسافة (10كم) على الجنوب من مدينة مأرب العاصمة السبئية التي كانت تتحكم بطرق التجارة القديمة.
لقد كان معبد أوام مكانًا مقدساً تمارس فيه العبادات إلى بداية النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، وتدل المعلومات الأولية أن تاريخ بناء هذا المعبد قد شيد لأول مرة في القرن العاشر قبل الميلاد، ولا يستبعد الباحثون تاريخاً أقدم من ذلك لإنشائه.
يتكون المعبد من سور مبنى بالأحجار المهندمة من الصخور الكلسية يبلغ طولها حوالي (752م) بسماكة تتراوح من (5:3م)، ويتوسطه فناء بطول (52م) وعرض (24م) وضعت فيه ألأعمدة الثمانية، أما المدخل فيقع في الجهة الشمالية الشرقية من السور. تشير المصادر التاريخية والأثرية على أن معبد أوام هو المعبد الرئيسي للإله (المقه) إله الدولة، ويحتل المعبد مكانة مميزة بين بقية معابد الإله المقة في اليمن القديم فقد كان الناس يحجون إليه من مختلف أنحاء الجزيرة العربية، كما يتميز بكثير من المميزات المعمارية والهندسية فضلاً عن مكانته الدينية في تلك الحقبة.
المعبد
معبد أوام أو «محرم بلقيس» هو معبد سبئي مكرس للإله الرئيسي لسبأ ألمقه، ويوجد بالقرب من مأرب في اليمن. يقع المعبد على بعد 7 كيلومترات جنوب شرق مأرب القديمة، وتم بناؤه في ضواحي المدينة. عادة ما تقع المحميات الرئيسية في سبأ خارج المراكز الحضرية، والسبب وراء ذلك هو على الأرجح للخصوصية الدينية ولتيسير تسيير الطقوس من خلال وصول الحجاج من المناطق النائية من الأراضي السبئية. وقد لوحظت هذه الأنماط في عدة معابد من الجوف وحضرموت.
أقدم نقش عثر عليها في المعبد يشير إلى بناء السور العظيم للمعبد بواسطة مكرب يدع إل ذريح الأول في منتصف القرن السابع قبل الميلاد. مبينًا الفترة المبكرة من بناء المعبد. نقش يدع إل محفور خارج السور، ويحتوي على ما يلي:
«يدع إل ذريح بن سموهع علي، مكرب سبأ، سور معبد ألمقه، عندما ضحى لعشتار وأسس الاتحاد من قبل إله وراعي ومعاهدة سرية بواسطة عشتار وحواس وألمقه»
يحتل الجزء الأكبر من المعبد ساحة خالية من الحراسة محاطة بجدار حجري ذي مخطط أرضي بيضاوي غير منتظم. على الجدار الداخلي للقاعة كان هناك عشرات النقوش الهامة للغاية من الفترة المتأخرة من مملكة سبأ.
الحفريات الجزئية لأعمدة أوام في 1951-1952 من قبل المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان التي قادها ويندل فيليبس، قامت بتنظيف قاعة المدخل بالكامل تقريبًا واكتشفت العديد من الاكتشافات. مثل التماثيل البرونزية المتقنة، واستخدام المدخل الجنوبي في الجدار الإهليلجي لطقوس الوضوء قبل الدخول إلى الغرفة الداخلية.
المخطط العام لمعبد أوام
يقع المعبد في منطقة معزولة تستخدم بشكل رئيسي كمكان ديني مقدس. اسم المكان، أوم (مكان اللجوء)، يدل على أن قدسية هذا المكان.
هناك احتمال أن المعبد تطور من ضريح صغير إلى مجمع هائل يشمل العديد من الهياكل المرتبطة بالمعبد، أي منازل للكهنة، وغرف مساعدة، وورش عمل للتنجيم، ومقبرة متصلة بالمحمية والمنطقة السكنية التي جعلت أسمها المقاطعة المحمية. أظهرت الأبحاث الجيومورفولوجية أن معبد أوام شيّد على منصة طبيعية عالية، مما يجعله أكثر إعجابًا للعيان.
وجّه المعبد نحو مشرق الشمس (الشمال الشرقي) ويتكون من ثمانية أعمدة بروبيلية عند المدخل، تليها قاعة كبيرة مستطيلة الشكل، وسور ضخم على شكل بيضاوي مع هياكل خارجية أخرى مرتبطة (بالقرب من المقبرة). الركائز هي الميزة المعمارية الأكثر انتشارًا في الهياكل الدينية العربية الجنوبية القديمة. قد تعكس قاعة الأعمدة أرقام البروبيليا ذي الأعمدة الثمانية؛ يوجد اثنان وثلاثون عمودًا (4 × 8) داخل قاعة الأعمدة، وأربعة وستون (8 × 8) نوافذ داخلية.
استخدم الثور البرونزي والحصان والتماثيل البشرية في بوابات الدخول للمعبد. للوصول إلى المجمع وضعت أبواب مؤدية إلى سلسلة هرمية من الساحات والقاعات التي كانت بمثابة مناطق انتقالية.
العديد من جوانب الزخرفة واللوحات الهندسية والتماثيل والمنحوتات والأحجار الكبيرة المنحوتة بدقة، والنقوش المنحوتة بدقة المطلية باللون الأحمر، والأفاريز الجميلة المزخرفة على الجدار الخارجي، تهدف إلى إقناع الزائر وإرهابه بحضور الإله.
مخطط قاعة الأعمدة
قاعة الأعمدة
تحتوي القاعة على شكل شبه مستطيل، مع ثمانية مداخل مترابطة من البروبيليا المغطاة بأقواس مربعة مصممة لاستيعاب العتبة. محيط قاعة الأعمدة حوالي 42 × 19م ويحيط بها نهاية السور البيضاوي الشكل في جدرانها الخارجية الغربية والشرقية. يحتوي الجزء الداخلي للمبنى على مكتبة كبيرة من الكتل الحجرية المدونة و 64 نافذة مزدوجة عموديا وهمية مع 32 عمودا مصنوعة من متراصة واحدة باستثناء اثنين كانا يدعمان الحزم الحجرية ذات يوم. قد يعكس الرقم الثامن رقمًا مقدسًا، حيث تم استخدامه عند المدخل والأعمدة الداخلية (8 × 4) والنوافذ (8 × 8). يبدو أن المباني الجنوبية العربية القديمة، بما في ذلك قاعة أوام، قد تم تخطيطها مسبقًا وفقًا لنظام القياس المتقدم بدلاً من الاستخدام العادل للمساحة. كشفت أعمال الحفر التي قامت بها AFSM في الفناء المرصوف عن العديد من النقوش العربية الجنوبية ومجموعة من التيجان المكسورة واللوحات البرونزية والمذابح والعديد من التماثيل الفخارية، إلى جانب الشقف التي يرجع تاريخها إلى حوالي 1500-1200 قبل الميلاد.
يجب على زوار المعبد المرور من خلال الملحق ثم عبر بوابة من ثلاثة مداخل إلى قاعة الأعمدة. يمكن أن تكون البوابة مغلقة إذا لزم الأمر.
كانت هناك قناة المياه مصنوعة من المرمر كانت تمر من خلال القاعة إلى الحوض البرونزي (69 × 200 سم) موضوعة في غرفة لأغراض التنقية. يسقط الماء على الأرض مثل النافورة، وسقط لفترة طويلة وبهذه القوة، إلى أن تجاوز حوض النحاس وضع تحته ثم إلى الحجر نفسه.
السور البيضاوي سور أوام العظيم
يبلغ طوله السور 757 مترًا وارتفاعه 13 مترًا، ومع ذلك، لا يمكن تحديد الارتفاع الأصلي بشكل مؤكد، ومن الصعب تقييم مداه بالكامل. أقدم نقش تم العثور عليه حول السور كان على يد مكرب يداع ضريح في القرن السابع قبل الميلاد.
المقبرة
مقبرة أوام
ترتبط مقبرة القرن السابع قبل الميلاد بالحرم البيضاوي وعلى ما يبدو لا يمكن الوصول إليها إلا منها. تسع المقبرة حوالي 20.000 مقبرة تقديرية خلال فترة استخدامها الطويلة. صنعت تلك الفترة الطويلة مستوطنة كبيرة من القتلى، حيث قسمت الممرات والشوارع المقابر. كانت مقابر المقبرة عبارة عن هياكل متعددة الطوابق (تصل إلى أربعة) مبنية باستخدام كتل من الحجر الجيري المصقول والمنحوت بشكل ممتاز. كانت الجدران الخارجية مزينة في بعض الأحيان بأفاريز ونقش منخفض لوجه الميت.
وفقًا للنقوش العربية الجنوبية، كانت المقبرة تُعرف باسم «محرم جنزتن». على الرغم من قدسية المقبرة، لم يتم العثور على فائض من الآثار الكتابية للاحتفالات الطقسية في المجمع. من الواضح أن الطقوس كانت تجرى في المعبد البيضاوي، ثم تدخل إلى المقبرة حيث تقام احتفالات أخرى قبل الدفن. شواهد الموتى كانت عبارة عن صور منحوتة لهم على مقابرهم، وغالبًا ما تدرج أسمائهم.
الحج إلى معبد أوام
ويُعد معبد أوام من أكبر وأعظم المعابد في اليمن وجزيرة العرب ويعد الباحث السويسري (جلازر) وهو أول من دوًن نقشاً سبئياً حُفر على أحد أعمدة المعبد وهذا النقش يتحدث عن المعبود السبئي (إلمقه) رب المعبد ..
ويقول الباحث والاستاذ المرحوم مطهر الارياني عن رب هذا المعبد
((إلمقه هو إله سبأ الأعظم ورغم ورد أسم إلمقه في النقوش لمئات أو ألوف المرات
إلا أن حيرة الدارسين في الأسم لاتزال كبيرة ويردف قائلاً
أنه مركب من (( إل-ايل-إله ) ومن صيغة مشتقه من مادة ( وقة ) بمعنى (إيليم=قاه)وحينها يكتب بصيغة ( المقهو ) فلعله ( إيلم قهاء) بمعنى أمار إي الإله الأمار ))
وفي عام 1952م قامت المؤسسة الأمريكية لدراسة الانسان بأعمال تنقيب برئاسة الباحث (وندل فيليبس) وقد أظهرت التنقيبات أن المعبد كان مدفوناً تحت التراب لمسافة تقدر بـ (15 و16) متراً وأن الحفريات التي أجريت داخل السور الداخلي
للمعبد أظهرت أنه يعود إلى بداية االألف الثاني قبل الميلاد كما أظهرت أعمال التنقيب ( لاحقاً ) أن هناك أماكن جديدة ضمن مكونات المعبد لم تكن معروفه من قبل وخاصة في الجهه الغربيه للمعبد والذي أتضح أنها تعود الى ما قبل 800 سنة من التاريخ المسجل في النقوش الذي دونه المستشرقين وهو القرن الخامس عشر
قبل الميلاد اي إلى 2200 قبل الميلاد اي إلى ماقبل 4200 سنه من يومنا هذا
كما أنها لم تتضح زمن الطبقات السفلى للمعبد وكافة المباني والمرافق للمعبد الذي لم يتم التنقيب فيها إلى هذه اللحضه وتعد إلى ماقبل التاريخ الذي ذكرناه سلفاً ويتضح ذلك في حجم الرمال الظاهره في الصور المرفقه
ويبلغ طول السور للمعبد حوالى (752) متراً بسماكة تصل إلى(5.3) متر
و يتوسط المعبد مدخل بطول (52) متراً وعرض (24) متراً ،وكان في هذا المعابد تقام طقوس تعبديه ومنها الحج الأكبر وذكر في النقش، التي وجدت في هذا المعبد ومنها نقش ja 651 والذي يشير ايضاً إلى اقامة الاحتفالات والشعائر وينوه إلى استمرار هذه الشعائر إلى اليوم التاسع من الشهر فقد تحدث النقش عينه عن سلامة الجماعة التي أرسلهم سيدهم في مهمه وهي : مراقبة وخدمة الحجاج وحمايتهم والاشراف على أعمال بمدينه مأرب اثناء إنعقاد الحج السنوي ويقام هذا الحج الاكبر او موسم الحج الجماعي وكان يقام في شهر ذو ابهى، والذي ذكر في النقش Ir 69
النص : بورخ ذ أبهي ذخرف نشأ كرب بن معد كرب بن حذمت ثلثتن
المعنى : بشهر ذ أبهي بالسنة الثالثة من كهانة نشأ كرب بن معدي كرب بن حذمة
وهو الشهر الذي سميت به مدينة أبهاء
والذي يقابله في السنة الهجرية بــ شهر محرم / صفر والميلادي سبتمبر / أكتوبر
وكان هذا الموسم يستمر لــ أكثر من تسعة أيام حيث يتم الاستعداد لهذا الحج
في شهر ( ذ يصرر ) ورد في النقش RES 4176 المؤرخ في سنة أوس إل بن يهسَحم وهو من مسميات شهور قبائل سمعي
النص : وحظر علب بن خطل أنثت بيوم سبع ذي صرر
المعنى : وحظر علب النساء من الثرثرة في اليوم السابع من ذي صرار
وهو الموافق من شهر ذالحجه ويتم الحج في نهاية أيام محرم وبداية صفر
لكن هل لاحظتم أن الشهور الحرم مثل ( ذي الحجة محرم )هي التي يتم فيها الاستعداد للحج الاكبر والقيام بطقوسه ومن طقوس هذا الحج هو الطواف،وتقديم الأضاحي وطقوس أخرى نفعلها اليوم في الحج مثل اللبس الموحد
والطهارة ووووو إلى آخر .. __اما مـاـ نسميه اليوم العمره فيسمى قديماً بــ الحج الفردي فكان يقام هذا طوال العام ،ولكن الشهر المقرب والافضل لــ أداء العمره التي يقام فيها اليوم هو شهر رمضان ، أما لدى الأجداد فهو شهر ذومحجتن من التقويم السبئي والذي يقابل بالهجري ،شهر رجب والميلادي شهر إبريل كما أنها تختلف شعائر وطقوس الحج الفردي ،عن الحج الجماعي لكن هل لاحظتم أن شهر محجتن يقابل شهر رجب ،وشهر رجب هو أحد الشهور الحُرم ..وهذا يعطينا أن طقوس الاجداد طقوس،توحيديه فهي تقام في الأشهر الحُرم والمقدسه لدى الشرائع التوحيديه
وهي ذي القعدة و ذي الحجة ومحرم ورجب ، قال الله جل وعلا:{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } [التوبة:36]،
ولذا هذه ليست مصادفه بل أثبتت أن اليمنيون القدماء كانت منبع طقوسهم توحيدي،فطقوسهم في الحج الأكبر والفردي تقام في ألأشهر الحرم ..
وفي الأخير هذا البحث البسيط عن الحج في اليمن القديم يجرنا جر إلى ان اليمنيين
القدماء كانوا موحدين فــ الإله المقه هي صفه من صفات الله
حيث أن هذا الإله يأمرهم بالحج وبــ العدل وبــ الشرائع التوحيديه لكن وللأسف مازال البعض يقول ان هذا إله القمر و لكن الحقيقة أخبرنا عنها عظيم الباحثين
اليمنيين مطهر الارياني أن إلمقة هو الإله الأمار …
وعندما قرأنا شرائع الأجداد في هذا المعبد وجدناها توحيديه سماويه
وليست وثنيه أبداً وكما قلت سلفاً علينا ان نبحث أكثر وأكثر في مثل هكذا مواضيع
التي أثبتت لنا توحيد أجدادنا وطهارتهم وعدلهم وإيمانهم وقداسة بلادهم
الجدير بالذكر أن اليمن كلها دون استثناء بلد حضاري تاريخي إنساني كل حجر فيه يتحدث بذلك ويدل على ذلك.
ومؤخرا تم ضم أثار مملكة سبأ في مأرب إلى قائمة التراث العالمي بعد تأخر لعشرات السنين، غير أن الدول الكبرى كالولايات المتحدة وانجلترا وغيرهما تباركان بل وتدعمان تدمير اليمن من قبل تحالف العدوان على اليمن ،عبر صواريخه وطائراته الأمريكية الصنع، وقد شاهد الكثير كيف تم تدمير صنعاء القديمة وهي المدينة المدرجة منذ مطلع الثمانيات في قائمة التراث العالمي بطائرات اف 26 وغيرها.