الاقتصاد العالمي على حافة الانهيار
الاقتصاد العالمي على حافة الانهيار
الخميس7 نوفمبر2024_ تقرير: محمد المطاع
يتعرض العالم لأول مرة منذ عقود لحالة استثنائية ومتسارعة من الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.. فهناك دول تخوض معاركا في مواجهة الضغوط التضخمية، في حين تحاول أخرى على نحو يائس، لتحقيق النمو. وتتصاعد الديون وتداعياتها، سواء على مستوى الحكومات أو الأسر وبقلق شديد تضع الأنظمة المالية المحلية والنظام المالي العالمي نفسها على المحكّ، ويجعل من مرحلة النمو الاقتصادي المستقبلي أمام تحديات جمة.
ويصاب العالم أيضًا بتحولات دراماتيكية في آليات المصالح الاقتصادية، حيث تتصاعد الصراعات التجارية والسياسات المختلفة من اجل الوصول إلى الهيمنة والاستفراد بالمصالح الخاصة، في مواجهة مبادئ المنفعة المشتركة التي تقوم على أساسها التبادلات التجارية والتجمعات الاقتصادية.
ونتيجة لذلك فقد تتصاعد الصراعات، وتنتج عنها الحروب والانتهاكات الفاضحة للمعايير الإنسانية والأخلاقية والتي تصبح يوما بعد يوم أمرا عاديا وشائعا
وفي الوقت ذاته نشهد بشكل واضح الصعود للحركات اليمينية والقادة المتطرفين في معتقداتهم ونزعاتهم التي تدفع بهم إلى انتهاج سياسات خطيرة قد تعمل على زعزعة استقرار النظام العالمي.
وفي إطار كل تلك الفوضى، يصبح هناك تمرد حقيقي على عالم أحادي القطب، ويكبر يوما بعد يوم ويصبح واضحا مع بروز قوى وتكتلات جديدة تريد حجز مكان لها على الساحة الدولية ما يؤدي الى التوترات الجيوسياسية ويهدد الاستقرار العالمي الهش وغير العادل والذي هو الأساس للمنظومة الدولية طوال السنوات الماضية.
وأمام ذلك، يقف العالم في حالة غير متكررة من عدم اليقين، وعلى حافة انهيار غير متوقع، حيث قد تصبح الضائقة الاقتصادية والتناقضات السياسية السمة الغالبة للمستقبل القريب.
يقول احد الاقتصاديين انه لم تكن الانتكاسة التي تعرّضت لها الأسواق المالية العالمية في بدايات أغسطس 2024 مجرد حالة عابرة مدفوعة بالذعر غير المبرر، بل هي تعبير ضمني عن هشاشتها وغياب الاعتبارات والركائز الأساسية المفسرة للفورة الاستثنائية التي شهدتها في الأعوام الأخيرة وتعرض مشهد الاقتصاد العالمي إلى حالة أكثر تعقيدًا وغموضًا في ضوء الانحسار الملحوظ في حركة التجارة العالمية، التي من الممكن أن تشهد مزيدًا من القيود التي تشكّلها السياسات المنتاقضة وتضع بعض الدراسات ان الاعتبارات الجيوسياسية آخذة في التنامي، وتقوم ببلورة تكتلات اقتصادية محورها الصراع التجاري والسياسي وسيكون له تأثير على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تراجع عالميًا في عام 2023 بنحو 2 في المئة، ولا يزال أقل من مستوياته في العام الذي سبق الجائحة بنحو 24 في المئة
ويمكن اعتبار أن الظروف والتقلبات التي يمرّ بها الاقتصاد العالمي في المرحلة الحالية هي على درجة كبيرة من الوصول إلى الانهيار، وتتقارب في طبيعتها وحدّتها مع تلك التي كانت سائدة قبيل الكساد العظيم، ويمكن آن العالم سوف يشهد انتكاسات مدمرة للأسواق المالية العالمية والأوضاع الاقتصادية نتيجة لذلك، ابتداء من الولايات المتحدة والتي سرعان ما ستنتقل إلى باقي الدول من خلال قنوات التأثير المتعددة، النفسية والمادية.
اقرأ أيضا:بريكس تسعى لتعزيز مكانتها في عالم متعدد الأقطاب
الصورة تعبيرية