البحرين مهددة بالغمر
البحرين مهددة بالغمر
الخميس17أغسطس2023 وزير بحريني يؤكد أن السلطات سجّلت بالفعل ارتفاع مستويات سطح البحر بين 1.6 و3.4 ملم في كل عام منذ عام 1976، والبلاد تتحضر لارتفاع شديد يبلغ 5 أمتار، سيغمر معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك مطارها الدولي، في المستقبل.
تسعى البحرين التي تكافح معدلات حرارة شديدة، لدرء تهديد بيئي من نوع آخر، يتمثل بارتفاع مستوى البحر، الذي قد يبتلع أجزاء من ساحلها، بحسب ما أعلن وزير النفط والبيئة في المملكة الخليجية.
وبحلول العام المقبل، ستباشر البحرين خطتها الدفاعية في مواجهة هذه الظاهرة، والتي تقوم بشكل أساسي على توسيع الشواطئ وبناء حواجز بحرية أعلى ورفع مستوى الأرض.
وقال الوزير محمد بن مبارك بن دينه، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، إنّ البحرين معرّضة “للمخاطر البيئية”، مضيفاً أنّ “التهديد الرئيسي هو تهديد صامت، وهو ارتفاع مستوى سطح البحر”.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فإن ارتفاعاً شديداً يبلغ 5 أمتار، سيغمر معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك مطارها الدولي.
ويشير الأستاذ المساعد في جامعة “الخليج” في المنامة، صباح الجنيد، إلى أن ارتفاعاً يتراوح بين نصف المتر إلى المترين، يمكن أن يغرق ما بين 5% إلى 18% من إجمالي مساحة المملكة.
والبحرين هي الدولة الوحيدة المؤلّفة من جزر من بين دول الخليج، ويقيم غالبية سكانها في مناطق ساحلية منخفضة، على ارتفاع أقل من خمسة أمتار، فوق سطح الماء. كما أن منشآتها الرئيسية تقع في هذه المناطق.
وتتعرّض جزر أخرى حول العالم أيضاً للتهديد جراء ارتفاع منسوب مياه البحار، مع تسبب الاحتباس الحراري في ذوبان الصفائح والأنهر الجليدية.
حواجز بحرية
كذلك، أكّد بن دينه، أن السلطات البحرينية سجّلت بالفعل ارتفاع مستويات سطح البحر بين 1.6 و3.4 ملم في كل عام منذ عام 1976.
لكن بحلول عام 2050، قد يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر على الأقل، وفقاً للوزير، وذلك نقلاً عن اللجنة الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة. لكن بعض الخبراء يرون أن هذه التقديرات متحفظة.
ويؤدي ارتفاع منسوب مياه البحار إلى تفاقم الفيضانات، ويهدد السواحل، وقد يلوث احتياطيات المياه الجوفية الشحيحة أصلًا في البحرين.
وقال الوزير: “لهذا السبب من أهم أولويات البحرين ارتفاع مستوى سطح البحر”، معتبراً انه “إما أن نجعل الشواطئ أوسع أو نبني جداراً صخرياً لمناطق معينة، أو أن نصلح الأراضي الواقعة قبل الشاطئ”.
وهذا جزء من “خطة مفصّلة” ستُستكمل خلال “أقل من 10 سنوات” وتمولها الحكومة، بحسب الوزير.
وصُنفت البحرين من قبل المبادرة العالمية للتكيف، التابعة لجامعة نوتردام، كواحدة من أكثر البلدان عرضة للتأثر بالمناخ بين دول الخليج.
كما أنّه يتوجب عليها أن تتعامل مع درجات الحرارة الشديدة، في واحدة من أكثر المناطق حراً على وجه الأرض.
وفيما تشهد البحرين درجات حرارة عالية، يقول خبراء إن درجات الحرارة الشديدة، بسبب تغير المناخ المتسارع قد تجعل أجزاء من الخليج غير صالحة للعيش بحلول نهاية القرن.
وخلال الشهر الحالي، سجّلت البحرين رقمين قياسيين في معدلات استهلاك الطاقة، بينما تجاوزت معدلات الحرارة 44 درجة مئوية.
دور مزدوج
وشدد الوزير على أنه “في كل السنوات الماضية، لم تستهلك الكهرباء كمية الميغاواط التي سُجّلت هذا العام وبالتالي درجات الحرارة ترتفع”.
وفي إطار دورها في مكافحة تغير المناخ، تخطّط البحرين لخفض الانبعاثات بنسبة 30% بحلول عام 2035، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة لتلبية 10% من احتياجاتها خلال نفس الفترة.
كما تتطلّع إلى مضاعفة مساحاتها المغطاة بالخضرة، ومضاعفة كمية أشجار المانغروف، التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، من الغلاف الجوي بمقدار أربعة أضعاف على مدار الـ12 عاماً القادمة.