أخبار عربي ودولي

أبرز محطات حياة الملكة إليزابيت

صوت الشورى/متابعات

بعد عامٍ من المشاكل الصحية المتواصلة، التي عانتها الملكة إليزابيث الثانية، أعلن قصر باكنغهام، الخميس الماضي، أن الملكة إليزابيث، أطول ملوك بريطانيا بقاءً في الحكم، توفيت عن عمر ناهز 96 عاماً.

وكانت الحالة الصحية للملكة البريطانية تدهورت على نحوٍ استدعى القلق، مع إعلان قصر باكنغهام خضوعها للإشراف الطبي في قلعة بالمورال في إسكتلندا.

من هي الملكة إليزابيث؟

منذ وقتٍ قصير، احتفل البريطانيون بمرور 70 عاماً على جلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش البريطاني. اللافت في الأمر أنّه لم يسبق لأي ملك أن جلس على عرش بريطانيا طوال هذه المدة الطويلة. ومن المستبعد أن يحقق ابنها الأكبر تشارلز الذي خلَفها اليوم، فترة حكمٍ مماثلة، إذ إنّه يبلغ من العمر 73 عاماً، في حين أنّ ابنه وليام سيحتفل قريباً بعيده الأربعين.

عاصرت الملكة إليزابيث، خلال أعوامها السبعين في الحُكم، 15 رئيساً للوزراء، بدءاً بتشرشل وانتهاءً برئيسة الوزراء الحالية ليز تراس. والتقت 13 رئيساً أميركياً، بينما تقتصر ممارستها السياسة على الذهاب في رحلة طولها كيلومتر ونصف كيلومتر، وهي المسافة بين قصر باكينغهام ومجلس اللوردات لتفتتح عمل البرلمان بصورة رسمية.

طفولتها

وُلدت إليزابيث ألكساندرا ماري (إليزابيث الثانية) في 21 نيسان/أبريل 1926، في لندن، إنكلترا. وفي الوقت الذي وُلدت فيه، لم يتوقع كثيرون أنّ إليزابيث ستصبح يوماً ما ملكة بريطانيا.

والدها الأمير ألبرت، كان ثاني أولاد الملك جورج الخامس والملكة ماري. واستطاعت إليزابيث الاستمتاع في عقد حياتها الأول، بكونها من سلالةٍ ملكية من دون تعرضها للضغوط المرافقة لكونها وليةً للعهد.

وتلقّت إليزابيث، الملقبة بـ”ليلي بيت”، مع شقيقتها مارغريت، تعليمهما في المنزل على أيدي معلمين. وتلقَّتا مناهج أكاديمية تضمّنت اللغة الفرنسية والرياضيات والتاريخ، بالإضافة إلى الرقص والغناء ودروس في الفن.

وبحسب المربية السابقة، ماريون كروفورد، تميزت إليزابيث، في طفولتها، بجدّيتها ودقتها المفرطة، إذ كانت تستيقظ ليلاً لتتأكد من أنّ حذاءها موضوع بطريقة صحيحة. كما كانت تحرص على فرز الحلوى التي يقدّمها إليها والداها بعد الغداء، بحسب حجمها، وتأكل الأصغر منها أولاً. وكانت مولعة أيضاً بجمع ورق تغليف الهدايا.

الزواج بالامير فيليب

قابلت إليزابيث زوجها دوق إدنبرة، الأمير فيليب مونتباتن، ابن الأمير اليوناني الدنماركي آندرو والأميرة أليس، أميرة بيتينبرغ، للمرة الأولى عام 1934. وبعد مقابلته مرة أخرى في الكلية الملكية البحرية في دارتموث، في تموز/يوليو 1937، اعترفت إليزابيث بأنها وقعت في حبه، على الرغم من أنّ عمرها كان في ذلك الحين ثلاثة عشر عاماً فقط، ومن بعدها بدآ تبادل الرسائل.

تمّ، رسمياً، إعلان خطوبتهما في الـ9 من تموز/يوليو 1947، على الرغم من أنها واجهت كثيراً من الاعتراضات. ويعود ذلك إلى أنّ وضع الأمير فيليب المالي آنذاك كان سيئاً، إلى جانب أنه وُلد في الخارج (على الرغم من أنه يُعَدّ مواطناً بريطانياً خدم البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية)، ولأن أخواته البنات متزوجات بنبلاء ألمان ذوي صلة بالنازية.

أمّا حفل زفافها فتمّ في الـ20 من تشرين الثاني/نوفمبر 1947، في دير “سانت بيتر” في وستمنستر. وبما أنّ الواجب الأول لوريث العرش أو وريثته هو ضمان الخلافة في أسرع وقت ممكن، فسرعان ما أعلنت إليزابيث وفيليب، بعد 3 أشهر من زواجهما، حملها بالأمير تشارلز، الذي وُلد في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 1948.

تتويجها

مع تدهور الظروف الصحية للملك جورج السادس، خلال عام 1951، بدأت إليزابيث تظهر بصورة متكررة مكانه في المناسبات العامة. ولم يطل الأمر حتى توفي والدها الملك، في الـ6 من شباط/فبراير 1952، ليُعلَن بعدها بوقتٍ قصير تنصيبها ملكة من جانب مجالسها التنفيذية.

أمّا حفل التتويج، فتمّ تنظيمه بعد أكثر من عام بسبب تقليد السماح بمرور وقت ملائم بعد وفاة الملك قبل عقد مثل هذه المهرجانات. كما منحت لجان التخطيط الوقت الكافي للإعداد للحفل.

وفي أثناء حفل التتويج، أقسمت إليزابيث اليمين، وتم دهنها بالزيت المقدس، وارتدت الثياب والشعر الملكيين، وتُوِّجت ملكة للمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وباكستان وسيلون (سريلانكا حالياً).

رحلاتها

زارت إليزابيث، بصفتها ملكة، أكثر من 100 دولة، وهو رقم قياسي آخر لملك بريطاني. وقامت بأكثر من 150 زيارة لدول “الكومنولث”، إذ زارت كندا 22 مرة، وهو أكثر بلد عضو في “الكومنولث” تزوره، في حين ذهبت 13 مرة إلى فرنسا، التي تتحدث لغتها، وتمثل أكثر بلد أوروبي زارته.

ووفق حسابات صحيفة “ديلي تلغراف”، جالت الملكة العالم بمعدل 42 مرة قبل أن تتوقف عن السفر إلى الخارج في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، عندما كانت تبلغ 89 عاماً.

واستغرقت أطول رحلة لها إلى خارج المملكة المتحدة 168 يوماً، بين تشرين الثاني/نوفمبر 1953 وأيار/مايو 1954، زارت خلالها 13 دولة.

أرقام قياسية

اعتادت الملكة البريطانية تسجيل الأرقام القياسية. فخلال فترة توليها العرش، قامت إليزابيث بنحو 21 ألف التزام رسمي، وأعطت الموافقة الملكية على نحو 4 آلاف مشروع قانون.

واستقبلت عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة في إطار 112 زيارة رسمية، بينها الإمبراطور هيلا سيلاسي (إثيوبيا عام 1954)، والإمبراطور الياباني هيروهيتو (عام 1971)، والرئيس البولندي ليخ فاليسا (عام 1991)، بالإضافة إلى نظيره الأميركي باراك أوباما (عام 2011).

وأُقيم تحت إشرافها أكثر من 180 حفل استقبال في قصر باكنغهام، حضرها أكثر من 1.5 مليون شخص.

إلى جانب ذلك، أرسلت الملكة نحو 300 ألف بطاقة تهنئة إلى معمّرين، وأكثر من 900 ألف أخرى إلى أزواج يحتفلون بذكرى زواجهم الستين. واستمرّ زواجها بالأمير فيليب 73 عاماً قبل أن يُتَوفى في نيسان/أبريل 2021، الأمر الذي يمثّل أيضاً رقماً قياسياً بالنسبة إلى مدة زواج ملك بريطاني.

الأمر لم يقتصر على ذلك، إذ كانت إليزابيث أول ملك بريطاني يزور الصين عام 1996، وأول ملك بريطاني يُلقي كلمة أمام مجلس النواب الأميركي في 16 أيار/مايو 1991.

حياةٌ مديدة عاشتها الملكة الراحلة، إذ زامن اعتلاؤها العرش تغيّرات عميقة في بنية النظام العالمي، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانحسار دور بريطانيا كقوة عظمى أولى في العالم، وامتدّ عمرها إلى ما يقرب من عقود عشرة، أمضت سبعة منها، أو أكثر من ثلثي عمرها تقريباً، ملكةً، لتعاصر محطات وأحداثاً جوهرية، غيّرت وجه العالم طوال الأعوام السبعين الماضية.

المصدر:الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى