يوميات البحث عن الحرية مرض التوريث والحق في الثورة!

يوميات البحث عن الحرية مرض التوريث والحق في الثورة!
عبد العزيز البغدادي
الاثنين ١٨ أغسطس ٢٠٢٥
لا اظن ان الجمهوريون الحقيقيون بحاجة لمن يذكرهم بان محاولات توريث حكم الوطن والشعب لفرد او أسرة حكمت وحلمت بتوريث الحكم في ظل الثورة والجمهورية ، و اخرى تتربص بعودة ماضٍ أغبر وأظلم بفعل توريث سلف وكان سببا في الثورة، هذه المحاولات إنما هي محاولات لبقاء الشعب في خانة العبيد !.
كل صور توريث الحكم أو محاولة توريثه تعني طموح البعض في استعباد الشعب ، وحيث يوجد الاستعباد يثبت الحق في الثورة لأن الناس ولدوا أحراراً.
والشعب اليمني مهما مرت به من ظروف ومهما حاولوا تركيعه فهو شعب حرٌ ابيٌّ ، ولن تستقرالاوضاع في وطنه الا بتحرره من كل مستبد ، وسيظل حلمه بالثورة متجدد حتى يحقق اهداف ثورته التي أشرقت فجر 26 سبتمبر1962حين صنع الشعب شمسه !.
وبمحاولات البعض تشويهها بإعادة استظهار قرون التوريث برز الحلم بالثورة من جديد في 11 فبراير 2011 ، الذي تحول مع الأسف إلى ألعوبة على يد بعض الهاربين من أشباه الرجال وأشباه النساء !.
الأحرار لا يروا في الذكورة والأنوثة مزية أوعيب في ذاتهما، إنما العيب في العقول والبصائر وقوة العزيمة فبعض النساء أقوى من بعض الرجال، وبدون فهم هذا المبدأ تفقد الثورة معناهاالإنساني!.
الحالمون قبل ركوب المتسلقين حلموا بأن تكون 11فبراير 2011 تصحيح لمسار ثورة 26 سبتمبر1962 التي كادت شهية التوريث البليدة تبتلعها ،ومنهم من أوى إلى كهف المملكة كي تعيد الجمهورية وهذا من عجائب من يستحلون الاستعانة بالشيطان الخارجي ضد خصومهم في الداخل دون بصيرة ولا مراجعة لتأريخ من يعتصمون به !.
الجار أنشأ للمتسولين منذ زمن لجنة خاصة جداً يتحكم من خلالها في رسم علاقة خاصة للجوار تحول الحسن الذي يوصف به الجوار إلى حزن معتقدا ان الشعب اليمني قابل للتركيع والترقيع والاذلال وتحويله الى قطيع يمكن عزله عن العالم والتسوير عليه بسور الجهل والخرافة ومناهج التجهيل !.
الأحرار وحدهم وهم كثر يدركون ان التمسك بروح ثورة 26 سبتمبر مرتبط باستئصال مرض التوريث لأنه مرض من أهم أعراضه قيامه على نزعة غير انسانية تستمد عبثها من اوهام تصبغها بصبغة دينية او باي صبغة خرافية أخرى.
وللخرافات أشكالٌ وألوانُ، ومن يريد إثبات كونه يمني حر عليه التمسك بثورة 26سبتمر والنظام الجمهوري الديمقراطي لتحقيق التداول السلمي للسلطة ودولة القانون والمواطنة المتساوية كخيار وحيد لإبعاد شبح الحروب المتناسلة، وتجنب استمرار الصراع على السلطة وتحقيق السلام الدائم، وبدون ذلك سيكون الجميع خاسرون أيا كانت الأوهام!.
اليمن مبتلى بجوار محكوم بتراكمات مرض التوريث وعيون المصابين به مربوطة بالتخلف ومشدودة خلف تأريخ مظلم يحول سعادة اليمن الى شقاء عنوانه الجهل والفقر والمرض!.
ومرض التوريث بكل صوره يعتمد بشكل واضح على اعتقاد بعض من يصل الى السلطة بان الاكاذيب والخرافات اساس بناء طموحهم في توارث كرسي الحكم!.هذا المرض الخطيريدفع اليمن الى الثورة غير السلمية لأن الثورة السلمية لا ولن تكون إلا في مجتمع فيه للعلم والثقافة مساحة تحميه من مزالق الموت والدمار، وتجنبه دوامة الثارات والانتقامات والمكائد المتبادلة والفهم الخاطئ للثورة !.
لقد أثبتت السنوات منذ 11فبرايرأن قادة الانتقامات والثارات المستعينين بالجوار المعروف بعدائه لليمن يقودهم مرض التوريث الى مواقع مظلمة مشحونة بمعاداة العلم الأداة الفاعلة في نهوض الاوطان الحرة!.
ومعاداة العلم تعتمد على وسيلة الاتهام لكل حر بالأكاذيب ، تماما كما يفعل من يدير لعبة اتهام من يعري الصهيونية من احرار العالم ( بمعاداة السامية).
والصهيونية تدعم التوريث في غير الوطن الذي احتلته من خلال دعم الدويلات الدينية التي تستبيح القتل في سبيل تحقيق أهدافها، وتوهم من يروج لما يطلق عليه الإبراهيمية بوعي أو بدون بمستقبل مزدهر للمنطقة التي يسمونها (الشرق الأوسط الجديد) وما يجري على أرض الواقع تجريف للذاكرة وكيٌّ للوعي ، وترويج للمساواة بين من يستعبد الناس ويملكهم بالمال والهيلمان وبين من يتعذب في سبيل الدفاع عن حرية الانسان وكرامته ويعتبر التوريث جريمة ضد الإنسانية وحقوق الانسان.
ومستثمرو الوهم والاكاذيب المضللة واصحاب هذه الالاعيب البهلوانية ينتظمون في جبهة واحدة معادية للعلم والحرية والثورات الحقيقية المؤسسة على بناء جمهورية غير قابلة للتوريث ولا لبناء مؤسسات عائلية!.
الثورات والجمهوريات الحقيقية طاردة لحكم الفرد المستبد أيا كان هواه ومشربه ودينه ويجب أن تكون علامات سعيها إلى حكم تتجلى في ظله معاني الإنسانية واضحة، في الاتجاه نحو استئصال مرض التوريث الخبيث.
هذا الطموح الوطني والإنساني لا يختص برسمه فرد ولا اسرة ولا يحدد معالمه مذهب او دين او جماعة دينية أو حزب.
ببساطة لأن مرض التوريث يصيب كل فاقدي المناعة الإنسانية المستعدين لاحتضانه وحمل ورمه الخبيث.لم يعد هناك مجال للاعتقاد بان شعبٌ اصيلٌ كالشعب اليمني يمكنه ان يقبل بتوريث الحكم لفرد او لمذهب او دين او عقيدة سياسية أو أيدولوجية ميتة ، ببساطة لأنها عقيدة الموتى والشعب اليمني شعب حي وان ظنه البعض في عداد الشعوب الميتة!.
ومحاولات توريث الحكم لم تنته عبر تاريخ هذا الشعب ولكن الانتفاضات والثورات أيضاً لم ولن تتوقف إلى أن يستقيم مسار حياته على منهج انساني تسوده الحرية والجمهورية والديمقراطية الحقيقية ودون تدخل او وصاية من احد فالوصاية على الدول كالوصاية على الافراد لا تكون الاعلى قاصر.
والشعب اليمني لم ولن يكون قاصرا ما دام هناك شمس تشرق وقلب ينبض بالحياة.
ستظل القافلة تمض نحو غايتها
وسيبقى الشعب قادراً على قيادة زمام أمره
مادام متمسكا بحريته
رافضاً كل أشكال العبودية
ممسكاً بغصن الزيتون
أو رافعاً شعلة الثورة.
اقرأ أيضا:من طوفان الأقصى إلى إسرائيل الكبرى الأسباب والنتائج!!