إبراهيم بن على الوزيراخبار محلية

من وحي ميلاد منقذ البشرية محمد الرسول البشير

من وحي ميلاد منقذ البشرية محمد الرسول البشير

بقلم المفكر الاسلامي / إبراهيم بن علي الوزير

الاثنين 8 سبتمبر 2025-

أي عالم ذلك الذي غرف فيه الانسان في ليل الجاهلية الخانق لأنفاس الحياة، فالبشر يعبدون بعضهم بعضا ، ومناهج الحياة تصيغها شهوات المتالهين على الأرض من الاكاسرة والقياصرة … ومن جماجم البشر التي تحصدها مناجل الحرب الدائمة تصنع سعادة المترفين الفاسقين، وتضيع حقوق المستضعفين في الأرض!

حقا لقد كان ذلك العالم مشرفا على نهاية فاجعة كتلك التي أدت ذات يوم في تاريخ الانسان الى ابتلاع مياه الفناء له بعد ان

لفظته اشراقة الحياة يوم نادى نوح ربه :

( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا _  إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا

من سورة نوح- آية (26_27)

وينظر الى القلة المؤمنة في حنان :

( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِـمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ)

من سورة نوح- آية (28)

يذكره حنانه ويؤكد في دعائه بالذين سمموا الحياة بظلمهم فيكمل دعائه في يقين مستبصر : (وَلَا تَزِدِ الظَّالِـمِينَ إِلَّا تَبَارًا )من سورة نوح- آية (28)

تلك هي الصورة التي انتهى إليها العالم الذي غرق في بحر من ظلمات الشر تعصف بوجوده وتهدده بالمحو والزوال، فاذا بالعالم المتداعي المتآكل تشرق عليه شمس الخلاص بمولد المنقذ للعالم الذي أخرجه من الظلمات الى النور .

فياله من عالم فقد العقيدة التي أغرقتها ظلمات الوثنية . فاذا بشمس التوحيد تضيء وجه الحياة؛

قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ  (1)  اللهُ الصَّمَدُ  (2)  لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُولَدْ  (3)  وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ  (4) سورة الاخلاص

 «ليس كمثله شيء » .《 خالق كل شيء».

يا له من عالم مزقته العنصريات والقوميات والتآله في الأرض، فاذا بصوت الله يضع مكانها العبودية لله وحده والاخوة

العالمية والكونية …《  تَعَالَوْا إِلَى كَلِـمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِـمُونَ 》

من سورة آل عمران- آية (64)

 《يا أيها الناس انا خلقناكم من نفس واحدة》 . « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ 》

من سورة الحجرات- آية (13)

《وما أرسلناك الا رحمة للعالمين.》

عالم : يتآله البشر بعضهم على بعض فيحرمون ويحلون ما شاءت أهواء بعضهم البعض حين حرر الله الناس بأن الحاكمية

له وحده :

《ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون» «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون». 《ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون》سورة المائدة الايه  .

 وانتصر محمد الرسول البشر .. وفي بضع سنوات من الجهد البشري السائر وفق سنن الله شهدت الارض خير أمة أخرجت للناس تدعوا الى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وتضع موضع التنفيذ أعدل وأرحم وأروع وأخلد نظام عرفه الانسان منذ وجد على الارض!

 انتصر محمد باصراره الامين المستيقن يوم أطلق كلمته في

ضمير الكون : (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) .

وانتصر محمد الرسول البشر يوم شهدت الارض أول حكم في العالم يتحرر الناس فيه من عبودية بعضهم لبعض على المدى اللامتناهي لكلمة التحرر المطلق والايمان المتكامل والمنهج الخالد الاشراق :

(لا اله إلا الله … محمد رسول الله ).

وانتصر محمد الرسول البشر يوم رأت البشرية تلاميذ محمد بشرا سويا يمضون على صراط الله المستقيم فكانوا صيحة الحياة التي دفعت الانسان من طفولته البدائية الى نور العلم وهدى العقل ورحاب الله الواسعة .. وبالنظام الكوني .. بتوافقه وانسجامه .. بميزان الله وسننه التي لا تتبدل ويسير كل شيء وفق مشيئته وضعت شريعته للانسان على الارض بعد تكامل الانسان وتكامل استعداده … تكامل الارض وصلاحيتها للحياة في تطورها الدائب الذي اراده لها من هي وكل شيء قبضته..

 هذه الشريعة التي لا تزيدها الايام إلا نورا يبيد الظلمات ويهدى للتي هي أحسن ويوم قال محمد الرسول البشر : (لقد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ) . كان يسجل كلمات النصر لدعوته الخالدة التي لا تهزم .

 واذا كانت اطلالة النور تصارع اليوم ظلمات الجاهلية الأولى في تصوراتها وقيمها المادية القلقة المنتحرة . فما ذلك إلا صحوة الموت للجاهلية الاولى ومخلفاتها في ضمير الانسان، وبضعة قرون في حساب الحياة ليست شينا وليدخلن هذا الدين على ما دخل عليه الليل، وليكونن له الوصاية على البشرية وليعم العالم بأسره، ولن تقف في وجهه أي قوة على الارض مهما تكالبت قوى الشر من شياطين الانس والجن

ان الدرس الذي يوجبه ميلاد المنقذ الاعظم ومخلص العالم محمد الرسول البشر هو بكل ثقة واطمئنان الى مستقبل الانسان على الارض . ان النصر لقوى الاسلام .

وأن البعث الإسلامي هو الذي سيتسلم قيادة البشر من الردة الجاهلية التي تلفظ أنفاسها .. وفي الطريق الى النصر سيكون هتاف القوى المسلمة العلوى : 《قل هل تتربصون بنا إلا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا».

وستكون دعوتنا للبشرية القلقة الخائفة تحت صواعق الفناء الذرى : (ادخلوا في السلم كافة) .

وللقوى الخيرة تهتف بهم كلمات الله :

(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول اذا دعاكم لما يحييكم).

  • سبق ان نشرنا المقال في المقع ونعيد نشره بالمناسبة

اقرأ أيضا:من بدر الكبرى إلى طوفان الأقصى: أنصار الأمس وأنصار العصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى