اتحاد القوى الشعبيةاخبار محلية

مركز التراث والبحوث اليمني ..الأستاذ الأديب والمفكر قاسم الوزير في حدائق قُدْس الله

مركز التراث والبحوث اليمني ..الأستاذ الأديب والمفكر قاسم الوزير في حدائق قُدْس الله

الاربعاء22مايو2024_ أرسل مركز التراث والبحوث اليمني برقية عزاء ومواساة إلى السيد الوالد المفكر والمؤرخ والإنسان زيد بن علي الوزير، وجميع آل الوزير الكرام، وذلك بوفاة الأستاذ المفكر والأديب القاسم بن علي الوزير رئيس المجلس الأعلى لحزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية هذا نصها:

فلا يرهبنّ الموتَ من ظَلّ راكبًا* فإنّ انحدارًا  في الترابِ صعودُ

وكم أنذرتنا بالسّيولِ صواعِقٌ* وكم خَبّرتنا بالغَمامِ رُعُودُ

(المعري)

رحل عن دنيانا إلى رحمة الله يومنا هذا الثلاثاء الموافق 21 مايو 2024م الأستاذ الأديب الشاعر المفكر المستنير قاسم بن علي الوزير.

عاش الأستاذ قاسم -رحمه الله- مهمومًا بقضايا أمته العربية والإسلامية الكبيرة، مشغولاً بما شغل زعماء النهضة ورجال الفكر والتنوير من قبله: الأفغاني، ومحمد عبده، والكواكبي، وشكيب أرسلان، ومالك بن نبي، ومحمد علي لقمان؛ وهو سؤال النهضة المؤرق عن سر تقدم الغرب وتأخر الشرق، وبالأخص العرب والمسلمين عن ركب الحضارة التي كانوا يومًا ما روادها وصانعي أنوارها.

للأستاذ قاسم مقالات وكتابات وأشعار وقصائد عدة إلا أنه -للأسف- لم يكن مهتمًا بتجميع ما يكتب، ولولا جهد أخويه الأستاذين الجليلين: إبراهيم وزيد الوزير بتجميع كتاباته؛ لكانت قد ضاعت وطواها النسيان.

للأستاذ قاسم ديوان شعر بعنوان « في ثلاثية الشوق والحزن والإشراق»، قدم له صديقه الدكتور عبد العزيز المقالح رحمه الله.

أما في مجال الفكر، فله كتاب «حرث في حقول المعرفة»، ويضعه هذا الكتاب في مصاف المفكرين العرب المستنيرين الذين يقتبس من أنوارهم، ويهتدى بأفكارهم. وقد قام بتقديمه شقيقه ورفيق دربه في الحياة التي عاشاها سويًا بحلوها ومرها: الأستاذ زيد الوزير.

وقد أحسن الوالد العزيز الأستاذ زيد صنعًا حين قام بتجميع محاضرات وكتابات الأستاذ قاسم، وقبله كذلك قام الأستاذ إبراهيم الوزير بتجميع القصائد المتناثرة للأستاذ قاسم في ديوان، ولولا ما قام به الأخوان الأستاذان: إبراهيم وزيد تجاه إرث أخيهما الفكري، لتوارى هذه التراث بالحجاب، ولحالت الظروف دون استجلاء شخصية ذات أثر مهم وفكر مستنير.

وقف الأستاذ قاسم ضد الحرب؛ ففي مقال له بعنوان «إيقاف الحرب وتحقيق السلام ليستا قضيةً واحدة»، دعا إلى إرساء السلام في اليمن وفق رؤية عادلة لا يختلف عليها اثنان، كان مما قال فيها: “إنّ الخطة المثلى والأدعى إلى النجاح والتوفيق هو أن يجتمع لذلك كل الساعين لإقامة العدل. وكل العاملين لتحقيق السلام؛ أي كل من يرون الرأي ذاته ودون استثناء، أو إقصاء لأيٍّ كان فردًا، أو حزبًا، أو هيئة، أو فعالية. فإذا اجتمعوا تدارسوا الأمر بكل جوانبه وخلصوا إلى “مشروع” متفق عليه بينهم تتكوّن على أساسه “كتلة” تنهض بالأمر دون تجاوز لفئة أو تحيّز لجهة.

وقال: ” لقد آن للجميع أن يستشرفوا أفق مستقبل جديد؛ وذلك بالتداعي إلى كلمة سواء، ورأي جامع يؤلّف وحدة موقف منبثق من وحدة تصوّر يسفر عن عقد اجتماعي ليس بين الحاكم والمحكوم فحسب، بل بين قوى المجتمع كلها؛ عقد قائم على العقيدة الواحدة التي تجعل المؤمنين إخوة، وعلى الوطن الواحد الذي يجعل المواطنة المتساوية أساس تلاحمه ووحدته وعلى العدل الشامل الذي يحرسه ويصونه”.

إن ما كتبه الأستاذ قاسم، وخاصة موقفه من الحضارة الغربية التي يقف منها كثير من الناس بين طرفي نقيض كما يقول الأستاذ قاسم- رحمه الله-، حيث يصدر أحدهما عن «عقدة الخوف»، وهو الذي يتوجس من الحضارة الغربية، ويراها كلها شرًا محضًا، وبين الآخر الصادر عن «عقدة نقص»، وهو يرى أخذ هذه الحضارة برمتها، والمشي في ركابها بخيرها وشرها- يضعه ضمن قلة قليلة من المثقفين العرب ذوي المرجعية الإسلامية المستنيرة التي تتوسط بين أمرين؛ وذلك  في رؤيته لمحاسن الحضارة الغربية، وضرورة الاقتباس منها، وفي الوقت نفسه عدم الغفلة عن نقائصها التي تتعارض مع قيمنا، والتي قد تودي بهذه الحضارة إلى هوة الانحلال والفناء.

يقول هونيث: “تقاس أخلاقية المجتمع بمدى إمكانية ضمان شروط الاعتراف المتبادل بين الأفراد”. ونرى أن مسئولينا جميعًا هو التعريف وحسن التقدير في إبراز ما لهؤلاء الأعلام من آثار قيمة خدموا بها وطنهم اليمن  وأمتهم العربية والإسلامية بفكرهم المستنير ومواقفهم الوطنية النبيلة.

رحم الله الأستاذ قاسم، وعزاءنا ومواساتنا لأخيه وشقيقه السيد الوالد المفكر والمؤرخ والإنسان زيد بن علي الوزير، وجميع آل الوزير الكرام، وتغمد الله فقيدنا بالرحمة، وغشا روحه بالنعيم المقيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اقرأ أيضا:رئيس الجمهورية يعزّي في وفاة المفكر والأديب القاسم بن علي الوزير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى