لغتنا العربية واللغة الإنجليزية

لغتنا العربية واللغة الإنجليزية
لغتنا العربية واللغة الإنجليزية

- أحمد سليم الوزير
الاثنين5مايو2025_
تقديس اللغة العربية لا يتم بهذه الطريقة يا سعادة وزير التربية والتعليم العالي.
لا يختلف اثنان على أن اللغة عنصر جوهري في نهضة الأمم، وهي الركيزة الأولى لأي ثقافة. ونحن اليوم نعيش في زمن باتت فيه اللغة الإنجليزية مهيمنة عالميًا، مما يعني أن الثقافة الغربية أصبحت هي الأخرى مهيمنة. وهذا يشكل خطرًا حقيقيًا، فكل من لا يعتز بلغته وهويته سرعان ما يميل إلى تبنّي ثقافات أخرى، قد تكون مشوّهة أو متعارضة مع قيمه.
لكن قبل أن نقرر تأخير تدريس اللغة الإنجليزية إلى مراحل دراسية متقدمة، علينا أولًا أن ندرس العواقب بعناية. فالإنجليزية هي اليوم لغة العلوم والمعرفة والتقنية، وفي ظل غياب حركة ترجمة وتعريب فعالة، سنكون أمام معضلة حقيقية في مواكبة التطور العلمي والانخراط في الاقتصاد المعرفي.
وإذا كان عدد الطلاب الذين يتقنون الإنجليزية اليوم محدودًا، فإن أي تأخير إضافي في تعليمها قد يفاقم الفجوة، ويزيد من تبعيتنا المعرفية، ويقلّص من فرص الأجيال القادمة في الإسهام في التنمية والابتكار.
لذلك، نحن بحاجة إلى حلول مبتكرة وتفكير خارج الصندوق. فمثلًا، يمكن تطوير مناهج اللغة الإنجليزية لتكون منسجمة مع ثقافتنا الإيمانية، كما يمكن منع استخدام الكتب الأجنبية التي تروّج لثقافات دخيلة، بحجة تعليم اللغة.
وفي الوقت ذاته، من الضروري إعداد خطة إستراتيجية طويلة الأمد، لا تقل عن عشر سنوات، تهدف إلى تنشيط حركة الترجمة والتعريب، خصوصًا للمصطلحات العلمية والمفاهيم التخصصية، حتى يصبح من الممكن مستقبلاً تأخير تعليم الإنجليزية دون أن يؤثر ذلك سلبًا على تطورنا العلمي.
كما يمكن تحسين مستوى الطلاب في اللغة العربية من خلال تطوير المناهج والخطط التعليمية، دون الحاجة إلى الاستغناء عن تعليم الإنجليزية في المراحل المبكرة.
في الختام، علينا أن ننظر إلى اللغة الإنجليزية بعين الحريص لا بعين الخائف؛ فنأخذ منها ما يفيد، ونجتنب ما يضر، وألا نشيطنها ونحن في أمسّ الحاجة إليها لبناء مجتمعنا وتطويره.
اقرأ أيضا للكاتب:العقل اليمني بين التهميش والاتهام
