اخبار محليةاقتصاد دولياقتصاد محلي

كوكا كولا وبيبسي تواجهان تراجع حاد في مبيعاتهما

 كوكا كولا وبيبسي تواجهان تراجع حاد في مبيعاتهما

الخميس5سبتمبر2024_ مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة  تواجه شركتا “كوكا كولا” ومنافستها “بيبسي” منافسة من مشروبات غازية محلية بسبب مقاطعة المنتجات الأجنبية التي تمثل الدول الداعمة لإسرائيل بسبب حربها على غزة.

وتبدو بوادر نجاح المقاطعة أقرب من أي محاولة سابقة، إذ عززت الحملات الداعية لذلك ظهور منتجات جديدة قلصت الهيمنة السوقية للشركات الداعمة لإسرائيل وأدت إلى تراجع مبيعاتها بشكل حاد وغير مسبوق.

ووفق مجلة “التايم” البريطانية، تعرضت أكثر من 12 شركة عالمية متهمة بدعم إسرائيل إلى المقاطعة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

هذا وقد أنفقت شركة «كوكاكولا» ومنافستها «بيبسي» مئات الملايين من الدولارات على مدى عقود لتعزيز الطلب على مشروباتهما الغازية في الدول ذات الأغلبية المسلمة بما في ذلك مصر وباكستان.

وتواجه الشركتان حالياً منافسة من مشروبات غازية محلية في تلك الدول بسبب مقاطعة من المستهلكين تستهدف علامات تجارية عالمية تعتبرها رمزاً للولايات المتحدة، وبالتالي إسرائيل، وذلك تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

ففي اليمن ، كان الشعب اليمني من أوائل الشعوب الداعية لمقاطعة المنتجات الغربية والأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني المستمر في جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

لذلك شهدت منتجات بيبسي وكوكا كولا وغيرها من المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني تراجعا حادا بشكل كبير في الأسواق اليمنية ، وبالتالي ظهرت العديد من المنتجات البديلة ومعظمها منتجات محلية.

وفي مصر انخفضت مبيعات «كوكاكولا»، بينما زادت صادرات العلامة التجارية المحلية «في7» لمنطقة الشرق الأوسط خلال العام الجاري بما يعادل ثلاثة أمثال الكمية خلال العام الماضي.

وفي بنغلاديش أتت حملة «كوكاكولا» الإعلانية لمواجهة المقاطعة بنتائج عكسية. كما تبخر النمو السريع لشركة «بيبسي» في شتى أنحاء الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول.

وكانت سُنبل حسن، وهي باكستانية تعمل رئيسة تنفيذية للشؤون المالية، من بين أولئك الذين قاطعوا «كوكاكولا» و»بيبسي»، إذ رفضت أضافتهما إلى قائمة الطعام عند التحضير لزفافها في وقت سابق من العام الجاري، قائلة إنها لا تريد لأموالها أن تصل إلى خزائن الضرائب في الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل.

وقالت سنبل «عبر المقاطعة يمكن للمرء لعب دور بعدم المساهمة في هذا الدعم المالي». وقدمت سنبل لضيوف زفافها العلامة التجارية الباكستانية «كولا نكست».

هذه السيدة الباكستانية لا تسير وحيدة في هذا الطريق. وفي حين يقول محللو السوق إنه من الصعب تحديد رقم بالدولار للمبيعات المفقودة وإن شركتي «بيبسيكو» و»كوكا كولا» لا تزالان تتمتعان بأعمال متنامية في العديد من البلدان في الشرق الأوسط، عانت العلامات التجارية للمشروبات الغربية من انخفاض في المبيعات بنسبة سبعة في المئة في النصف الأول من العام الجاري، وفقا لشركة أبحاث السوق «نيلسن آي.كيو».

وفي حديث لرويترز خلال الشهر الجاري أشار قاسم شروف مؤسس تطبيق «كريف مارت»، وهو تطبيق توصيل واسع الانتشار في باكستان، إلى زيادة شعبية مشروبات محلية مثل «كولا نكست» و»باكولا» اللذين قال إنهما أصبحا يشكلان ما يعادل 12 في المئة من مشتريات المشروبات الغازية عبر التطبيق.

وقال شروف إن النسبة كانت قرب 2.5 في المئة قبل المقاطعة، مضيفاً أن «باكولا» وهو مشروب غازي بنكهة الآيس كريم هو الأكثر مبيعاً.

ويعود تاريخ المقاطعة كفعل احتجاجي يتبناه المستهلكون إلى حركة مقاطعة السكر في بريطانيا في القرن الثامن عشر احتجاجاً على العبودية. كما استُخدمت أيضاً في مواجهة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في القرن العشرين، كما استُخدمت على نطاق واسع ضد إسرائيل وشملت أيضاً سحب استثمارات وفرض عقوبات.

وقال رامون لاغوارتا، الرئيس التنفيذي لشركة «بيبسيكو»، في مقابلة أجريت معه في 11 يوليو/تموز «يقرر بعض المستهلكين اتخاذ خيارات مختلفة في مشترياتهم بسبب قناعات سياسية»، مضيفا أن المقاطعة «تؤثر على مناطق جغرافية معينة»، مثل لبنان وباكستان ومصر.

وأوضح قائلا «سنتمكن من تجاوز الأمر بمرور الوقت… فالمسألة ليست مؤثرة في إيراداتنا أو أرباحنا حالياً».

أظهرت بيانات الأرباح أن إجمالي إيرادات «بيبسيكو» من وحدة أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا بلغ ستة مليارات دولار في عام 2023. وفي العام نفسه بلغت إيرادات «كوكاكولا من منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ثمانية مليارات» دولار.

وذكرت الشركة أن أحجام مبيعات وحدة أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا لم تشهد نموا يذكر في الأشهر الستة التي أعقبت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة،

وذلك بعد أن سجلت نمواً بنسبة ثمانية في المئة و15 في المئة في الفترة المقابلة من 2022-2023.

وانخفضت أحجام مبيعات «كوكاكولا» في مصر بنسبة مئوية من رقمين في الأشهر الستة المنتهية في 28 يونيو/حزيران، وفقا لبيانات الشركة، وذلك مقابل ارتفاعها بأقل من 10 في المئة في الفترة المناظرة من العام الماضي.

يذكر أن الضغوط التي تتعرض لها شركات المشروبات الغازية الكبرى في دول العالم الإسلامي ليست بالجديدة.

فبعد أن افتتحت شركة «كوكاكولا» مصنعاً في إسرائيل في الستينيات، تعرضت لمقاطعة من جامعة الدول العربية استمرت حتى أوائل التسعينيات واستفادت منها شركة «بيبسي» في الشرق الأوسط لسنوات.

كما تعرضت شركة «بيبسيكو»، التي دخلت إسرائيل في أوائل التسعينيات، لمقاطعة عندما اشترت شركة «صودا ستريم» الإسرائيلية في عام 2018 مقابل 3.2 مليار دولار.

لكن الدول ذات الأغلبية المسلمة، التي يزيد فيها عدد الشباب بين السكان، قدمت لشركات المشروبات الغازية العملاقة في السنوات الأخيرة بعض العوامل التي جعلتها تحقق نموا سريعا.

وتقول شركة «كوكاكولا» إنها استثمرت مليار دولار في باكستان وحدها منذ عام 2008 مما أسفر عن نمو المبيعات بأرقام في خانة العشرات على مدى سنوات. وحققت شركة «بيبسيكو» مكاسب مماثلة، وفقا لإفصاحات البورصة.

والآن، تتراجع الشركتان أمام العلامات التجارية المحلية.

وغيرت شركة «كولا نكست»، ومنتجاتها أرخص من «كوكاكولا» و»بيبسي»، شعار إعلاناتها في مارس/آذار إلى «لأن كولا نكست باكستانية» لتؤكد أنها منتج محلي.

وقال ميان ذو الفقار أحمد الرئيس التنفيذي لشركة «ميزان» للمشروبات، الشركة الأم لـ»كولا نكست»، في مقابلة إن مصانع «كولا نكست» لا تستطيع تلبية الزيادة في الطلب.

وشاركت المطاعم ورابطة المدارس الخاصة في كراتشي وطلاب الجامعات في إجراءات مناهضة لكوكاكولا مما أدى إلى تراجع الشعبية التي ظلت الشركة تبنيها من خلال رعاية برنامج «كوك ستوديو» الموسيقي الشهير في باكستان.

وفي مصر، قال محمد نور مؤسس شركة «في7» في مقابلة إن صادرات الشركة قفزت 300 في المئة هذا العام مقارنة بعام 2023.

وذكر نور، وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة «كوكاكولا» التي تركها في عام 2020 بعد 28 عاما من العمل فيها، إن منتجات في7 تباع الآن في 21 دولة.

وأضاف أن المبيعات في مصر، التي لم يكن المنتج موجوداً فيها قبل يوليو/تموز 2023، ارتفعت بنسبة 40 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

ووفقا لبيانات شركة «كوكاكولا إتش.بي.سي»، التي تعبئ المشروب في مصر، انخفضت المبيعات بنسبة في خانة العشرات خلال الأشهر الستة المنتهية في 28 يونيو/حزيران.

وكانت الكميات قد بلغت أرقاما كبيرة في الفترة نفسها من العام الماضي.

وحذر بول ماسغريف، الأستاذ المشارك في فرع جامعة جورج تاون في قطر، من الأضرار طويلة الأمد التي قد تلحق بولاء المستهلكين بسبب المقاطعة.

وأضاف دون أن يقدم تقديرا للخسائر المالية التي قد تتكبدها الشركات «إذا غيرت عاداتك فسيكون من الصعب اجتذابك مرة ثانية في الأمد الطويل».

في بنغلادش، أطلقت شركة «كوكاكولا» إعلاناً يظهر فيه صاحب متجر يتحدث عن عمليات الشركة في فلسطين.

وبعد احتجاجات عامة، سحبت «كوكا كولا» الإعلان في يونيو/حزيران واعتذرت. وردا على سؤال من رويترز، قالت الشركة إن الإعلان «كان غير موفق».

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال الإعلان في بنغلادش، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن الإعلان زاد من حدة المقاطعة.

وتواجه علامات تجارية أخرى تمثل رموزا للثقافة الغربية مثل «ماكدونالدز» و»ستاربكس» نفس حملة المقاطعة المناهضة لإسرائيل.

ووفقا لشركة «نيلسن آي.كيو» لأبحاث السوق، فإن حصة العلامتين العالميتين من السوق تراجعت أربعة في المئة في النصف الأول من عام 2024. لكن مقاطعة المشروبات الغازية كانت أكثر انتشاراً بين المستهلكين.

اقرأ أيضا:وزارة الصناعة تؤكد نجاح مقاطعة السلع الأمريكية والداعمة للكيان الصهيوني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى