الولايات المتحدة وبريطانيا تخشى إغلاق اليمن لباب المندب وتستنجد بإيران لاحتواء حرب البحار
الولايات المتحدة وبريطانيا تخشى إغلاق اليمن لباب المندب وتستنجد بإيران لاحتواء حرب البحار
الولايات المتحدة وبريطانيا تخشى إغلاق اليمن لباب المندب وتستنجد بإيران لاحتواء حرب البحار
الثلاثاء2يناير2024_ بعد استهداف الولايات المتحدة الأمريكية لثلاثة زوارق يمنية مما أدى إلى استشهاد عشرة أفراد من قوات البحرية اليمنية وفقدان آخرين ، زادت وتيرة التوترات في البحر الأحمر ، ومخاطر توسع الصراع والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لتشمل الشرق الأوسط وقد يتم إغلاق مضيق باب المندب تماما وغير ذلك من التصعيد الغير متوقع لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة والدول الغربية.
وتأتي زيارة الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام لطهران متعلقة بكل ما يجري في البحر الأحمر، وذلك بعدما استنجد وزير الخارجية البريطاني بنظيره الإيراني لاحتواء معركة البحر الأحمر.
وتنذر التوترات الحاصلة في البحر الأحمر بتوابع اقتصادية صعبة، تلحق الضرر بالعديد من البلدان بصورة أولية، وبصورة شاملة حال استمرار الأزمة في مضيق باب المندب.
ومع استمرار الحرب على غزة تبقى كل السيناريوهات محتملة بشأن اتساع رقعة الصراع، وفي هذا المسار يمكن أن تصل التوترات إلى مضيق “هرمز”، في الخليج ما بين سلطنة عمان جنوبًا وإيران شمالًا، والذي يمر من خلاله 20.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية، في الفترة بين كانون الثاني إلى أيلول 2023، أي نحو 40% من الإنتاج العالمي من النفط.
كما حذر الخبراء من أن استمرار الأزمة والتي تسعى واشنطن لتضخيمها يؤدي إلى انعكاسات خطيرة على مستوى الاقتصاد، إذ تدفع نحو ارتفاع معدلات التضخم، وكذلك رفع نسب الفائدة، بما يؤثر على العديد من الدول الأوروبية.
من ناحيته، قال الباحث الاقتصادي الدكتور أيمن عمر، إن “مضيق باب المندب، الذي يصل خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي بالبحر الأحمر بعرض يبلغ حوالي 30 كم، يمثل الشريان الرئيسي للتجارة بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، إذ يأتي في المرتبة الثالثة عالميا في التجارة الدولية بعد مضيقي ملقا وهرمز”.
أرقام هامة
وبرزت أهمية مضيق “باب المندب” مع دخول قناة السويس حيّز العمل، في العام 1896، حيث تم اختصار الطريق البحرية ما بين شرق آسيا وأوروبا، وبذلك تم توفير الجهد وتخفيض تكلفة النقل والإسراع في توفير الإمدادات وسلاسل التوريد.
وأضاف عمر في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “قيمة البضائع تقدر بمختلف أنواع المارة عبر المضيق بحوالي 700 مليار دولار سنويّا، ويجتازه سنويّا أكثر من 25 ألف سفينة بما يعادل حوالي 10% من التجارة العالمية”.
ويعتبر باب المندب ممرّا مائيّا أساسيّا في نقل النفط والغاز إلى أوروبا، حيث قامت 27 ناقلة من ناقلات النفط الخام والوقود بعبوره، خلال 11 شهرًا من عام 2023، ومرّ عبره حوالي 7.8 مليون برميل يوميّا من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهرً من 2023. وقد شكّل حوالي 12% من إجمالي النفط المنقول بحرًا عالميّا في النصف الأول من عام 2023، و8% من تجارة الغاز الطبيعي المُسال، وفق عمر.
وتثير التوترات في البحر الأحمر من خلال استهداف القوات المسلحة اليمنية للسفن الإسرائيلية، تساؤلات بشأن انعكاسات هذه التوترات على الاقتصاد العالمي، إذ يشير عمر، إلى أن “تعطيل الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر يدفع السفن وناقلات النفط إلى تغيير مسارها البحري نحو رأس الرجاء الصالح، ما يترتب عليه زيادة بين 19 إلى 31 يومًا في فترة الوصول”.
وأضاف عمر: “يثقل الإجراء البديل العديد من العوامل منها أسعار الشحن ونقل البضائع بالإضافة إلى ارتفاع كلفة التأمين عليها، وكذلك مدخلات الإنتاج وتعطّل سلاسل التوريد مما يؤثّر على خطوط الإنتاج”.
ويرى عمر أن “تأثيرات كبيرة مرتقبة على مستوى النفط والغاز إذ تستطيع المملكة العربية السعودية من مضاعفة تصديرها للنفط عبر خط أنابيب بترولاين، وهو بطول 1200 كم وسعة 5 ملايين برميل يوميّا، الذي ينقل النفط من شبكة حقول شرق المملكة إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، وبعدها تحميل النفط الخام على ناقلات في رحلة من يوم إلى يومين إلى محطة العين السخنة في مصر ثم نقله عبر خط أنابيب سوميد المصري إلى ميناء سيدي كرير على البحر المتوسط، وهناك خط الأنابيب أبقيق- ينبع لسوائل الغاز الطبيعي”.
هل تصل التوترات مضيق “هرمز”؟
ومع استمرار الحرب على غزة تبقى كل السيناريوهات محتملة، بشأن اتساع رقعة الصراع، وفي هذا المسار يمكن أن تصل التوترات إلى مضيق هرمز، في الخليج العربي ما بين سلطنة عمان جنوبًا وإيران شمالًا، بعرض لا يتجاوز 55 كم، والذي يمثل أهمية كبرى لنقل النفط، إذ مر من خلاله 20.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثّفات والمنتجات النفطية، في الفترة بين كانون الثاني إلى أيلول 2023، أي حوالي 40% من الإنتاج العالمي من النفط”.
يذهب من هذه القيمة النفطية 80% منه للدول الآسيوية مثل الصين، الهند، كوريا واليابان، فيما يذهب إلى أوروبا وأميركا الشمالية حسب العديد من الخبراء.
ويمرّ بهذا المضيق 80 مليون طن أي 20% من تدفقات الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تقوم السعودية بتصدير 88% من إنتاجها النفطي عبره، العراق 98%، الإمارات 99%، وكل نفط إيران والكويت وقطر، بحسب الخبير الاقتصادي أيمن عمر.
في الإطار يقول الخبير الاقتصادي المغربي رشيد ساري، إن “مضيق باب المندب، يمثل إستراتيجية هامة إذ ترتبط نحو 90% من الدول العربية بالبحر الأحمر”.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أنه يمثل نحو 60% من التجارة التي تمر نحو أوروبا، بالإضافة إلى أنه يمثل القلب النابض لليمن، إذ تمر نحو 90% من المواد الغذائية من هناك.
تأثر قناة السويس وحجم الضرر
ولفت ساري إلى أن “التوترات في المنطقة تؤثر بقدر كبير على قناة السويس، فضلا عن التداعيات الأخرى التي تتمثل في الطرق البديلة، الأمر الذي يمكن أن يعود لسيناريو، أبريل/ نيسان 2021، بشأن ارتفاع نسبة التضخم في الاقتصاد العالمي”.
وشدد على أن “أوروبا تتضرر بشكل أكبر كما الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بنقل المواد البترولية إليها.
ولفت إلى أن استمرار التوترات يزيد من معدلات التضخم، كما يمكن أن يذهب بأسعار النفط حتى 150 دولار للبرميل، وكذلك العودة لرفع نسب الفائدة مر أخرى.
فيما قال الدكتور عماد عكوش الخبير الاقتصادي اللبناني، إن “نحو 21 ألف سفينة تمر عبر باب المندب سنويا، ونحو خمسة مليون برميل نفط يوميا، و12% بالمئة من حجم التجارة العالمية، وجزء مهم من الغاز المسال القطري والأسترالي يمر عبر هذا الممر متوجها إلى دول أوروبا المتوسطية”.
إقفال بحر العرب
وأضاف عكوش في أن “استمرار الحرب على غزة وتطورها يمكن أن يؤدي إلى إقفال بحر العرب ومضيق هرمز، بما يمثل من حجم كبير للتجارة ومن ممرات مهمة لواردات النفط حيث يمر أكثر من 40 بالمئة من صادرات النفط البحرية عبر هذا المضيق”.
ولفت إلى أن “إقفال هذا المضيق يعني قطع الطريق البري والذي يتم استعماله اليوم لإيصال المساعدات لإسرائيل والذي يمر بالإمارات، والمملكة العربية السعودية، والأردن ومنها إلى إسرائيل”.
وأوضح أن “نحو 10% من بضائع العالم يتم توزيعها في أوروبا وأمريكا يتم نقلها عبر قناة السويس، وهي تتأثر بالتوترات الحالية”.
ولفت عكوش إلى أن “اليمنيين حددوا السفن المستهدفة، لكن استخدام النفوذ السياسي على بعض الدول، وشركات التأمين وشركات الشحن هدف لتضخيم حجم المشكلة لتصب في مصلحة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل”.
إلى جانب الضرر الواقع على إسرائيل، فإن أوروبا تضرر بقدر كبير، بالنظر لكونها تستورد أكثر من 40 % مما يتم طرحه في أسواقها من بضائع من الشرق خاصة من الصين والهند.
أهداف واشنطن
وتابع عكوش: “إذا استطاعت الولايات المتحدة مع حلفائها الغربيين تحويل هذه المشكلة إلى أزمة دولية، سيكون لذلك انعكاس كبير على كل الاقتصاد العالمي وعودة إلى مشكلة التضخم وارتفاع الأسعار، بعد أن شاهدنا التراجع الواضح خلال النصف الثاني من العام 2023”.
والحل كما يراه الجميع هو فقط وقف العدوان على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني، ووقف الدعم الأميركي لجيش الاحتلال.
هذا وكان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام،قد أجرى يوم أمس الاثنين، عددا من اللقاءات مع رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد قاليباف ومع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وفي منشور على منصة (X)، أوضح محمد عبدالسلام أن اللقاءات التي جرت في العاصمة الإيرانية طهران، بحثت في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين ومسار السلام والمفاوضات الأممية والعدوان الإسرائيلي على غزة ووجوب تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية الباسلة.
وفي وقتٍ سابق من يوم الاثنين، أجرى محمد عبد السلام، مشاورات مع علي أصغر خاجي، كبير مستشاري وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية الخاصة، وناقشا آخر الأوضاع الجارية في اليمن وفلسطين، وفقا لما نقلته الميادين.
وكان رئيس الوفد الوطني التقى يوم الأحد، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان. وأفادت وكالة “مهر” للأنباء بأنّ الجانبين تطرقا خلال اللقاء إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الأمنية في المنطقة.