المكتبة المنزلية كمُوجب تعزيز للأمن الثقافي وولادة الوعي المبكر
المكتبة المنزلية كمُوجب تعزيز للأمن الثقافي وولادة الوعي المبكر
*طه العزعزي
تكتسبُ المكتبةُ المنزليةُ أهميةً كُبرى وأُولويةً ناجعة في نُمُوِ الوعيِ المُبَّكر عند القراءةِ وتحصيلِ الكَمِ الهائلِ أو النسبي من المعلومات التي تساعد على التنمية المعرفية بالنسبةِ للأُسرةِ ذاتُها، وبالنسبةِ لأي أديبٍ أو باحثٍ مهنيٍ يُطالعُ ويقضي أغلبَّ أوقاته في تقليبِ الكُتُبِ ومُتَّابعةِ أحدث الإصدارات الورقية والتي تكادُ تكونُ شُغلَّهُ الشاغل ومجالُ عملهِ اليومي الذي يقضي فيه باحثاً وقارئاً ، وفيما تكونُ بهذهِ الأهميةِ فإنها تمثلُ لهُ أيضاُ الجانبَ الأكبر للرفدِ التراكُمي المعرفي حالَ إغناءِ مكتبتهِ المنزليةِ بالمؤلفاتِ والكُتبِ القيمةِ الجديدةِ، التي تُساعدُ بطريقةٍ غيرَّ مُباشرةٍ في تحفيزِ وحضِ باقي أفرادِ أُسرتِه لِمُشاركتِه القراءة .
ولا يكادُ يتفردُ القارئُ المثقفُ الذي بذل جهداً كبيراً للملمةِ الكُتب في السعي الحثيثِ لتكوينِ مكتبته المنزليةِ الخاصة به عن المواطنين والقُراءِ العاديين من الذينَّ لديهم ذاتَّ العشقِ لتجميعِ الكُتبِ وهُمّ ممن لا تستهويهمُ الكتابةُ والتأليف كاشتغال مهنيٍ بقدرِ ما تستهويهمُ المطالعةُ والمعلوماتُ بحدِ ذاتها .
فيما أنَّ القلةِ القليلةِ من القُراءِ يعتبرونَّها حلاً وفرصةً يوميةً سانحةً لقتلِ الفراغِ والانشغال بالاكتساب المعرفي ، بالإضافةِ إلى أنَّ البعضِ منهُم يعتبرُها إضافةً ونوعًا من البرستيج والديكور المُؤثث التي تُضفي بهِ على المنزلِ طابعاً حضارياً وسمةً عصريةً .
أهمية المكتبة المنزلية
وتتأتى أهميةُ المكتبةِ المنزليةِ من كونَها علامةُ تحفيزٍ مؤسسية تنشأ من خلالها الأجيال المعرفية وتُحدثُ فيهم شغفَ القراءةِ والتأليفات ، والإدراكِ التجريبي لواقِعهمُ المُستقبلي، فيما هي أيضاً كذلك فهي تقومُ بتوسيعِ مداركَهُمّ الذهنيةِ وتُكسبَّهُم المعرفةِ وتثني بهم جانبَّ الدُخُولِ في مُنعطفاتً ومزالقٍ وجدالاتً عقيمةٍ ومفاهيمَّ قذرة يأتي بها الشارعُ وواقعُ الاحتكاك اليومي مع العقولِ الأُخرى اعتباراً مِنْ أنَّ مَنْ لا يملكُ مكتبةً في المنزلِ سيكونُ فريسةً سهلةً لثقافاتِ التجهيلِ الشائعة خصوصًا في ظلِ هذهِ الحربّ .
الكتابُ الجيدُ لا يجوزُ احتكارُه
ولكُونِ المكتبةِ المنزليةِ مُهمةً وضرورةً قُصوى فإنَّ الأستاذَ والروائي اليمني المعروف وجدي الأهدل الذي رفدَّ المكتبةَّ اليمنية بالعديدِ من الإصدارات يرى في حديثهِ لموقع ” خيوط ” بأن ” وجودُ مكتبةٍ في المنزلِ يمنحُ الأسرةَ شمساً إضافيةً تشرقُ في داخلهِ. وكما أنَّ أشعةَ الشمسِ ضروريةً للجسمِ لتقويةِ مناعته، فإن المكتبةَ ضروريةً لأرواحِ سُكانِ المنزلِ، فالكُتب هي التي تُعطيهمُ المناعةَ الروحية. تبدأ الحضارة من المكتبةِ المنزليةِ، وأُسرةً تمتلكُ مكتبةً في المنزل هي أسرةُ مُتحضِرة “
وبُكلِ صراحةٍ وفكرٍ طاردٍ للنسقيةِ يذهبُ وجدي من خلال حديثه لمُوقع ” خيوط ” لإكتشاف السرِ والجُهدِ الذي بذلَهُ في لملمةِ كُتُبِه وتكوينِ مكتبتهِ المنزليةِ التي يتواجدُ بداخلِها ألفَّ كتابٌ وهو رقمٌ بسيطٌ بالنسبةِ لمثقفٍ كبيرٍ كوجدي الأهدل.
ويتحدثُ بِكُلِ صراحة قائلا: ” لم أبذل جهداً في لململةِ الكُتب، ولكنني بذلتُ جهداً في بعثرتها! ذلك لأنني إذا قرأتُ كتاباً جيداً أقولُ في نفسي لماذا أبخلُ به ولا أُعيرَهُ أو أُهديه لأصدقائي.. ومذهبي في هذا الشأن أن الكتابَ الجيدَ لا يجوزُ اكتنازُه واحتكارُه، ولكن تدويرهُ على أكبرِ عددٍ من الأصدقاء “
عوائق تكوين المكتبة
ومع ذلك يرى أيضًا الكاتب والروائي وجدي الأهدل بأنَّ المُعاناةِ والمحيط قد تكونُ عائقًا بالنسبةِ للإنسانِ اليمني في تكوينهِ لمكتبةٍ منزليةٍ خاصة به خُصُوصاً في مثلِ هكذا أوضاعٍ مُزعزعةٍ للأمنِ الثقافي والمعيشي ” يعاني المثقفَ اليمني إذا كان يعيشُ في بيتٍ بالإيجار من تكدُسِ الكُتب وصعوبةِ نقلها إذا أمرهُ المُؤجر بالخروج، ولكن الآن صارَّ بإمكانِ المرءِ أنّ ض للمُثقَفِ الذي لا يمتلكُ بيتاً خاصاً به ” .
الدعوة إلى شعار : مكتبة في كل بيت
تحتلُ المرأةُ ما يقارب نسبة 30% من الكُتب المتواجدة في المكتبة المنزلية لدى “نجاة باحكيم ” القاصة والروائية ومدير عام مكتب الثقافة بصنعاء ، وبحسب باحكيم استطراداً لذلك ” في ظني أنَّ المرأة لديها القدرة أكثر من الرجل في شرح معاناة المرأة، عن تجربة وشعور بالألم والحُزن والأمان والسعادة والأحاسيس المختلفة، كما أنَّ قلم المرأة غزير في وصف وسرد الأحداث بحرافية ودقة أكثر، كونها تمتلكُ مقوِّمات متعددة منها الصبر، وطيلة البال، وتحمُل المشقَّة، والبحثُ عن الأفضل والابتكار كما أنَّ المرأةَ تبحثُ عن أهم القضايا المتعلقة بالإنسانية من جوانبٍ شتى، لمعالجتها أو لطرحها على طاولة النقاش لتخزِنَّ لدى القراء معلومات وأفكار متعددة ،وتثري ذائقتهم الأدبية ” .
أما القراءة بالنسبة ” لنجاة باحكيم” فهي غذاء الروح، وهي ليست موهبة وإنما اعتيادٌ دأبت عليه دائما.
أدب الطفل وتطوير مهاراته
وتضيف ” لم نعتد عليها حين كنا صغاراً فاستعصت علينا نوعاً ما حين كُبرنا لانشغالنا بأمورٍ حياتية وضرورية، ما نلبث أن نجدَ وقتاً بسيطاً للراحة لنتجه فيه صوب القراءة، رغم تصارع الأفكار في دواخلنا وتزاحمها. إلا أنَّهُ من الضرورة تخصيصُ وقتِ للقراءة، كونها مُهمةٌ للتزودِ بالمعرفة ولصقل وبناء الشخصية، وللمتعة والتسلية والاسترخاء الذهني، نصيحتي لكل رب أسرة الاهتمام بأدب الطفل لأنّهُ يحتلُ المنزلة الأولى لتنشئة الطفل، ومن العوامل التي تؤثّر في تشكيل شخصياته ونموها وتطوّرها، وتحسين المهارات المتعددة لديه، وتُشعره بالمتعة والتسلية والقدرة على الابتكار، وبذلك تكون القراءة جُزءٌ مهمٌ لا يتجزأ من حياته اليومية، وحلقة جلوس على طاولة واحدة مع الأسرة، بدلاً من إضاعة الوقت في البرامج الإلكترونية المتعددة غير ذات جدوى. وأدعو الجميع لأن يكون شعارهم (مكتبة في كل بيت) ويسعون ما أمكَنّهُم لرفدِ مكتبتهم الخاصة بالكتب المتنوعة ” .
البداية من مجلة ماجد
تشيرُ نجاة مُتحدثةً عن بداياتها في جمع الكتب والتي كانت في مرحلة الطفولة ” حيث كان أخي الأكبر يشتري مجلات ” ماجد ” “ميكي ماوس ” ” أسامه ” وغيرها ، كنا نتسابق على قراءتها حتى مرحلةٍ مُعينة من العمر، وحين لم أجد من يشجعني سواء من الأهل أو من المدرسة، رغم وجود حصة مكتبة كل أسبوع، كانت المعلمة تقول أنَّ من تريد أن تذهب للمكتبة تذهب ومن تريد البقاء في الصف تبقى، حتى لا يُسببنَّ إزعاجاً لمن هُنَّ في المكتبة، كانَّ عددُ الذاهباتِ لا يتجاوزُ أصابعَ اليدِ، ولم تَكُن في المكتبة قصصٌ تناسبُ طفولتنا. وكان اللعبُ مع أطفال الحي في الشارع يشغلُ وقتُ الفراغِ لدينا “.
و تضيفُ نجاة باحكيم بكل صدق ” انقطعتُ سنوات عديدة عن القراءة، حتى جاء عام 2005م وهو العام الذي التقيت فيه بأستاذنا ومعلمنا الغربي عمران، مسؤول العلاقات الداخلية باتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين ورئيس نادي القصة، جمعني به قطاع عمل واحد بداخل ديوان أمانة العاصمة مقر عملنا المشترك، فكنت التقيه كل صباح وفي نهاية الدوام، وهو من شجعني على الكتابة السردية للقصة والرواية. ثم نصحني بالقراءة المستمرة. وهو ما جعلني أتجه نحو شراء الكتب الخاصة بالقصص والروايات لكتَّاب محليين وعرب وأجانب، من المكتبات ومن معارض الكتاب المحلية التي أقيمت لفترة محدودة، والكتب الأخيرة اشتريتها من معرض الكتاب بالقاهرة للعامين 2017 و2018م فترة دراستي هناك، إضافة إلى كتب الإصدارات الأدبية المتنوعة المُهداة لي من كتَّابها في فعاليات نادي القصة بشكل مستمر ” .
مكتبة متنوعة الكتب والقيمة المعرفية .
وأما عن ذائقة وهواية القراء فهي أساسُ تشكيلِ المكتبات كما يذهبُ الكاتبُ والناقد ” عبدالوهاب سنين ” في حديثه مع موقع ” خيوط ” وبصورة أعمق يوضح سنين حدّ وصفه أنَّ ” المكتبة هي الوعاءُ الذي يغترفُ منهُ القارئ ، ومنها يتشكلُ الوعيُ بصورةٍ ملحوظة، ولكن ذلك حسب ما تحويه المكتبة ، من معارفٍ وفُنون مُتعددةٍ ، تثري القارئ معرفةً.
وأشيرُ هُنا إلى أنَّ القارئَ الحصيفُ ، هو من يزرع ويسقي ويحصُد، ولكنَّ ذلكَ حسبَ ذائقةِ القارئ في نوعيةِ الكُتب الساكنة في رفوف مكتبته، ولاشكَ أنَّ هُناكَّ مكاتبٌ خاصةٌ ، لكن مع الأسف نجدُ الكُتبَ حبيسةَ تلكَّ الرفوف الباردة، ولا تطالها الأيدي ، وهذا يعودُ لوعي وثقافةِ الأسرة ” ثُمَّ يضيفُ بأسفٍ كبيرٍ أنَّ ” من الغريب بل والمؤسف، أنَّ هُناكَّ مكتباتُ خاصة ، لا تجدَ فيها سوى لونٌ واحدٌ ، بمعنى أنها تخلوا من تعدُدِ المعارفِ والفنون ، وسبقَ وأن رأيتُ مكتبةً لا توجدُ فيها سوى كتبُ اللغة العربية فقط، وأخرى كتب الرواية ، وهذا معيبٌ في حقِ القارئ، بل سيظلُ أسيراً لذلك اللونُ الوحيد ” .
تحتوي مكتبة ” سنين ” المنزلية على الكثير من الكتب المتنوعة التي تفوق الألفين كتاب ، وأهم هذه الكتب المتواجدة في مكتبته المنزلية كما ذكرها لنا سنين بالترتيب “كتب الأدب العربي كالبيان والتبيين ، والحيوان، والرسائل، والبرصان والعرجان، وكلها للجاحظ. والأغاني لأبي الفرج على سبيل المثال الحصر ،
كتب التاريخ والأدب الأندلسيين، وأزعمُ أنَّ لي مكتبةً أندلسيةً زاخرةً بأهمِ الكُتب في التاريخ والأدب،وهناك كتب في التاريخ ، والترجمات المختلفة، وكُتب النقد الأدبي، وكتب النقد والدراسات في الرواية العربية والعالمية، وكتب في الروايات العالمية ، والعربية، وكذلك كتب في الفلسفة وعلم الاجتماع ، وكتب التاريخ اليمني، وأيضا كتب الشعر العربي قديمه وحديثة، إلى جانب كتب في نقد الشعر الحديث .
وهناك الكثير من الكتب المتنوعة المشارب والثقافات “
أما عن حديثنا معه حول جهده المبذول والساعي في لملمة الكتب وتكوين مكتبة خاصة به فتحدث الكاتب والناقد عبدالوهاب سنين بكل شغف ” بذلت قصارى جهدي، ولم أترك معرضاً من معارضِ الكتاب الدولية في اليمن إلا وكان لمكتبتي النصيب الأوفر.حتى المكاتب العامة لم اتركها بين الحين والآخر، وكذلك كتب الوراقين وجدت فيها نفائس لا تحصى من الكتب المختلفة، لدرجة أني أزورُ كُلَّ معرضٍ وإذا لم يتوفر لدي المال، أقومُ بالاقتراض كي لا يفوتني معرض من تلك المعارض، والتي حُرمنا منها اليوم بسبب هذه الحرب اللعينة، وذاتَّ يومٍ كُنتُ أبحثُ عن كتابٍ في المكتبات القديمة، ووجدتُ كنزاً من تلك الكتب في النقد لعدد من كبار النقاد في المغرب، وهذا كان رافدا كبيرا شربت من نقيعه، ولازلتُ أشربُ ولم أرتوِ بعد ” هكذا يقول سنين.
وعن أول الكُتب وآخرها يُكاشفُ عبدالوهاب سنين بتذكرٍ شفاف وحميمي إلى أنَّ ” أول كتاب يذكرني بوالدي فقد أعطاني كتاب زاد المعاد لإبن القيم، وحثني على كتب التاريخ اليمني، وسعيتُ وراءها حتى اصبحت شبه مكتملة، والتاريخ هو دراستي الجامعية، أما أخر كتاب بل كُتب أهمها كتاب (في الرواية العربية التكون والاشتغال) للدكتور أحمد اليبوري، وكتاب آخر ( نزهات في غابة السرد) لأمبرتو إيكو.
وقد أعطاني هذين الكتابين ، وهما نسخ إلكترونية لصديقي وأستاذي الدكتور محمد الكميم، وقمت بطباعتهما ورقيا ورفدت بهما المكتبة ، وهما من الكتب التي لا يستغني عنهما، باحث وناقد ” .
ولادة الوعي الأسري وعشق الكتاب
يذكرُ محمد تلهاء وهو ضابطُ مرور ومن سكان صنعاء القديمة بكل فخر ” أن إبنته بفضل المكتبة والوعي المبكر في القراءة وحب الإطلاع نّمت فيها الرغبة للدراسة واستكمالها حتى نالت درجة ” البكالوريوس ” من إحدى الجامعات تخصص هندسة والولد الآخر أيضاً تخرجُ بنفسِ هذا التخصص ، وكُل هذا ، يعود لأهميةِ المكتبة في تنميةِ الوعي ” ، ويذهبُ تلهاء بُكلِ عشقٍ إلى أنَّ ” حاجتنا للمكتبة المنزلية مثل حاجتنا للطعام ومثل حاجتنا لوجود المطابخ في المنازل نفسها ” أما بالنسبة له فيستطرد تلهاء ” إلى أنها أسهمت بحد كبير في تنمية وعيه وعرفته الكثير مما كان يجهله من خلال مطالعته اليومية في الكتب المتنوعة .
تحوي المكتبة المنزلية لمحمد تلهاء بمنزله الكائن في صنعاء القديمة العديد من الكتب التي لايمكن حصرها لأسباب تتعلق بكثرتها وبالسكن جراء النقل من منزلٍ لآخر ، أما عن أقسام المكتبة فمتنوعة من دواوين شعر إلى مجموعات قصصية وروايات وكتب في الفكر والفلسفة وكتب في علم الاجتماع والتاريخ وفي الطب والغذاء .
يصرحُ تلهاء بأنهُ لا يقرأ الكتاب الإلكتروني ولا يلتفت إليه ولم يحدث أن قرأه قط فهو يفضل قراءة الكتب الورقية بكل شغف ، ويتابع تلهاء ” أن الكتب الورقية ذات الأوراق الصفراء هي الأجمل بالنسبة له حين القراءة ، وأن الكتاب الإلكتروني مهما توفر لا يعنيه لأسباب صحية تتعلق بضعف النظر لديه ” .
و في تقصينا حول ما إذا كان قد فكر ضابط المرور والقارئ الشغوف محمد تلهاء في بيع بعض الكتب أو المكتبة برمتها فقد أجاب وبكل اعتزاز ” يستحيل عليّ مُطلقًا أن أبيع ولو كتابًا واحدًا من مكتبتي التي اجتهدتُ في رفدها بالكتب المهمة ، ويستطردُ القول : ” يمكنُ لي أن أبيع كل شيء إلا المكتبة ” .
طه العزعزي.
ناشط شبابي يمني وكاتب وشاعر له العديد من القصائد والمقالات المنشورة في عدد من الصحف والمجلات