الطفل إبراهيم خليل .. وليلة شراء الخبز الأخير

الطفل إبراهيم خليل .. وليلة شراء الخبز الأخير
الجمعة25أبريل2025_ صوت الشورى : عبدالرحمن مطهر
يأبى الشعب اليمني إلا الاستمرار في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، والذي يواجه بكل صبر واحتساب عملية الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم .
إزاء الموقف الثابت والمبدئي للشعب اليمني في دعم خيارات قيادته السياسية والثورية في صنعاء بدأت الولايات المتحدة الأمريكية عدوان على العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات منذ نوفمبر الماضي عبر حاملات الطائرات المتواجدة في البحر الأحمر.
غير أن الضربات الأمريكية ضد اليمن بسبب وقوفه مع الشعب الفلسطيني أخذت مسارا مختلفا منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة ـ وتحديدا منذ منتصف مارس الماضي.
حيث تقوم أحدث الطائرات الأمريكية كطائرات بي 2 وغيرها بقصف العاصمة صنعاء وغيرها من محافظات الجمهورية بشكل يومي ، ولم تعد هناك أهداف عسكرية للعدوان الأمريكي على اليمن ، بل اتجهت الولايات المتحدة عبر طائراتها العدوانية لاستهداف المصانع والأعيان المدنية ،فقصفت خلال الشهر الماضي مصنع الحديد والصلب بالحديدة ، وكذلك محلج القطن في مدينة زبيد محافظة الحديدة ، ومطلع الشهر الجاري تم قصف مصنع السوراي للسراميك في بني مطر بمحافظة صنعاء، وذلك بعشرات الغارات العدوانية مما أسفر عن تدمير هذه المصانع ، وكذلك ميناء ومطار الحديدة وأيضا مطار صنعاء الدولي، وغيرها من المنشآت والأعيان المدنية ، والتي خلفت العشرات من الشهداء والجرحى من عمال هذه المصانع.
ميناء رأس عيسى
وفي الـ 17 من ابريل الجاري قامت الطائرات الأمريكية باستهداف ميناء رأس عيسى النفطي مما أسفر عن استشهاد حوالي 80 شخص وجرح ما يقارب الـ 170 آخرين ، جميعهم من عمال الميناء وسائقي قاطرات النفط ،وبعض السائقي كان معهم أطفالهم كونهم في الإجازة الصيفية من الدراسة ، في جريمة حرب لم تهز ضمير المجتمع الدولي وبالرغم من تلك المجازر الوحشية خرج الملايين من جماهير الشعب اليمني يوم الجمعة الماضية 18 أبريل إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وأكثر من 400 ساحة وميدان في مختلف المدن والمحافظات اليمنية للتنديد باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، والتنديد بجرائم الولايات المتحدة في اليمن ، التي تقوم باستهداف المنشآت المدنية والاقتصادية والحيوية للشعب اليمني ، وللتأكيد على الاستمرار في الثبات في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني كموقف ديني وأخلاقي وإنساني لا حياد عنه.
مجزرة سوق فروة الشعبي
هذا الموقف الديني والأخلاقي والإنساني للشعب اليمني لم يروق للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب ، فقامت طائراته بقصف سوق فروة الشعبي بالعاصمة صنعاء حوالي الساعة العاشرة وربع من يوم الأحد الماضي 20أبريل الجاري، حيث سقط الصاروخ في الشارع العام للسوق ،مما أدى إلى استشهاد حوالي 18 شخصا وجرح 30 آخرين، من أصحاب المحلات والمارين في السوق ،إضافة إلى الدمار الكبير لمنازل ومحلات المواطنين المجاورة لموقع سقوط الصاروخ، وذلك لبث الرعب والهلع في أوساط المواطنين.

ليلة شراء الخبز الأخير
كان من بين الضحايا التي استشهدوا في جريمة الحرب المروعة التي ارتكبتها الطائرات الأمريكية الطفل إبراهيم خليل محمد خليل ، ذو السادسة عشر ربيعا.
في هذا الإطار يقول صديقه ،أنور الكينعي ، “رفض أن التقط له صورة ” كنت وإبراهيم جالسين مع بعض باب منزلهم فتمت مناداته من أسرته بأن يذهب لشراء الخبز “روتي” من مخبز الجرادي لوجبة العشاء ، فقلت له انتظر قليلا أذهب أيضا إلى منزلي للسؤال عما يحتاجوه ونذهب سويا لشراء الخبز ، فقال قد تأخرت وهم أكدوا علي أن لا أتأخر.
وبعد لحظات أو ثواني معدودة من ذهاب إبراهيم بدراجته النارية الشخصية لشراء الخبز من مخبز الجرادي سمعنا الانفجار الرهيب فعرفنا أن الانفجار في سوق فروة ، فهرعت مسرعا للمخبز للاطمئنان على إبراهيم ، فوجدناه فوق دراجته النارية وهو يحترق وكان قد توفي رحمه الله لأن النيران كان تشتعل في جميع أجزاء جسمه ناهيك عن الإصابات التي لحقت به جراء شضايا الصاروخ فقمت مع آخرين بإطفاء النيران وتم اخذ جثته للمستشفى العسكري لكنه كان قد فارق الحياة كما ذكرت.
حيث سقط الصاروخ أمام المخبز تماما وإبراهيم كان عند باب المخبز،وكان عدد عمال المخبز خمسة أستشهد منهم ثلاثة واثنين جرحى بالإضافة إلى آخرين .
الحلم بالسفر للصين
إبراهيم خليل كان في الصف الأول الثانوي كان يحلم بالسفر إلى جمهورية الصين الشعبية لإكمال دراسته الجامعية في مجال الهندسة مع شقيقه الذي يكبره سنا بحوالي ست سنوات والذي يدرس حاليا في الصين.
يقول عمه شقيق والده أحمد خليل ، كان إبراهيم يمتاز بخلق رفيع ،وكل أصدقائه يحبونه لما يتمتع من صفات رفيعة وحبه لمساعدة الآخرين، وتمتعه بروح المبادرة.
له أخ أكبر منه سنا و2 أخوات ، كان يحلم بأن يتفوق في الثانوية العامة ويدرس ويرفع رأسه ورأس أبيه عاليا، وهاهو يغادر اليوم إلى رحمة الله الواسعة شهيدا في هذا العمر عمر الزهور وهو ذاهب لتلبية طلبات الأسرة ،ولن نقول أمام هذا المصاب الجلل إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعلى العالم أن يشاهد ما هي أهداف الرئيس الأمريكي ترامب في اليمن ، كلها أهداف مدنية كالمصانع والمنازل والأسواق والطرقات وغيرها ،وهذه الجرائم المروعة هي جرائم حرب،و لن تسقط بالتقادم كونها محمية بقوة القانون الدولي، كما أن هذه المجازر الوحشية الإرهابية لن تثن الشعب اليمني من الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ، الذي تم احتلال أراضيه وتشريده واليوم يتم إبادته على مرأى من المجتمع الدولي ، ووسط صمت عربي وإسلامي مخز ومذل.
اقرأ أيضا:الشعب اليمني يؤكد ثباته مع غزة وجهوزيته لمواجهة العدوان الأمريكي