اخبار محليةكتابات فكرية

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى عن المطلق والمقيد بين الدين والسياسة!

 الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى عن المطلق والمقيد بين الدين والسياسة!

 يوميات البحث عن الحرية .. المطلق والمقيد بين الدين والسياسة!

  • عبد العزيز البغدادي

الاثنين31مارس2025_

مصدر هذه الجدلية هو الخلط بين الدين والسياسة الذي حولهما إلى أداة بيد السلطات الحاكمة ليبدوا الدين والسياسة معا كأنهما ملك الحكام ومن حقهم إدارتهما كما يشاءوا وسواءً باسم الله أم باسم المبادئ الإيديولوجية المختلفة وإن بنسب مختلفة.

 حين تتحول الأديان إلى إيديولوجيات جامدة يتحول مفهوم الإله إلى آلة جبارة فتاكة بيد من يسيء استخدامها طالما بقي الخلط بين الدين والسياسة.

 يعزز ذلك جهل الأتباع بل وتحويل تجهيلهم إلى منهج مدمر للوعي وإلى جدران تصد كل منافس تنسم الحرية ومنابع الوعي.

الإيديولوجيات تصنع الشر في كل اتجاه ومن حيث تدعي أنها تفعل الخير، تقدس الأنبياء والرسل وهي مطالبة بأن لا تقدس سوى الله!.

تجعل عمل الأنبياء والرسل وتفسير وتأويل فقهاء الدين سلاح فتاك يحول العقول إلى قبور لأصحابها أو من يدع أنه من أصحابها!.

مصدر البؤس أن يتحول دين الله إلى سلطة بيد أيِّ من خلقه يحكم باسمه ويبطش باسمه ويتحكم في مصير الإنسان والحياة بأفكار مريضة منسوبة إلى الله.

يستخدم الرعاع والجهلة فيحولهم إلى قتلة ، وقطاع طرق يستبيحون الأرواح والأموال والأعراض والضمائر مستعينا في بث هذا الجبروت بما استولى عليه من علم الغيب يرضع طغيانه وجبروته  من جهل الناس وتجهيلهم الممنهج !.

نعم منذ زمن تحول التجهيل إلى سياسة ومنهج يغذي نهم الطاغية المحتمي بالخرافات وبيع الأوهام!.

الإيديولوجيات قاتل فتاك لإرادة البحث عن الحقيقة سواء باسم الدين أم باسم أي توجه فكري ، والحقيقة نسبية ومطلقة ومشتركة ، والإيديولوجيات المختلفة تحول السياسة والدين إلى ضرب من ضروب الحكم بالغيب الذي أضر ومازال يضر بالدين بما هو حالة وجدانية شخصية نقية تقويها وتدعمها الحرية ويغذيها العلم والمعرفة، والسياسة بما هي عقد اجتماعي صارم في صياغته وفي تنفيذه يقوم على حفظ التوازن بين حقوق الفرد والمجتمع !.

الحرية وحدها مفتاح الإجابة على سؤال: فأين تكمن الحرية ومن يحق له تقييدها سوى العلم والمعرفة لا الكهانة والخرافة ؟!.

الحرية مفتاح وليس قفل!.

لا تحاول تحويل الإجابة المنشودة إلى قفل لأن ذلك من أهم مداخل وأبواب الطغاة والطغيان!.

الأتباع الجهلة وحدهم هم من يحولون الرسل والأنبياء إلى آلهة أو أشباه آلهة!.

هذا التحويل يعطل الرسالة فتتحول إلى أداة بيد ورثتها أو مدعي الوراثة بشكل أدق !

ورثة أي رسالة سامية المفترضين هم جميع البشر كل على مستوى قدرته وطاقته وعلمه ، أما إذا تحولت إلى ميراث عائلي فهذا يعني أن مدعي الحق الوراثي قد أعطى لنفسه الحق في ميراث لا يمكنه تحمل تبعاته وآثاره !.

وفي كل الأحوال ستكون هذه الدعوى وبالاً عليه أو عليهم أولاً، وعلى كل من لديه أي مستوى من القدرة على تحمل ما يدعي زوراً وبهتاناً أنه حقه الخاص وهو حق عام لكل من تتوفر فيه الشروط من البشر!.

المشاركة في حمل هذا العبء أجدى وأنفع وأكثر قبولاً ونجاحاً للفرد وللمجتمع!.

لكل حسب حاجته، ومن كل حسب طاقته كما يقول بعض علماء الاقتصاد والقانون والسياسة ، وفقهاء الدين ، وللعالم تفسيرات متعددة بتعدد العلوم والمجالات.

 فعلماء الاقتصاد يفسرون ويحللون مشكلات العالم والحياة من منطلق الاقتصاد وقواعده وأصوله النظرية والعملية ، وكذلك السياسيون بمختلف نظرياتهم ومدارسهم.

ورجال القانون ينظرون للعالم على أنه معرض للفوضى إذا انعدمت القواعد القانونية التي تنظم علاقات الأفراد والجماعات ببعضهم وعلاقاتهم بالمؤسسات الاجتماعية والسياسية التي ينشئونها لهذا الغرض، وقسموا أشخاص هذه العلاقات  بنظر القانون إلى شخص طبيعي واعتباري!.

واعتبروا الدولة شخصية اعتبارية مكونة من ثلاثة أركان هي: – الشعب – الإقليم -السلطة، وفرعوا السلطة إلى شخصيات متخصصة لكل المهام المناطة بها – التشريعية والقضائية والتنفيذية ويحدد كل ذلك الدستور والقوانين.

أما رجال الدين فقد اعتبروا الأمة مهددة بالهلاك ما لم يخضعوا ويطيعوا وينفذوا ما يعتبرونه تعاليم الدين وهي في الحقيقة تعبر عن مصالح من يتخفى وراء هذه التعاليم التي ترك الله أمر تنظيمها للبشر وطبق ما يتوصلون إليه من علم الشهادة وليس علم الغيب!.

ومع التطور الفكري والسياسي وصل بعض الملوك المعاصرين إلى مرحلة من الوعي أشعرتهم بالقلق من تبعات المسؤولية التي تقع على عاتقهم جراء التفرد بالقرار الذي يوحي به لقب الملك أو الإمبراطور أو أي حاكم مستبد ، وهي تبعات أكبر على من يتولى السلطة باسم الدين، ووزرها مضاعف في الدنيا والآخرة إن كان يؤمن بذلك!.

هولاكو ذو الوجه المتنكر

والذيل الممدود بلا لون

مزروع في أوردة الحكام البلهاء

وفي الأتباع

اقرأ أيضا للكاتب:الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى حول مبادرة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى