اقتراب التوقيع على اتفاق السلام بين صنعاء والرياض
اقتراب التوقيع على اتفاق السلام بين صنعاء والرياض
اقتراب التوقيع على اتفاق السلام بين صنعاء والرياض
الخميس22فبراير2024_أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بشأن السلام في اليمن، الكثير من ردود الأفعال، إذ أكد وزير الخارجية السعودي، في مقابلة مع قناة فرانس 24، الاثنين الماضي ، التزام المملكة بخارطة الطريق، التي اعتمدتها الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بشأن السلام في اليمن، وأبدى دعمًا سعوديًا لتوقيع الاتفاق مع حكومة صنعاء في أقرب فرصة ممكنة ، موضحًا أنهم قد وصلوا فيها “إلى النقطة التي يقترب فيها هذا الانتهاء” على حد تعبيره، مؤكدًا: “سنستمر مع طريق السلام في اليمن”.
وتأتي تصريحات بن فرحان التي تعد الأولى منذ بدء المفاوضات قبل نحو عامين عشية تصاعد وتيرة المواجهة في البحر الأحمر مع وضع اليمن كلا من بريطانيا وأمريكا على قائمة الدول المعادية لليمن وتكثيف الهجمات ضد سفنهما في أهم الممرات الملاحية.
على نفس الصعيد قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد بالنسبة لمسارات التفاوض مع الجانب السعودي مستمرة، وهنالك خطوات إيجابية وملموسة، ونأمل أن يصل الوضع إلى اتفاق وشيك إن شاء الله.
الأمر الذي يؤكد انسجاما في الموقف السعودي وموقف القيادة السياسية في صنعاء ، والتزامهما في السير نحو السلام بعد الصراع الذي دام تسع سنوات، خاصة أن السلام حاجة سعودية ملحة، مثلما هو بالنسبة لليمن، ذلك حتى تتفرغ المملكة لرؤيتها الاقتصادية 2030 وهو ما يستلزم نوعا من الاستقرار والهدوء في المنطقة.
وتمثل تصريحات وزير الخارجية السعودي، نفيًا لتصريحات المبعوث الأمريكي لليمن، تيم ليندركينغ، التي قال فيها إن التوتر في البحر الأحمر أوقف مسار عملية السلام في اليمن، ونفيًا آخر لأي تأثير محتمل لقرار التصنيف الأمريكي لأنصار الله على مسار الوساطة وجهود التسوية، إذ أكدت الرياض استمرارها في المضي بمسار السلام في اليمن كخيار يلقى دعمًا سعوديًا لا محدود، وهم بذلك (أي السعوديون) يؤكدون ما انتهجوه على مسار ردم فجوات الصراع في المنطقة، وهو المسار الذي أعلن عن نفسه بوضوح منذ التوقيع على اتفاق مع طهران لإعادة العلاقات الدبلوماسية في مارس/ آذار 2023 بعد عقود من الخلاف الذي يمكن قراءته بوضوح فيما شهدته عدد من بلدان المنطقة ومنها اليمن، إذ أعلنت السياسة السعودية عن مرحلة جديدة في المنطقة، والدليل على ذلك ما تضمنته التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي بشأن إيران، إذ جاءت على قدر عال من الإيجابية، مما يؤكد التزامها بمسار واضح هو السلام وطي صفحة الصراع، باعتبار الاستقرار الطريق الأضمن لمضي الرياض صوب تحقيق رؤية 2030.
غير أنه من الواضح أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا غير عادية على السعودية لعرقلة عملية السلام في اليمن، وذلك لوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحرين العربي والأحمر الداعم والمساند للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة إبادة بشعة وغير مسبوقة على يد قوات الاحتلال الصهيوني .
المملكة من جانبها أكدت في أكثر من مناسبة أن ما يجري في البحر الأحمر مرتبط بما يجري من عدوان صهيوني على قطاع غزة، في الوقت الذي تحاول أن تحرف الولايات المتحدة المسار عن ما يجري في البحر الأحمر من عمليات القوات المسلحة اليمنية الداعمة للشعب الفلسطيني هو عبارة عن تهديد للملاحة الدولية وأنه ليس له ارتباط بالوضع في قطاع غزة.
مراقبون أكدوا بان المملكة ستستطيع الخروج من العباءة الأمريكية وستوقع مع القيادة السياسية في صنعاء اتفاق السلام في اليمن مثلما استطاعت في مارس من العام الماضي التوقيع على إعادة التمثيل الدبلوماسي مع طهران برعاية صينية حتى مع معارضة واشنطن لهذا الاتفاق ، خاصة أن الولايات المتحدة تمر حاليا بمراحل ضعف غير مسبوقة.