هل ستنتصر القمة العربية والإسلامية لأبناء غزة؟
هل ستنتصر القمة العربية والإسلامية لأبناء غزة؟
هل ستنتصر القمة العربية والإسلامية لأبناء غزة؟
علي الديلمي: لا أتوقع من القمتين العربية والإسلامية ما يفيد القضية الفلسطينية
سلطان: الخنوع العربي واضح وضوح الشمس وتجاهلهم للشعب الفلسطيني وهو يتعرض لمجازر الإبادة الجماعية دليل ذلك
شنيف: العرب يعيشون مرحلة الانحطاط السياسي والعسكري والإعلامي ولقد شهدنا ذلك رأي العين منذ عملية طوفان الأقصى
*عبدالرحمن مطهر
الخميس9نوفمبر2023 يجتمع بعد غد السبت في السعودية، قادة وزعماء الدول العربية الـ22 لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القادة، للتشاور والتنسيق وبحث سُبل مواجهة التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، هكذا كان بيان الجامعة العربية.
قمة عربية ستقد بعد ستة وثلاثين يوما من العدوان الإسرائيلي الصهيوني العالمي على قطاع غزة ، العدوان الذي خلف أكثر من عشرة ألف وخمسمائة شهيد نصفهم من الأطفال والبقية من النساء والمسنين.
وللتحضير لهذه القمة عقد وزراء الخارجية العرب اليوم الخميس اجتماعا تحضيريا في الرياض للقمة العربية الطارئة.
وبعدها بيوم واحد فقط ستعقد قمة إسلامية أيضا في الرياض لذات الغرض ، لكن الكثير يتساءل هل سيناقش زعماء العالم العربي والإسلامي فعلا مستجدات الأوضاع في غزة ، التي لا تدافع عن نفسها بل تدافع عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية المريضة كما قال أحد المسنين بعد إخراجه من تحت الأنقاض في قطاع غزة.
قال بالحرف الواحد هذا الشيخ الطاعن في السن ، غزة لا تدافع عن نفسها، بل تدافع عن الأمة العربة والإسلامية المريضة، وغزة ستكون الدواء والشفاء لهذا الأمة المريضة ، التي تداويها اليوم غزة من خلال شهدائها وتضحياتها ومقاومتها وبسالتها في وجه أقبح عدوان عرفه التاريخ،أم ستكون هذه القمم عبارة عن إسقاط واجب أمام الشعوب العربية والإسلامية ، بأنهم عملوا ما يستطيعون فعله.
غزة لا تتعرض لعدوان إسرائيلي كما يصوره البعض ،بل عدوان عالمي عدوان صهيوني أمريكي بريطاني عدوان فرنسي ألماني عدون غربي عنصري همجي قبيح، الغرب كله جمع عدته وعتاده للانقضاض على المقاومين الفلسطينيين الذين لا يتجاوزون بضع مئات ، ولتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه إلى مصر و الأردن وإلى مختلف أصقاع الأرض ،ولأجل تحقيق ذلك، جمع الغرب أساطيله وحاملات طائراته وفتح مخازن أسلحته وبنوكه للكيان الإسرائيلي الصهيوني ، بل هدد الكيان باستخدام القنابل النووية لتحقيق أهدافه المعلنة، فهل يكون للزعماء العرب والمسلمين كلمة بعد غدا السبت وأيضا الأحد ؟ خاصة أن أطماع اليهود الصهاينة لن تتوقف عند فلسطين بل أبعد من ذلك بكثير، خاصة أن هناك صهاينة أكدوا في تصريحاتهم أن مصر هي العدو الأول لإسرائيل، كما صرح بذلك ميخائيل بن آري عضو الكنيست الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد أن العرب جميعهم دون استثناء هو الهدف المقبل للكيان الإسرائيلي الصهيوني .
منذ 34 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا وحشيا إرهابيا نازيا على غزة،حيث ألقى جيش الاحتلال حوالي 35 طن من القنابل شديدة الانفجار والمحرمة دوليا ما يزيد عن القنابل النووية التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في الحر بالعالمية الأولى ، ومع ذلك هناك تصريحات لبعض وزراء الكيان الصهيوني بضرورة إبادة غزة عن بكرة أبيها من خلال إلقاء القنابل النووية عليها وعمل مستوطنات إسرائيلية مكانها، لأن الشعب الفلسطيني والعرب عموما ، كما يقول وزراء العدو الصهيوني عبارة عن حيوانات لا يستحقون العيش .
هذه القنابل التي دمرت غزة على مدى34 يوما ، أدت إلى طمس أحياء وقطاعات كاملة في قطاع غزة ، أستشهد على إثرها أكثر من 10 آلاف و569 فلسطينيا، وأصيب 26 ألفا و475، كما أستشهد حوالي 163 فلسطينيا واعتقل 2280 في الضفة الغربية، ولا يزال هناك الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض.
لا أتوقع ما يفيد القضية الفلسطينية
في هذا الإطار يقول الأستاذ علي بن حسين الديلمي وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء، العرب في الواقع صامتين في كل شيء ،مع أن ما تم استخدامه من قنابل يتجاوز القنابل النووية أضعاف، وكذلك استخدام الأسلحة المحرمة دوليا،وكل تلك الأسلحة هي أمريكية وغربية ،وللأسف العرب صامتون ولا يعيشون القضية الفلسطينية ، بل للأسف البعض منهم يتآمر على هذه القضية وهم بالتأكيد معروفون لدى الجميع، للأسف العرب لا يعيشون العصر ، ولا قضايا العصر.
وتابع وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال قائلا، لذلك لا أتوقع من القمتين العربية والإسلامية التي ستنعقدان في الرياض يومي السبت والأحد ما يفيد القضية الفلسطينية ، خاصة أن هناك دول مسيطرة على قرارات الجامعة العربية وهي في المقدمة السعودية ومصر، لذلك الجمود هو سيكون السائد وستظل الأمور في المنتصف، بمعنى سيكون هناك دعوات لإيقاف العدوان وإدخال المساعدات للقطاع وما إلى ذلك ، لكنهم لن يتحدثوا أو يتحركوا بوضوح كما تحرك الغرب بجدية ووضوح في التضامن مع الكيان الصهيوني وزيارته وتزويده بالمساعدات العسكرية واللوجستية والمادية وبكل ما يحتاج الكيان الصهيوني ولا يزال هذا الدعم الغربي موجود وبشكل كبير ،كذلك منعت الكثير من الدول الغربية المتشدقة بحقوق الإنسان وحرية الرأي ، وما إلى ذلك من منع كل من يتحدث أو يتضامن مع القضية الفلسطينية فمصيره إلى السجون ،حتى أعضاء البرلمانات لديهم ممن يتعاطفون مع القضية الفلسطينية يتم اضطهادهم بشكل كبير .
وتابع الوزير الديلمي لذلك من المستحيل آن تصل مواقف الدول العربية في دعمها للقضية الفلسطينية حتى إلى نصف مواقف الدول الغربية الداعمة للكيان الإسرائيلي الصهيوني، وإنما سيتحدثون إلى ضرورة إدخال المساعدات وإيقاف العدوان وهو مجرد بيانات وشجب واستنكار لما ترتكبه إسرائيل من أعمال وحشية ومجازر جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، ولن يتجاوز الزعماء العرب القول أما الفعل فهم بعيدون عنه كل البعد، بالرغم أن الكيان الصهيوني هدد بإلقاء القنبلة النووية على قاع غزة ، وهذا اعتراف صريح بامتلاكه للقنابل النووية ، بل واستعداده لاستخدامها بحق المدنيين.
أنظمة مسلوبة الإرادة
الأستاذ محمد سلطان أمين عام الأمانة العامة المصغرة لحزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية يقول من جانبه : إن الخنوع العربي واضح وضوح الشمس ، وذلك من تجاهلهم للشعب الفلسطيني وهو يتعرض لمجازر الإبادة الجماعية ،الأطفال والنساء يتعرضون للقصف بدم بارد، ولم يحرك العرب ساكنا .
قمتهم تأتي بعد حوالي 36 يوما من عمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ونتذكر كيف سارعوا لعقد قمتهم لمباركة العدوان على اليمن، هي قمم تبارك العدوان ولا توقف عدوان، أيضا من المعيب والمخز أن لا يرد العرب على تصريحات وزير التراث الصهيوني إلياهو الإرهابي الذي يؤكد ضرورة قصف غزة بالقنابل النووية، مع انه تم قصفها بالقنابل المحرمة دوليا ، هذا الصمت يؤكد المواقف العربية المتخاذلة وخاصة المطبعين منهم خوفا على مناصبهم لأن الأنظمة العربية مسلوبة الإرادة ومخترقة إلى الكراسي الذي يجلسون عليها وأن أغلب الحكام جاء بهم المستعمر وخوفهم على مناصبهم والجبن الذي تربوا عليه فهؤلاء الحكام مهمتهم سلب إرادة شعوبهم ليس إلا ويعيشون. مسلوبي الإرادة والتفكير ووازع الخوف قد تسلل إلى قلوبهم منذ فترة طويلة.
وتابع الأستاذ محمد سلطان:لا جديد في توقعنا من القمتين العربية والإسلامية يومي السبت والأحد في الرياض، وستكون كسابقاتها الشجب والتنديد ، وان بعضهم سيستأذن مسبقا أمريكا فيما سيقول حتى البيان الختامي لن يرتقي إلى مستوى تطلع شعوبهم نتيجة الانبطاح لدول الاستكبار وربما نلحظ عبارات تتوافق مع يريده الأمريكي إلا من بعض العبارات الركيكة التي ستطرح على استحياء والمواقف المعروفة لبعض الدول الإسلامية وخاصة محور المقاومة سيكون متقدما، في موقفه ، وهناك من الدول العربية ستطرح عبارات مطاطية غير واضحة واتهام المقاومة أو حركة حماس أنها من جرت غزة إلى ما هي عليه اليوم من عدوان وتصفية عرقية ..وبالتأكيد موقفهم وصمتهم لأكثر من شهر خير شاهد على ذلك.
نعيش مرحلة الانحطاط
أما الأستاذ أشرف شنيف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب العدالة والبناء: فيرى من جانبه أن العرب يعيشون أسوأ مراحل الانحطاط ، فمنذ عقود والعرب يخذلون القضية الفلسطينية ويتزايد الخذلان العربي مع مرور الوقت، حتى صرنا في مرحلة الانحطاط السياسي والعسكري والإعلامي، ولقد شهدنا ذلك رأي العين منذ عملية طوفان الأقصى، هذه العملية المباركة التي بعثت الأمل للشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، بل بعثت الأمل لدى كافة الشعوب العربية والإسلامية وكافة الشعوب الحرة لمناهضة الهيمنة الأمريكية والغربية، والخروج من وصياتها.
وتابع شنيف قائلا: بالرغم أننا لازلنا نرى المحرقة الصهيونية في قطاع غزة ولم يحرك الحكام العرب ساكنا، ليواجه أهل غزة تلك المحرقة ببسالة منقطعة النظير، ومن ضمن التبجح الصهيوني رأينا تصريح المجرم الإسرائيلي إلياهو وزير التراث في حكومة الكيان الصهيوني -رغم الإدانة المتواضعة من بعض الأنظمة العربية – وأرجع بجاحته أتت من سببين: أولا الغطاء الأمريكي والغربي اللامحدود لإسرائيل، وثانيا الصمت المذل للأنظمة العربية التي تسعى للتطبيع مع إسرائيل وقد كانت السعودية قاب قوسين أو ادني من التطبيع التام والرسمي والتي صارت القطب العربي الأكبر والأوحد -إن جاز لنا التعبير-، وذلك وفق رؤية الشرق الأوسط الجديد بتعاون وشراكة سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية، لتحقق إسرائيل المكاسب الكبيرة والعظيمة.
ختاما ..الكثير لا ينتظرون من القمة العربية وأيضا الإسلامية أن تعمل شيء ، ولا ينتظرون أن تشغل طائراتها الحربية أو صواريخها لنجدة سكان غزة ، فهم ليسو المعتصم ، وسكان غزة ليست المرأة التي كانت في عمورية واستنجدت بالمعتصم، فهم كما قال الكثير مسلوبي الإرادة .
فقط نتمنى فتح معبر رفح لدخول المساعدات هذا أقصى من نتمناه منهم ، خاصة أن الناطق العسكري لكتائب القسام أبو عبيدة سبق وان أكد بأن المقاومة لا تنتظر من الدول العربية والإسلامية شيء متمنيا عليهم فقط فتح معبر رفح ، وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والماء لسكان القطاع وكذلك الوقود للمستشفيات ، خاصة أن معظمها توقف عن العمل بسبب نقص إمدادات الوقود.
اقرأ أيضا:عضو الكنيست الإسرائيلي:مصر هي العدو الأول لإسرائيل
الصور ارشيفية