اخبار محليةثقافة وسياحة

رحلة إلى هجرة السنتين ” السنيني” بمديرية مبين محافظة حجة

رحلة إلى هجرة السنتين ” السنيني” بمديرية مبين محافظة حجة

 رحلة إلى هجرة السنتين ” السنيني”   بمديرية مبين محافظة حجة

    * عادل شلي

بدئنا رحلتنا السادسة من صباح يوم  الأربعاء 1 مايو 2024م مع رفيق الرحلة الصديق طلال مسعود الاجهر.

شاهدنا على جانبي الطريق كيف بدأت الارض تكتسي باللون الأخضر، واتجهنا من شمسان باتجاه الصاية ودار حاجب والذيبة ، أوقفنا وسيلة نقلنا وصعدنا للأعلى سيرا على الأقدام من جوار منزل المهندس العزيز  عبدالمجيد السنيني.

وسلكنا طريق جبلي بين مزارع القات والبن والأشجار البرية الكثيفة وعبر مدرجات زراعية جميلة يحرص أصحابها على إبراز مدى اهتمامهم وعنايتهم بها.

التقطنا بعض الصور للذيبة التي اتخذت اسمها حسب رأيي من طبيعة تضاريسها التي تشبه الذئب وحاولنا أن ندلل على ذلك ببعض الصور لكن لم تكن الأجواء مؤتيه وأفاد رفيقي طلال الخبير بنجوم الزراعة  بان هذا  نجم غروب كابه كما أظن وقد مر منه عشرة أيام وهو نجم لقاح الأشجار.

كلما صعدنا للأعلى زاد ظهور البروز الصخري بين الشعاب التي خددتها السيول التي تندفع من أعالي جبال مبين إليها وقد أحسن أبناء المنطقة استغلالها وتحويلها لمدرجات زراعية تجود بأفضل وأجود ثمار البن.

طوع أبناء المنطقة تضاريسها الوعرة بتحويلها الى مدرجات ساهمت في حفظ المياه والتربة وانتشار البساط الأخضر للأشجار والنباتات والحشائش طوال العام.

بعد صعودنا لحوالي 500 متر شاهدنا الهجرة البديعة التي تقع على بروز صخري يمتد من الشمال للجنوب وتحيط بها الشعاب من الشرق والغرب حيث شيدت بيوتها المنيفة على الحافة فتبدوا للناظر إليها كقرى أسطورية معلقة في السماء.

يطلق لفظ الهجرة على القرى والمحلات التي تعاقد أبنائها على نبذ الصراعات والحروب التي تدور بين القبائل وسكان القري من حولها

الأمر الذي أدى إلى ازدهار الهجر وتحولها إلى معاقل لنشر  العلم والمعرفة فستوطنها العلماء وانجذب إليها طلاب العلم وكان لها دور كبير في إطفاء نار الصراعات والفتن ونشر ثقافة التعايش والسلام والأمن والاستقرار فيما حولها وهذا بدوره أدى إلى تطور وازدهار المنطقة.

يطلق عليها الأهالي هجرة السنتين حيث يقول المهندس عبدالمجيد السنيني ان اجدادهم الأوائل هاجروا من السنتين الواقعة بخمر على ما أظن التابعة لمحافظة عمران واتجهوا لحجة ومبين ووجدوا هجرة السنتين فمالوا إليها واستوطنوها.

وأنا اسميها هجرة السنيني كما شائع في المنطقة نظرا للدور العلمي لهذه الأسرة واغلب سكانها من ال السنيني والمشهور والأرجح هو هجرة السنتين ” السنيني “والذي يدل على أن سكان الهجرة الأوائل كانوا من أبناء السنتين بحاشد فنجذب اللاحق للسابق ليكمل رسالة الهجرة ودورها في نشر العلم والإصلاح بين الناس وحفظ السلام.

واشاهدت في الجهة المقابلة الواقعة تحت مركز مديرية مبين قرية مشابهة لهجرة السنتين ” السنيني” علمت أنها هجرة جميل مما يدل على أهمية الدور الذي كانت تعلبه الهجرتان والهجر الأخرى في نشر العلم والمعرفة وحفظ السلام.

ـ اتجهنا صوب المنحدر الذي تعلوا بروزه الصخري درة القرى والقلاع وهجرتنا المنشودة فمررنا بشعاب تغطيها الأشجار بكثافة فمررنا به وصعدنا للأعلى لنجد أنفسنا أمام مبنى لازالت أحجار أساساته ثابتة وشاهدة على قوة وعلم بناته ودوره وأهميته في حماية الهجرة.

صعدنا للأعلى وشاهدنا مباني غرف صغيرة تم بنائها بأحجار مهندمة بعناية وتقع شرق الهجرة وتستند إل قاعدة الجبل الذي امتد منه البروز الصخري الذي تم تشييد مباني الهجرة عليه.

وعلمنا انها بنيت بجوار مجارين البن وكان يوجد فيها المجشات التي تقوم بطحن البن وفصل القشرة عن اللب.

مما يدل على أن أهل الهجرة استغلوا تضاريس المنطقة في زراعة البن فجادت عليهم بعطاء وافر.

وان أبناء الهجرة امتهنوا الزراعة والتجارة الى ممارستهم لدورهم الأساسي والمتمثل في نشر العلم والإصلاح بين أبناء المنطقة.

وربما كان يأوي طلاب العلم. الذين يفدون للهجرة في تلك الغرف أصافة إلى وظائفها الأخرى.

توجهنا للهجرة التي تقع على بروز صخري يمتد من الشمال للجنوب بطول يتراوح مابين 40:50 متر تقريبا

وعرض يتراوح مابين 20: 15 متر تقريبا.

حيث قابلتنا ساحة ينفذ العابر منها الى بوابة الهجرة الوحيدة وتتوزع البيوت داخل الهجرة باتجاه الشرق والغرب حيث يقع في الجهة الشرقية عدد من البيوت المشيدة على حافة المنحدر مرتبطة ببعضها البعض ومتصلة بالبيوت المشيدة علي حافة الهاوية من الجنوب والمتصلة بالبيوت المشيدة على حافة الهاوية من الغرب  والمتصلة بحافة البيوت المتصلة بالبيوت الواقعة بجهة الشمال وهي عبارة عن دار واحد ثم جامع الهجرة الواقع بجوار البوابة والذي يصعد إليه بدرجات وله باب صغير وبجواره بركة صغيرة تتجمع اليها المياه من سطوح المباني وعدد من السواتر المشيدة بعقود بديعة بنيت بأحجار البلق مخصصة للوضوء.

وفي وسط الهجرة عدد من الممرات التي يطلق عليها شوارع وبجوارها غرف صغيره ربما كانت تستخدم لايواء الوافدين والضيوف وطلاب العلم.

تم بناء الجامع بجوار البوابة وبشكل مرتفع عن الارض وذلك لكي يكون بارتفاع بيوت الهجرة من الجهة الشمالية وتم تدعيم أساساته بأحجار سميكه ودهن جدرانه من الخارج بمادة القضاض الأملس ليستحيل تسلقه.

تتكون اغلب جدران الهجرة من ثلاثة طوابق شيدت أساساتها بأحجار كبيرة وسميكه وبنيت طوابقها العلوية بأحجار مهندمة ومصقولة تبرز جمالها وتظهر مكانة سكانها.

شيدت بيوت الهجرة بطريقة هندسية بديعة لتكون غاية في المنعة والجمال.

ورغم انه لازالت هناك عدد من بيوت الهجرة مسكونة إلا أن الأغلب  هجرها سكانها فتهدمت سقوفها وطوابقها العليا معرضة للسقوط والخراب.

ـ وفي الجهة الغربية المقابلة لبيوت الهجرة يقع دار القاضي احمد السنيني أشهر قضاة ونوابغ مديرية مبين ومحافظة حجة في القرن الماضي وقد اشتهر بظرفه وادبه وغزارة علمه وقربه من الناس ونوادره مع الماخذي لاقت من الشهرة والانتشار حتى باتت على كل لسان.

ويعتبر الدار تحفة بديعة وفريدة حيث شيدت أساساته بأحجار كبيرة وسميكة وله بوابة شرقية يعلوها عقد بديع ومنها يدخل الزائر عبر ممر للطابق العلوي تتوزع

 اقرأ أيضا:(حصن عفار) ” قسوة الطبيعة وعزيمة الانسان “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى