طـريق القـــدس .. نظام القـتل الأمريكي الرجيم في غـــزة

طـريق القـــدس .. نظام القـتل الأمريكي الرجيم في غـــزة
- عبدالله علي صبري
الأربعاء2يوليو2025_
♦ بدلاً من أن تكون ملاذًا آمنًا من الجوع تحولت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة إلى مصائد موت جماعي، بإشراف أمريكي.
ومنذ باشرت ” مؤسسة غزة الإنسانية ” وهي منظمة أمريكية غير حكومية، توزيع المساعدات على آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة أواخر مايو 2025، وقع الفلسطينيون في فخ قاتل، حسب وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، فقد وجدوا أنفسهم هدفا لعمليات إعدام مباشرة، وضحايا آلية تحصد من الأرواح أكثر مما تنقــذ.
لقد أضحت صور الشاحنات المحملة بالدقيق التي تتقدم نحو الجموع الجائعة مشاهد مألوفة، لكنها سرعان ما تنقلب إلى فصول دموية، مع استهداف هذه الحشود بالقصف العشوائي عبر القذائف المدفعية، أو مسيرات كواد كابتر، وارتكاب عشرات المجازر في مختلف مناطق قطاع غزة، خاصة في رفح وخانيونس.
وهكذا تحولت مراكز المساعدات إلى ساحة قتل رجيم لا يرحم، في أسلوب قذر وغير مسبوق من أساليب الحرب والإبادة الجماعية، بلغت ضحاياه حسب الإحصاءات غير النهائية، التي أعلن عنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مؤخرًا، نحو 549 شهيدًا، و4066 مصابًا، إضافة إلى 39 مفقودًا، كلهم من الجوعى المدنيين.
ولا شك أن المسؤولية الجنائية لا تقف عند الكيان الصهيوني وحده، بل تتجاوزه إلى الولايات المتحدة، التي لم تكتفِ بتوفير الغطاء السياسي والدبلوماسي للهجمات، بل انخرطت ميدانيًا في عملية توزيع المساعدات، واستخدامها كسلاح قاتل على هذا النحو المهين والمشين، خاصة مع الاعترافات الصادمة التي نشرتها صحيفة «هآرتس» العبرية، عن جنود وضباط في جيش الاحتلال أكدوا فيه إن إطلاق النار المتعمد على المدنيين الفلسطينيين المُجوّعين قرب مراكز المساعدات يأتي في إطار توجيهات من قيادات عليا في جيش الاحتلال.
فالقانون الدولي، بما فيه اتفاقيات جنيف، يحمّل القوى المتدخلة مسؤولية مباشرة عن نتائج تدخلها إذا كان مؤذيًا أو يساهم في تدهور الوضع الإنساني. وبما أن واشنطن على علم تام باستخدام إسرائيل لهذه المساعدات كسلاح حرب، فإن سكوتها أو مشاركتها يضعها في دائرة الاتهام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
كذلك، فإن ما يجري في غزة لا يمكن فصله عن سياسة أمريكية ترى في تجويع الفلسطينيين وسيلة لضبط إيقاع الحرب وكسب الوقت سياسيًا، في مشهد يعكس استخفافًا بكل القيم التي طالما تشدقت بها الولايات المتحدة، وعلى رأسها ” حقوق الإنسان ” كشعار استخدمتها في سياستها الخارجية وفي حشد ما يسمى بالمجتمع الدولي.
ولم يعد خافيًا أن ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، تنفذ دورا أمنيا استخباراتيًا مشبوهًا، في إطار مخطط التهجير القسري، والحصار المميت لأهالي غزة، ما يستوجب ملاحقة هذه المؤسسة الأمريكية الأمنية قضائيا، ومعاقبة القائمين عليها، كما تدعو إلى ذلك الفصائل الفلسطينية. فالمتهم والمجرم هنا ليس من يطلق النار فحسب، بل الذي مهد الطريق وساعد على الجريمة، وأدار ظهره للضحايا، وقتل من قتل عن سابق إصرار وتصميم.
اقرأ أيضا للكاتب :طريق_القــدس .. انـتصار إيران انـتصار للمقاومة وغــزة
اقرأ أيضا:في رحاب مقال ” مفهوم الشراكة في العلاقة بين القاضي والمحامي” للقاضي عبد العزيز البغدادي
