كتابات فكرية

اليمن ومحور المقاومة

اليمن ومحور المقاومة

كتب : توفيق المحطوري

              سمعت كلمه للحبيب الجفري عن وضع اليمن ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وكيف عاش اليمنيين جميعا ولما يقرب من ألف عام زيدية و شافعية في تعايش وامن وسلام واحترام متبادل ، ثم تحدث عن وضع اليمن حاليا وما يعيشه من حروب وصراعات وقال الجفري انه جاءت مذاهب إلى اليمن من الخارج في إشارة منه إلى الفكر الوهابي المدعوم سعوديا والمذهب الإثناء عشري المدعوم من إيران وإنها هي من تسببت في كل هذه المشاكل والصراعات بين اليمنيين .

حقيقة أن اليمن في ظل حكم الزيدية عاشت في حالة من التعايش المذهبي وهذا يحسب على الزيدية والشافعية على حد سواء ، وهو دليل قاطع أن الخلافات بين المذاهب الإسلامية لا توجب التكفير و أباحه الدماء والاقتتال ، ولكن ما الذي حدث ومن يقف وراء الوضع الذي يعيشه اليمن وكثير من الدول الإسلامية.

بعد قيام الثورة انتشر الفكر المدعوم سعوديا في البلاد ولم يلقى في البداية معارضة لعدة أسباب أولا هو ثقافة الزيدية والشافعية في القبول بالآخر و بمبدأ التعايش وبمواجهة الفكر بالفكر ثانيا كان هذا الفكر مدعوما ماليا ويمتلك السلطة والنفوذ ، واستمر الحال إلى أن بداء التكفير و أباحه الدماء والاعتداء على العلماء والمدارس والمشايخ والأضرحة والمعتقد من قبل هذا الفكر الوافد والمدعوم في هجمة شرسة ضد الزيدية والشافعية والتصوف ومن هناء بدأت المشكلة حيث وجد العدو المتربص بالإسلام و بالمسلمين وباليمن ثغرة ومنفذ وباب ومدخل مؤثر وخطير وسهل و مهم بالنسبة له وغير مكلف.

تعايش اليمنيين من زيود وشوافع مع الأمر الواقع حفاظا على السلم الاجتماعي وحقن دماء اليمنيين إلى هنا ولم يكن هناك في الساحة اليمنية غير الزيدية والشافعية والفكر السعودي الذي سيطر على كل مؤسسات البلد الفكرية والثقافية إضافة إلى ذلك كانت السعودية أيضا هي المسيطرة على السلطة السياسية والاجتماعية في البلد ومعروف من يقف وراء السعودية ويدعمها ويساندها.

وحين قامت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ورغم أن الثورة كانت سلمية بامتياز وكانت حريصة على فرض حالة التعايش والسلم الاجتماعي وتحمل ثقافة القبول بالآخر ، إلا أن من تم القبول بهم سابقا وحكموا البلاد لم يتقبلوا فكرة المشاركة والشراكة بين كل اليمنيين ولا في اهتماماتهم سلامة وامن اليمن واليمنيين واستدعوا تحالفا دوليا لحرب وتدمير اليمن وقتل اليمنيين ، هكذا تعاملوا مع اليمنيين الذي تقبلوهم سابقا وتركوا لهم الحكم والسلطة والنفوذ وكان الأحرى بهم التعامل بالمثل من باب الأخلاق والقيم والدين وان الأيام دول يوم لك ويوم عليك.

حينها أعلن التحالف حربه على اليمن بمباركة أمريكية وهي قائدة محور الشر  من الباب و الثغرة والمدخل الذي صنعه الطامعين في السلطة والنفوذ و حاملين الفكر السعودي التكفيري والذي اتضح مؤخرا تأثير أمريكا وبريطانيا بل وسيطرتها عليهم.

من هنا هل كان لليمنيين أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام عدوان عالمي وظالم ومجرم وغاشم ليقتلهم ويحتل أرضهم أم أن من حقهم الدفاع عن أنفسهم وبلدهم  وان من حقهم أيضا الاستعانة بكل من يقبل أن يمد يد المساعدة لهم في ظل الهيمنة الأمريكية وما قد يلحق بمن يمد يد المساعدة أو حتى من يفكر أن يدعم أو يساند ولو بالكلمة ويقف ضد تحالف دولي على رأسه أمريكا وبريطانيا.

لذلك يجب أن يفهم الجميع أن تعاون المحور مع اليمن هو لدفع عدوان ظالم وغير مبرر على اليمن وليس بهدف الاعتداء على احد. كما أن التنسيق المشترك بين محور المقاومة يأتي في إطار التعاون المشرك و العمل الجاد في مواجهة العربدة والطغيان الأمريكي والإسرائيلي بالمنطقة ضد الإسلام والمسلمين وهذا ما اتضح جليا في معركة طوفان الأقصى وللحديث بقية بإذن الله .

 اقرأ أيضا للكاتب:اليمن في عيون قادة العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى