الاحتلال الصهيوني في سوريا وضرورة دعم حركات المقاومة

الاحتلال الصهيوني في سوريا وضرورة دعم حركات المقاومة
- زياد صالح النهمي
الجمعة 28 نوفمبر 2025-
لم يعد خافيا على أحد أن الثورة السورية لم تكن سوى وهمًا كبيرًا، هدفها الأساسي تمكين الاحتلال الصهيوني من سوريا. بعد فشلها بمرور عشر سنوات على اندلاع ما يسمى “الثورة السورية”، يتضح جليًا أن هذه الثورة لم تكن يومًا ثورة شعبية حقيقية، بل كانت أداة بيد القوى الاستعمارية لتمزيق سوريا وهذا ما يتم حاليا، وبمباركة عربية.
اليوم، يشهد الجولان وريف دمشق ودرعا والقنيطرة توغلًا صهيونيًا كبيرًا، حيث وصلت القوات الصهيونية إلى مقر مبنى المحافظة، واستولت على مزارع المواطنين، ونفذت اعتقالات واسعة، وفرضت حصارًا على المواطنين السوريين. هذه الأفعال تجعل من هذه المناطق أشبه بمناطق فلسطينية محتلة، في ظل صمت مطبق من قبل حكومة الجولاني العميلة.
هذا الواقع يؤكد أن الجولاني هو صناعة صهيونية خالصة، وضعت لتسهيل الاحتلال الصهيوني لسوريا. وكما هو معروف ان تاريخ اليهود حافل بنقض المعاهدات والاتفاقيات، فمنذ عهد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آلة، نقضوا معاهدتهم مع المسلمين في المدينة المنورة في أكثر من موقف، وفي العصر الحديث، نقضوا معاهدة أوغستا فيكتوريا في عام 1917م، ومعاهدة كامب ديفيد مع مصر في عام 1979، واتفاق 1974م لفض الاشتباك في جنوب سوريا ، وغيرها الكثير حتى الاتفاق الأخير مع غزة ومع لبنان تم نقض اتقاق اطلاق النار من خلال تنفيذ العديد من الخروقات والاغتيالات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة.
لم يعد المخطط الصهيوني في احتلال الأراضي العربية وتوسيع رقعة الاحتلال خافيًا على أحد، وكل هذه الأحداث تؤكد أن اليهود ليس لهم عهد ولا ذمة، وأنهم مستعدون لفعل أي شيء لتحقيق أهدافهم الاستعمارية. ورغم ذلك لا يزال العرب يتوهمون أنهم دعاة سلام.
إن المخطط الصهيوني يمر بسهولة بمساعدة ودعم الولايات المتحدة، وبأموال العملاء في الدول العربية، والتي صنعت حركات وكيانات دينية، كلها تصب في مصلحة الصهاينة، تمهد وتسهل للاحتلال الصهيوني.
ولم يعد خافيًا على أحد أن محور المقاومة في لبنان واليمن وإيران هو الوحيد اليوم الذي يقف في وجه الاحتلال الصهيوني، ويعمل على حماية الأراضي العربية من التوسع الصهيوني، ويمثل الارادة الشعبية العربية والإسلامية الحرة، ما يستوجب اليوم على هذه الشعوب أن تلتف حوله وتسانده بكل المقاييس، فهل آن الأوان لصحوة عربية إسلامية لدعم حركات المقاومة للدفاع عن العرب وعن المقدسات الإسلامية، أم لا يزال ذلك حلم بعيد المنال.
اقرأ أيضا: الأطماع الصهيونية وتصدّي جبهات المقاومة.. معركة الوجود والمصير


