كأس العرب يشتعل في الدوحة… الكبار يتعثرون والصغار يكتبون التاريخ

كأس العرب يشتعل في الدوحة… الكبار يتعثرون والصغار يكتبون التاريخ
الاثنين 8 ديسمبر 2025-
شهدت الجولة الثانية من بطولة كأس العرب المقامة في الدوحة أحداثًا مثيرة أعادت رسم ملامح المنافسة على بطاقات التأهل إلى الدور ربع النهائي. ثمانية مباريات أقيمت على ملاعب البطولة، وأسفرت عن نتائج متباينة بين انتصارات كبيرة وتعادلات دراماتيكية، لتؤكد أن البطولة تسير في اتجاه غير متوقع وتفتح الباب أمام مفاجآت جديدة.

في المجموعة الأولى، خطف المنتخب الفلسطيني نقطة ثمينة بتعادله مع تونس بهدفين لمثلهما، ليبقى في دائرة المنافسة ويزيد من معاناة نسور قرطاج الذين لم يحققوا الفوز حتى الآن. أما قطر، البلد المضيف، فاكتفت بتعادل مخيب أمام سوريا بهدف لمثله، ما جعل موقفها معقدًا قبل الجولة الأخيرة، فيما عززت سوريا حظوظها في البقاء ضمن دائرة التأهل.

المجموعة الثانية شهدت استمرار تألق المنتخب السعودي الذي حقق فوزه الثاني على التوالي أمام جزر القمر بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليضمن التأهل المبكر ويؤكد جاهزيته للمنافسة على اللقب. المغرب من جانبه تعادل سلبيًا مع عُمان في مباراة تكتيكية مغلقة، ليبقى في الصدارة مؤقتًا ويؤجل الحسم إلى الجولة الثالثة.
أما المجموعة الثالثة، فقد واصل المنتخب الأردني عروضه القوية بفوز مستحق على الكويت بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليحجز بطاقة العبور إلى الدور المقبل مبكرًا. وفي المقابل، انتهت مواجهة مصر والإمارات بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، لتبقى الحسابات مفتوحة حتى الجولة الأخيرة.

المجموعة الرابعة كانت الأكثر غزارة بالأهداف، حيث اكتسح المنتخب الجزائري نظيره البحريني بخمسة أهداف مقابل هدف، في عرض هجومي لافت أكد عودة محاربي الصحراء إلى الواجهة. العراق بدوره واصل انتصاراته بفوز مقنع على السودان بهدفين دون رد، ليضمن التأهل المبكر ويثبت أنه أحد أبرز المرشحين للقب.
الجولة الثانية حملت معها رسائل متعددة؛ فخروج قطر المبكر من دائرة المنافسة سيكون له وقع خاص على البطولة من الناحية الرمزية، بينما صعود منتخبات مثل فلسطين والأردن يعكس حضورًا معنويًا يتجاوز حدود الرياضة. في المقابل، الأداء الهجومي للجزائر والعراق يضعهما في خانة المرشحين البارزين، فيما يظل المنتخب السعودي الأكثر استقرارًا حتى الآن.

ومع اقتراب الجولة الثالثة الحاسمة، تبقى البطولة مفتوحة على احتمالات عديدة، حيث تتنافس المنتخبات على المقاعد المتبقية وسط أجواء جماهيرية مميزة في الملاعب القطرية، لتؤكد أن كأس العرب 2025 ليست مجرد بطولة إقليمية، بل حدث رياضي وسياسي يحمل دلالات أعمق في المشهد العربي الراهن.
اقرأ أيضا: كأس العرب: جولة أولى مشتعلة – مفاجآت – أهداف – ورسائل تتجاوز المستطيل الأخضر




