إبراهيم بن على الوزير

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة ( 9 )

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة ( 9 )

حقائق التاريخ ودروسه

بقلم الأستاذ: عزيز طارش بن سعدان

الخميس23يناير2025_

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}

ومن يجادل في سنن الله وهي تفضي بهم وبأمتهم إلى نهايات يعرفها من استقرا

التاريخ وتتلمذ على الوحي.

وهم إذا بحثوا عن دواء الأمة فعن الظواهر يبحثون لا عن الأسباب الباعثة للأمراض المتفشية في المجتمع والصانعة لها…!

ورغم القوارع الثلاث لدولتهم ومجتمعهم:

قارعة التتار…!

جحافل الصليبيين …!

كارثة الأندلس…!

لم تدرس أسباب ما حدث ولم توضع الحلول الصحيحة»، ولا درست طرق العلاج، ولا أساليب الوقاية فاجتاحها «الاستعمار» ومزقها شر ممزق أرضاً وفكراً لا تملك إلا أن تأخذ بما يبهر عيونها من مجد وقوة وفكر. وهي الغازي «المستعمر الكافر»، أو تعود منكفئة على أسباب انحطاطها تجتر صديد الانحطاط» و «الانحراف» ولم تواجه الأمر مواجهة عقلية وعلمية لتستقرئ السنن الثابتة وتقف على الحقائق كما هي، وتتخلص من أدوائها.

أفكار على هدى وبصيرة…!!

وفي غمار جهلها وغفلتها وإعراضها عن الحقائق القائمة على العقل والعلم لم تستفق من مهانتها بالاستعمار وهي تظن أنها مشرفة على الحرية والاستقلال إلا لتمضي في غباء في الخطوط المرسومة لها من قبل أعدائها…!! وهكذا مضت إلى مآسي ما حدث في شبه القارة الهندية» والأطراف الإسلامية بلا استثناء وإلى «فاجعة فلسطين» وضياع معقد عزتها وكرامتها في «الأقصى»، ثم مضى لهب

الدم والعار إلى ما حول فلسطين من بلدان ضالة عن الحق، متخبطة في التيه…! والنوازل مستمرة بهذه الأمة في أكثر من مكان على الأرض!

وخلال ذلك جاءت نازلة اضطهاد الحركة الإسلامية الشعبية بشكل لم يسبق له في التاريخ ضريب أو مثيل…! (انتهى) أن مفكرنا القدير إبراهيم بن علي الوزير – رحمة الله – لم يكن غائبًا عن آلام وأحزان الشعوب العربية والإسلامية وما وقع من اعتداء عليها بالحديث عن قارعة التتار وجحافل الصليبيين وكارثة الأندلس. إن هذه الأحداث موجعة ومؤلمة جدًا في القلوب والعقول، ولإزالة الذكريات المؤلمة تذكرنا كتب التاريخ عن كل الوقائع الدموية التي عانتها الأمة الإسلامية من مآسٍ يندى لها كل مولود من هول ما وقع بالأمة الإسلامية من مآسٍ من تلك الغزوات ومن تلك الاحتلالات التي حدثت في الأندلس. إن الاحتفال الذي يقام كل عام وعلم الدولة الإسلامية يرفرف بأيديهم لأنهم من (قتل) كل مسلم في تلك البلاد التي كانت تنتج العلماء والأدباء. إن الوقائع والأحداث لتلك البلدان سواء من المغول أو الصليبيين أو من المسلمين أنفسهم، تبقى الضمائر حية مادام فينا مفكرون وعلماء وشعراء ومحدثون ومفسرون سوف يحيون الضمير الإنساني.

إن قضية الرابع عشر والخامس عشر الذي اجتمعت حولها كل أبواق البشرية تحت شعارات عدة، ولم يكن بن غريون إلا أداة منفذة ليس لها سيادة، لكن جرائمه غطت كل الجرائم في فلسطين المحتلة. ومن واجبات كل عربي ومسلم مسؤول -حسب استطاعته- عن نصرة إخوانه في فلسطين، والمجال في ذلك واسع ومفتوح، سواء بالمال، أو العلم، أو الإعلام، أو المقاطعة، أو الدعاء، وكل ذلك من باب الواجب وليس من قبيل التطوع أو التبرع، حتى لا نتوانى فيه أو نتكل فيه على الآخرين.

إن ما كان له مكانة في قلب مفكرنا الكريم وهذه الأمة وقياداتها غثاء كغثاء السيل، وهو مؤذٍ لكل مزارع فهم قطعان نتنة تطغى على الأمة العربية والإسلامية. إن التحكم في طليعة الشباب لا يمكن أن يؤثر عليهم حكام الغدر والخيانة، ولا سيما من حمل لب القرآن وكتب مفكرينا يرحمهم الله. ونقول للشباب الذين سوف يحملون نور الحرية في هذا الكون والذين سيغيرون مجرى العالم، إنهم الطليعة التي ستحقق الأمل. والقائد الناجح هو الذي يجوب نطاق عمله من أوله إلى آخره، ولا يجلس في مقر قيادته وينتظر من ينقل إليه الأخبار. ولهذا طاف ذو القرنين في أرجاء ملكه شرقًا وغربًا ليحقق ما أراد الله منه باستخلافه على الأرض. وهذه الكلمات إذا طُبقت ستحقق القيادة الناجحة، ويجب فتح قنوات اتصال بينه ومن هو مسؤول عنهم، {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً}

 يتبع في الحلقة القادمة … 

اقرأ أيضا للكاتب :أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (8)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى