تقرير رياضي: الأحمر اليمني الصغير بطل غرب آسيا للناشئين
لأول مرة في تاريخ الكرة اليمنية توج منتخبنا الوطني للناشئين بطلا لبطولة غرب آسيا للناشئين لكرة القدم (ألفين وواحد وعشرين).. بعد أن تمكن من تحقيق فوز ثمين على نظيره السعودية وعلى الأرض السعودية..
فعلها اليماني.. فعلها الأحمر الصغير.. فعلها ناشئو اليمن.. فعلها رغم الألم رغم المعاناة رغم المحن والظروف القاسية التي يكابدها اليمن واليمنيون..
بأقدامه الذهبية الغضة وجسمه النحيل خرق اليمني الصغير العادات وحقق معجزة حقيقية، وبأقدامه ايضاً اعتلى منصة التتويج بطلا يرفع عاليا كأس البطولة ومن حوله الذهب والأضواء والألوان البهيجة..
في أرض الدمام السعودية تغلب ناشئو اليمن على اليأس وهزموا الخوف وتخلصوا من لعنة رياضية أصابت الكرة اليمنية لعقود، فصنعوا النصر ورسموا الفرحة والبهجة وأدخلوا السرور إلى قلب كل يمني في داخل اليمن وخارجه وجبروا بخاطر الملايين المنكسرة بفعل سنوات من الحرب والدماء والخراب والدمار..
مجدداً أضيئت سماء صنعاء وكل المدن وبددت المفرقعات والالعاب النارية ظلمات جثمت على اليمن طيلة سنوات الحرب واشتعلت الأحياء والشوارع والحارات بأصوات النصر والهتافات الممزوجة بأصوات إطلاق الرصاص الذي كتبت أضواؤه كلمات السعادة عالية في السماء..
من على أرض ملعب تمكن اليمنيون الصغار من تحقيق معاني الوحدة واستعادة لذة الفوز المفقود، تغلبوا على خبث السياسة ومكر المتآمرين ومخططات التفرقة، وكأنما كانت اليمن على موعد من الفرحة فخرج اليمنيون كلُّ اليمنيين يهنئون بعضهم البعض فكسروا صمت الليل بصراخهم وبلذة النصر تجاوزوا لفحات برد الشتاء فاكتظت الساحات العامة بجموع المحتفلين..
بتقلدهم الذهبيات وباحتضانهم أول كؤوس النصر أثبت اليمنيون جلدهم وقوتهم وبعثوا للعالم رسالة مفادها إننا لا نستسلم للألم ولا ننكسر بفعل النوائب ولا نلين لصروف الزمان، متحدون وإن فرقتنا السياسية مجتمعون وإن حاول المغرضون تشتيت شمل اليمن وشق وحدة الصف..
احتفل منتخبنا الوطني للناشئين وحُق له أن يحتفل فقد دخل التاريخ وصنع المجد وحقق المستحيل رغم فقره وحسرته وألمه ومعاناته.. وثأر للكرة اليمنية عن عقود من الخسارة والهزائم المتكررة على امتداد التاريخ الرياضي، وأحيا الأمل في استعادة أمجاد اليمن وسيادتها وكرامتها..