تقرير: رغم الحرب والحصار.. اليمن يهزم جائحة فيروس كورونا
رغم الحروب والدمار، استطاع اليمن هزيمة جائحة فيروس كورونا عبر ما يسمى بمناعة القطيع كأول دولة في العالم حصلت على هذا النوع من المناعة ضد فيروس كورونا.
ويعتبر اليمن واحدا من أفقر دول العالم وأقلها استقرارًا، ولكن بحسب بعض النظريات والتقديرات استطاع أن يهزم جائحة فيروس كورونا.
وبحسب موقع “ذي ويك”، فإن المجتمع الدولي كان يخشى قبل ستة أشهر حدوث كارثة كبيرة في ذلك البلد مع بدء ظهور حالات الإصابة بكوفيد-19.
ونقل الموقع عن صحيفة “التايمز” قولها: “في واحدة من أكثر الأحداث المحيرة والمتعلقة بجائحة كورونا يبدو أن ذلك المرض قد اختفى بشكل كبير من اليمن وبنفس السرعة التي ظهر بها”.
وقبل ما يقرب من ثلاث سنوات من ظهور كوفيد -19 ، أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن هو أكثر الأماكن احتياجًا على وجه الأرض، جراء الحرب العنيفة التي يعيشها والتي أدت إلى حدوث كوارث كبيرة على مستوى البنية التحتية وتلبية حاجات الناس الصحية والغذائية الضرورية.
وكان عمال المنظمات الصحية قد توقعوا في وقت سابق أن يكون معدل الإصابة بفيروس كورونا نحو 90 بالمئة باليمن، حيث معظم الناس هناك باتوا محرومين من المياه النظيفة والمراحيض والحمامات الصحية.
لكن بحلول أواخر الصيف بدأ الناس يشعرون بالأمل، إذ رأى معظم سكان العاصمة صنعاء أنه لم يعد وجود لكورونا في مدينتهم المكتظة بالسكان، حيث لم يعد أحد يرتدي الكمامات الواقية.
وبحسب صحيفة “الجارديان فإن ذلك البلد الذي مزقته الحرب “يبدو أنه قد خرج سالماً نسبيًا من الوباء، حيث جرى الإبلاغ عن 2124 حالة إصابة فقط و 611 حالة وفاة حتى مطلع الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن الأطباء قولهم إنه رغم عدم وجود بيانات دقيقة عن عدد الإصابات بكورونا، فإن ذلك الفيروس التاجي لم يعد مصدر قلق.
وتشير الأبحاث التي أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى أن عدد الوفيات قد وصل في اليمن إلى 2100 بنهاية سبتمبر، وأن معظم تلك الوفيات حدثت في وقت مبكر من قدوم الجائحة.
ويرى بعض الخبراء أن الشعب اليمني باتت عنده “مناعة القطيع” وأن اليمن أول دولة في العالم قد حصلت على هذا النوع من المناعة ضد فيروس كورونا.
ووفقا لبعض الأطباء فإن غياب مرض السمنة وغلبة نسبة الشباب لدى الشعب اليمني، ساعدا على عدم انتشار المرض بتلك الصورة المخيفة.
ويعاني الملايين من اليمنيين الجوع والفقر والإهمال الطبي، بسبب استمرار الحرب على البلاد.
وتستمر الحرب على اليمن، وسط آمال بإنهائها، وجهود دبلوماسية أممية ودولية للتوصل إلى حل سياسي، فيما يبدو أن الجانب الميداني- العسكري أصبح أكثر تعقيدا.
ويدفع المواطن اليمني البسيط ضريبة الحرب، حيث بات الملايين على حافة المجاعة، إذا يعتمد 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية للبقاء أحياء.
وتقدر الأمم المتحدة مقتل أكثر 112 ألف شخص، منهم 12 ألف مدني، لكن الواقع يشير إلى أن الضحايا المدنيين أكثر من ذلك بكثير.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ”الأسوأ في العالم”، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة.