تقرير : أمريكا تدفع بالسعودية للسيطرة على محافظة حضرموت على غرار الجزر اليمنية
كشفت معلومات مؤكدة أن السلطات السعودية استدعت أمس الأول الأربعاء، كبار القادة العسكريين في محافظة حضرموت وطلبتهم للاجتماع معهم في منطقة شرورة السعودية الحدودية مع محافظة حضرموت.
مصادر عسكرية رفيعة في حضرموت أفادت بأن كبار القادة العسكريين في المحافظة وهم “فرج حسين العولقي – قائد اللواء 315 حرس حدود، واحمد علي هادي قائد اللواء 315 مشاة بمنطقة ثمود، وصالح طميس قائد المنطقة العسكرية الأولى، وعصام حبريش الجابري وكيل محافظة حضرموت الوادي، وسعيد علي العامري مدير أمن حضرموت الوادي” توجهوا الأربعاء الماضي إلى منطقة شرورة السعودية بعد استدعائهم من قبل قيادة التحالف للاجتماع بهم.
وأضافت المصادر أن الاجتماع تم بالفعل وأن قائد حرس الحدود وقائد اللواء 315 اتجهوا بعد الاجتماع من شرورة إلى مأرب، وفيما لم تبين المصادر ماذا دار أثناء الاجتماع بالسعوديين إلا أنها أكدت أن القيادات العسكرية اليمنية التي حضرت الاجتماع هي “لجنة ترسيم الحدود”.
وأكدت المصادر صحة ما تداولته وسائل الإعلام مؤخراً بشأن إقدام السعودية على نقل العلامات الخرسانية المبينة للحدود إلى منطقة خراخير، مشيرة إلى أن نقل العلامات تم قبل أسبوع وأنها تسعى إلى إنشاء منفذ بري جديد مع حضرموت والمهرة.
كما أكدت المعلومات الواردة من تلك المصادر في حضرموت أن المحافظ عقد اجتماعاً مع قيادات عسكرية سعودية متواجدة في المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، مؤكدة أن الاجتماع جرى فيه الاتفاق مبدئياً على إزالة اللواء 135 الذي يقوده يحيى أبو عوجاء واستبداله بلواء من أبناء حضرموت من الذين يتم تدريبهم وتجنيدهم حالياً في المنطقة العسكرية الأولى ومعسكر التحالف في منطقة القيعان، مشيرة إلى أن الاتفاق قد تم بشكل نسبي مع وجود بعض التحفظات من قبل الضباط اليمنيين.
وأشارت المصادر أن المعلومات التي توفرت لديهم تؤكد أن هناك توجه سعودي للسيطرة الكاملة على وادي حضرموت، ونقل القوات التابعة للإمارات إلى مطار الريان في المكلا وبلحاف بمحافظة شبوة.
وسبق أن كشف تقرير صحفي نشره موقع “العربي” كشف فيه أن السعودية توسعت داخل الأراضي اليمنية في محافظة حضرموت واقتطعت ما يقارب 42 ألف كيلوم متر مربع من الأراضي اليمنية، وقامت باستجلاب شركة نفطية سعودية ومدت أنابيب نفط من شمال محافظة حضرموت إلى الأراضي السعودية.
وأفاد التقرير عن “مصادر محلية” قولها “أن معسكر الخراخير في حضرموت كما سمته الرياض في صحراء الربع الخالي، وهو الحد الفاصل بين اليمن والسعودية وفق معاهدة جدة عام 2000م أصبح داخل الأراضي السعودية بعد أن أقدمت السلطات السعودية على اقتلاع أعمدة الإسمنت التي وُضعت كعلامات حدودية بين اليمن والمملكة في الصحراء وفق معاهدة جده الحدوددية من جوار المعسكر في محافظة حضرموت، ونقلها مسافة 700 كم إلى مثلث الشيبة على حدود عمان، لتقوم بغرسها ثانية داخل محافظة حضرموت بعمق 60 كم من العلامات الحدودية السابقة، مقتطعة بذلك 42.000 كم مربع من الأراضي اليمن”.
كما كشفت مصادر أمنية أن أعمال حفر واستكشافات نفطية ومد أنابيب تنفذها شركة “أرامكو” السعودية التي أدخلت مؤخراً عدداً من الحفارات إلى شمال حضرموت.
وأضاف التقرير عن المصادر المحلية أن السعودية قامت باستحداث منطقة مغلقة طوقت بنقاط من الحرس السعودي في منطقة الخراخير واستجلبت شركات شق وبناء مع عدتها من الشاحنات والجرافات ومئات من العمال يعملون في هذه المنطقة التي منع من الاقتراب.
وكانت مصادر محلية في قرية الخراخير كشفت عن أن السلطات السعودية منعت سكان قرية الخراخير اليمنية من بناء مساكن جديدة، وعرضت عليهم التنازل عن مساكنهم القائمة مقابل مبالغ مغرية، والانتقال إلى منازل بديلة قد تم تجهيزها لهم كمدينة سكنية في منطقة الشقق بداخل نجران، على بعد 120 كم من القرية الحالية ، مضيفة أن مدارسة المنطقة أغلقت من قبل السلطات السعودية ومنعهم من التعليم بعد أن رفض أهاليها التنازل عن منازلهم والخروج من ممتلكاتهم.
وكشفت المصادر عن مطالبة السلطات السعودية اليمنيين في قرية الخراخير بالتنازل عن هويتهم اليمنية مقابل منحهم الجنسية السعودية، فيما رفض الغالبية منهم تسليم هويتهم اليمنية.
كما ذكر التقرير أن عشرات المدرعات والأطقم السعودية التابعة للدفاع والداخلية والشؤون البلدية والقروية قامت باقتحام قرية الخراخير وتهجير سكانها بالقوة إلى الداخل السعودي، ولم تتراجع الحملة إلا بعد خروج النساء لمواجهتها بالسكاكين والأدوات الحادة من المطابخ بحسب مصادر إعلامية.
وكشفت المصادر المحلية أن معسكر الخراخير التابع للقوات اليمنية الذي تسلمته اليمن في يوليو عام 2004 هو المعسكر الوحيد في هذه المنطقة، إلا أن المعسكر لا يحتوي سوى عدد من الجنود يتسلمون إمدادهم من السعودية يوميا.
وتؤكد المصادر أن السلطات السعودية تمكنت خلال عامين من حربها على اليمن، من البسط على مساحات واسعة في ثمود وخراخير بحضرموت والمهرة، ولم يتبق للرياض إلا بضعة كيلومترات وسيكون لها منفذ إلى بحر العرب.
ويوجد إلى جانب معسكر الخراخير اليمني الذي فقد مهمته في الدفاع عن الاراضي اليمنية معسكر قوات النخبة الحضرمية وعلى مسافة 60 كم من الطريق الأسفلتي والشريط الحدودي الذي رسمته السعودية مؤخراً داخل حضرموت، وبحسب المصادر العسكرية أن هذه القوات جامدة وتتلقى الدعم المالي الضخم من السعودية لتمكين السعودية والامارات من ثروات حضرموت.
وذكر التقرير عن مصادر محلية في حضرموت أن الكثير من سكان القرى شمال حضرموت يترددون يومياً على مراكز سعودية خُصصت لمنحهم بطائق “تابعية، وأن شيوخ عشائر يتفاوضون مع مسؤولين سعوديين على ضم قراهم للمملكة بمباركة من قيادات معسكر “قوات النخبة الحضرمية”. كما أن الإمارت تقوم حالياً بمنح العديد من أبناء المهرة وثائق الجنسية.
وتشير المعلومات أن ما بين منطقة شرورة وخراخير توجد قاعدة عسكرية أمريكية للطائرات بدون طيار ومركز دعم وإسناد وخدمات لوجستية لـ”التحالف” الذي يخوض حربه في اليمن.
المصدر: المساء برس