وقفة احتجاجية تضامناً مع حاشد.. والرازحي يشبهه بزهرة لوتس.. وعرض بن حبتور “صدقة” وليس راتباً
في اليوم السادس من اضراب الناشط السياسي والحقوقي النائب البرلماني القاضي أحمد سيف حاشد تتكشف نوايا حكومية غير واضحة المعالم عن المرتبات وخصوصاً فيما يخص منتسبي وزارة الدفاع..
فقد ورد في خبر نشره “سبأ نت” أن الحكومة التزمت لمجلس النواب بصرف راتب للدفاع والأمن والمتقاعدين والجهاز الإداري للدولة قبل إجازة العيد.. في الوقت الذي ساوم رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور النائب حاشد برفع اضرابه عن الطعام مقابل صرف نصف راتب.. ونفذ نافذون أمام مجلس النواب صباح اليوم الأحد اضراباً تضامنياً مع حاشد ومطالبه التي اضرب من أجلها.
إلى ذلك كشف الكاتب الاستاذ عبدالكريم الرازحي أن أحدهم طلب منه نصيحة حاشد بالتوقف عن الاضراب، ملمحاً أنه صار اليوم بل سند يناصره، ووصف طالب النصيحة النائب حاشد بـ”ساذج وغبي لا يفهم منطق اللحظة ولا يفقه شيئاً في السياسية”.. إلا أن الأستاذ الرازحي رد على ذلك بتشبيه أحمد سيف حاشد بزهرة اللوتس.
ففي اجتماع عقد عصر السبت 19 أغسطس 2017، في مجلس النواب بين الحكومة ولجان مجلس النواب المختصة حضره النائب المستقل أحمد سيف حاشد رفض الأخير طلب رئيس حكومة الانقاذ، عبدالعزيز بن حبتور، برفع اضرابه عن الطعام، على أن تقوم الحكومة بصرف نصف راتب لموظفي الدولة “مدنيين وعسكريين”.
ووصف حاشد ما عرضه رئيس الوزراء بن حبتور بأنه “صدقة” و ليس راتباً، مؤكداً له بأن طرحه هذا يزيده إصراراً على مواصلة إضرابه عن الطعام.
يذكر أن حكومة “بن حبتور” التزمت أمام مجلس النواب قبل “4” أشهر بصرف مرتبات موظفي الدولة بشكل منتظم من أبريل 2017، غير انها لم تصرف سوى راتب شهر واحد فقط.
إلى ذلك نفذ ناشطون صباح اليوم الأحد 20 أغسطس 2017، وقفة احتجاجية امام مجلس النواب تضامناً مع النائب أحمد سيف حاشد المضرب عن الطعام، و تأييداً لمطالبه بصرف مرتبات موظفي الدولة “مدنيين وعسكريين” وصرف المعاشات التقاعدية والضمان الاجتماعي ومراجعة أسعار الوقود والغاز المنزلي.
من جهته كشف الكاتب الأستاذعبدالكريم الرازحي في مقالة له بعنوان: “حاشد وزهرة اللوتس” ما نصه: “جاء إليّ يطلب مني أنصح البرلماني أحمد سيف حاشد بالتوقف عن الاضراب وقال لي: في فبراير 2011 كانت أحزاب المشترك معه، وأبناء منطقته تعز معه، وشباب الأحزاب معه، والمستقلين معه ومع توكل، والكل انحاز لهما ولثورة الشباب، وكلهم كانوا مع التغيير ومع التحول. الآن الأمر مختلف، أحزاب المشترك ضده، وشبابها ضده وأبناء منطقته ضده، وحتى زملاؤه في البرلمان ضده، وهو ساذج وغبي لا يفهم منطق اللحظة ولا يفقه شيئاً في السياسة. يقدم على اضراب عن الطعام من دون ان يحسب حساب المتغيرات والتحولات التي حدثت منذ فبراير 2011 إلى أغسطس 2017″.
وقال الرازحي في مقاله أن سأل طالب تقديم النصيحة: هل قرأت شيئاً عن زهرة اللوتس..؟ إلا أنه أجابه: لم اقرأ عنها وهذي أول مرة أسمع بها منك..
إجابت طالب تقديم النصيحة دفعت الأستاذ الرازحي لتقديم شرح مستفيض عن زهرة اللوتس قائلاً إنها: “واحدة من أهم الظواهر الغريبة في الوجود. انها تنمو وسط المستنقعات ووسط الوحول والقذارة، وهي رمز للتحول والانسلاخ والاستحالة. انها تحول القذارة وتحول الوحل إلى عطر. الوحل قذر وقد يكون نتناً وزهرة اللوتس التي تنبت على ضفاف المستنقعات ووسط الوحول النتنة زهرة عطرة لذلك هي في الشرق رمز التحول ورمز الاستنارة والتنور”.
طالب تقديم النصح لحاشد سأل الأستاذ الرازحي: أيش تقصد بكلامك هذا..؟ وأيش العلاقة بين اضراب احمد سيف حاشد عن الطعام وبين زهرة اللوتس..؟
فما كان من الاستاذ عبدالكريم الرازحي إلا أن “يكعف” نفسه مشقة الشرح والتوضيح على النحو الآتي: “نحن يا أخي نعيش في مستنقع كبير، أحزابنا – برلماننا – حكوماتنا – نخبنا السياسية والحزبية والثقافية فاسدة وغارقة في الفساد، وهي بسبب أنانيتها وجشعها وأطماعها حولت وطننا الجميل الى مستنقع، وحولت كل شيء الى وحل. لكن في هذا المستنقع القذر ووسط هذا الوحل النتن الذي غدا أشبه بطوفان نبتت زهرة اللوتس العطرة وتجسدت أكثر ما تجسدت في البرلماني الانسان احمد سيف حاشد، ولن أقول “المناضل” لأن المناضل وغد وأحمد سيف ليس وغداً من الأوغاد، وهو ليس سياسياً لأن السياسي انتهازي ونذل واحمد سيف ليس بانتهازي ولا هو بالنذل”.
ومضى الأستاذ الرازحي مبيناً وموضحاً لطالب تقديم النصح للنائب حاشد بالقول: “لقد نبت حاشد أول ما نبت في بالوعة مجلس النواب، وفيما كان أعضاء البرلمان عبيداً لأحزابهم وأسيادهم كان حاشد يحتشد دوماً مع شعبه وينتصر له، وفي 2011 عندما احتشد حاشد في الساحة احتشد من أجل ان يصنع التحول وليس من أجل منصب أو مكسب”.
وأضاف الرازحي واصفاً حاشد: “كانت عيونه وهو في الساحة على وطنه وعلى شعبه فيما كانت عيون كل أولئك الذين نزلوا الساحات على السلطة”.
واستدرك عبدالكريم الرازحي: “كان هو يعطي ويضحي وكان كلما أعطى وبذل وضحى تضوع عطر عطاءه بنفس الطريقة التي يتضوع بها عطر زهرة اللوتس”.
ومضى الرازحي في توضيحه وتبيينه قائلاً: “إن ما يحتاجه وطننا اليوم لكيما يتحول من مستنقع الى وطن معطاء هو ظهور أناس مثل أحمد حاشد يحبون وطنهم بدلاً من حبهم لأحزابهم ومذاهبهم، ومناطقهم..أناس لديهم روح العطاء وليس روح الأخذ والكسب والاستئثار. ذلك ان العطاء هو الأداة التي تغتني به الحياة، وتغتني به الاوطان، وتغتني به الشعوب”.
وختم الأستاذ عبدالكريم الرازحي شرحه وتوضيحه بالقول: “إن البرلماني والانسان والمواطن احمد حاشد الذي يضرب عن الطعام لليوم الخامس تحت قبة بالوعة البرلمان هو اليوم زهرة لوتس هذا الوطن وعلى يديه تتحول قذاراتنا وكراهيتنا لبعضنا، ويتحول كل هذا النتن والوحل الى عطر”.
م.م