وسائل إعلام أمريكية تكشف معلومات عن معركة الساحل الغربي
أكد موقع “ذي إنترسبت” الأمريكي عدم صحة المزاعم الإماراتية بأنها لا تسيطر على الميليشيات الموالية لها.
وقال الموقع إن القوات الموالية للإمارات لا تستطيع السيطرة على مدينة الحديدة بمفردها. لافتا إلى أن الواضح أن تلك القوات تعتمد على القوة الجوية للتحالف السعودي والدعم البري الاماراتي.
وذكر مسؤول أمريكي سابق في البيت الأبيض، أن العديد من المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن الإمارات العربية المتحدة لن تهاجم الحديدة من دون دعم الولايات المتحدة.
وأفاد جوست هيلترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، بأنه لا يمكن للقوات الموالية للإمارات أن تنجح في مواجهة أنصار الله من دون دعم الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف: الجانب الإماراتي هو الآخر لا يستطيع النجاح في مواجهة أنصار الله من دون ضوء أخضر ودعم أمريكيين.
ولمّح هيلترمان إلى أن الترويج لفكرة أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة لا تملكان سيطرة على المقاتلين اليمنيين في معارك الساحل الغربي، يتيح للدولتين قدرة إنكار معقول، في حال تم الهجوم على الحديدة، في إشارة إلى محاولة الجانبين التهرب من المسؤولية عن تبعات المعركة، بخاصة على المستوى الإنساني.
واعتبر الموقع تصريحات الجانب الإماراتي حول غياب تأثير أبو ظبي على الفصائل اليمنية المقاتلة في الساحل الغربي لليمن، بأنها تتعارض مع المشهد على خط تلك الجبهة أواخر الشهر الماضي، والذي حمل إشارة على أن المقاتلين اليمنيين (هناك) لا يتحركون من دون أوامر إماراتية.
وحسب الموقع، أقر أحد المقاتلين في جبهة الساحل الغربي لليمن أن رواتبهم يجري دفعها من قبل الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مبالغ نقدية إضافية، يحصل عليها بعض عناصر المقاومة بصورة يومية في أكياس بلاستيكية على خط الجبهة.
ولفت إلى أن قادة ميدانيين في المقاومة ابلغوه بأنهم يتلقون أوامرهم من حكومة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك ضباط إماراتيين كباراً، يتمركزون على ساحل البحر الأحمر.
ونوه الموقع إلى أن نجاح القوات المدعومة من التحالف السعودي – الإماراتي في أي محاولة للسيطرة على الحديدة، غير مؤكد إلى حد بعيد.
وكشف الموقع، بالاستناد إلى تحليل عسكري أجراه الجيش الأمريكي في هذا الخصوص، أن تلك القوات تعاني من “ضعف إرادة (القتال)”، إلى جانب صعوبات أخرى يواجهها عناصر تلك القوات متصلة بـ ”الصيام في شهر رمضان المبارك من الفجر إلى الغروب”، على نحو يبطئ من وتيرة العملية العسكرية باتجاه الحديدة.
وبحسب الموقع، فإن عناصر عسكرية من تلك القوات، والمتمركزة على الخطوط الأمامية أقرت بأنها مترددة إزاء القتال في خلال الشهر المبارك.
واستند الموقع إلى الوثيقة العسكرية الصادرة عن الجيش الأمريكي، للوقوف عند ما سماه الانتكاسات الأخيرة للمقاتلين اليمنيين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة، عندما حاولوا الاندفاع شرقاً باتجاه مدينة تعز، التي تسيطر عليها حركة أنصار الله بصورة «جزئية».
وبحسب ما جاء في الوثيقة المذكورة، فإن الحرس الرئاسي الإماراتي أشار إلى أن عمليات شرق المخا لم تجر كما كان مخططاً لها، وأن (قواته) تكبدت العديد من الخسائر والإصابات.
وكما ورد في التقرير الأمريكي فإن القوات الموالية للإمارات وغداة محاولتها السيطرة على تلك المنطقة في العام 2017 وقعت تحت مرمى نيران أنصار الله، و عانت من إشكالات في استخدام الأسلحة، إلى جانب تعرضها لأعطال تشغيلية. موضحا أن الدوائر الإماراتية نفسها وصفت مسار المعارك هناك بالجهنمي والمهلك”.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن موقف الولايات المتحدة، الذي كان يعارض دعم عملية عسكرية بقيادة التحالف من أجل السيطرة على ميناء المدينة قد يكون في طور التغير.
وذكر الموقع بما جاء على لسان مسؤول أمريكي رفيع إلى صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق حين تحدث عن الحاجة إلى “تغيير الدينامية” في الحديدة، وأن مساعدة بلاده للإماراتيين للقيام بالعملية العسكرية هناك قد تكون أمراً جيداً.
وبحسب الموقع فإن أي اندفاعة عسكرية أخيرة باتجاه الحديدة، يبدو أنها تتوقف على مدى نجاح المبعوث الأممي الخاص باليمن مارتن غريفيث، ذلك أنه يقوم بمحاولة حاسمة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي، لتفادي المعركة التي تلوح في الأفق على الميناء الاستراتيجي، و هي محاولة يسعى من خلالها إلى إقناع أنصار الله بالانسحاب منه و وضعه تحت إشراف أممي أو دولي.
وأشار إلى نجاح الجهود السياسية للمبعوث الأممي مرتبطة بوجود قناعة لدى طرفي النزاع اليمني بأن أياً منهما غير قادر على كسب الحرب. مشددا على أن التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع اليمني في شأن الحديدة سوف يمهد الطريق نحو المزيد من المفاوضات السياسية، في حين أن البديل عن الاتفاق سوف يتمثل في تدشين صراع طويل ومدمر من أجل السيطرة على الحديدة.
ولفت الموقع إلى أن زيارة غريفيث الأخيرة إلى صنعاء، تم خلالها التداول في خطة سلام أممية منفصلة، عقب ساعات من مغادرة المبعوث الأممي لليمن. موضحاً أنها ما زالت طي الكتمان وأنها تتضمن دعوة أنصار الله إلى تسليم صواريخهم الباليستية، مقابل وقف الغارات الجوية من قبل التحالف السعودي – الإماراتي، إلى جانب اقتراح تشكيل حكومة يمنية عقب وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن يقدم غريفيث مقترحاته بخصوص الأزمة اليمنية بحلول منتصف الشهر الجاري.