وزير إسرائيلي يؤكد زيارة نتنياهو للسعودية ولقاء محمد بن سلمان
أكد وزير التعليم في حكومة نتنياهو، يوآف غالانت، ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية عن اجتماع عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي في السعودية، واصفا الخطوة بأنها “إنجاز مدهش”.
وقال غالانت، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “الحقيقة المؤكدة هي أن الاجتماع انعقد، وهذا أمر بالغ الأهمية، حتى لو لم يُعلن عنه رسميا بشكل كامل حتى الآن”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار السعودية سرًا يوم الأحد.
وأفادت هيئة البث وإذاعة الجيش في إسرائيل اليوم الاثنين، أن نتنياهو التقى في السعودية كلا من ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أثناء زيارة للمملكة.
ونقلت إذاعة البث الإسرائيلية عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم القول إن نتنياهو ومدير وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين سافرا جوًا إلى السعودية يوم أمس الأحد، والتقيا كلا من محمد بن سلمان وبومبيو في مدينة نيوم.
“زيارة مثمرة”
ونشر الحساب الرسمي للخارجية الأمريكية على موقع تويتر منشورا وصف لقاء وزير الخارجية الأمريكي وولي العهد السعودي في نيوم بأنه كان مثمرا.
وجاء في تغريدة الخارجية الأمريكية صباح الاثنين: “زيارة مثمرة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نيوم اليوم. قطعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية شوطًا طويلاً منذ أن قام الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود بوضع حجر الأساس لعلاقاتنا لأول مرة قبل 75 عامًا”.
ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بيانات تتعلق بتتبع حركة الملاحة الجوية تشير إلى أن طائرة رجال أعمال كانت تقل نتنياهو انطلقت في رحلة من تل أبيب إلى منطقة نيوم شمال غربي السعودية على ساحل البحر الأحمر، حيث كان مقررًا أن يجتمع محمد بن سلمان وبومبيو يوم الأحد.
من جانبه نفى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ما ذكرته تقارير إعلامية إسرائيلية عن اجتماع ضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في السعودية.
وغرد الأمير فيصل بن فرحان على موقع تويتر قائلا: “طالعت تقارير صحفية عن اجتماع مزعوم بين ولي العهد ومسؤولين إسرائيليين أثناء الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. لم يحدث اجتماع كهذا. المسؤولون الحاضرون كانوا أمريكيين وسعوديين وفقط”.
“حزن” فلسطيني
وفي جلسة حكومية، اليوم الاثنين، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية عن “حزنه” إزاء الأنباء التي تتحدث عن قيام دول عربية بمباحثات حول فتح سفارات لها في إسرائيل.
وأكد أشتية رفض محاولة البعض تصوير التطبيع مع دول عربية على أنه “بديل للسلام مع الفلسطينيين”، واصفا ذلك بأنه “هروب من الحقيقة”.
ووصف القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، زيارة نتنياهو للسعودية بأنها “خطيرة”، داعيا الرياض إلى توضيح حقيقة ما حدث.
وغرد أبو زهري على موقع تويتر قائلا: “المعلومات حول زيارة نتنياهو للسعودية خطيرة – إن صحت. وندعو السعودية لتوضيح ما حدث لما يمثله ذلك من إهانة للأمة وإهدار للحقوق الفلسطينية”.
قطار التطبيع
ويحاول بومبيو إقناع السعوديين أن يسلكوا الطريق الذي سلكته دول عربية مؤخرا، وهي الإمارات والبحرين والسودان، وأن يدشنوا علاقات رسمية مع إسرائيل.
كانت السعودية قد سمحت للطيران الإسرائيلي بعبور أجوائها للوصول إلى محطات خليجية وآسيوية.
وأبرمت إسرائيل اتفاقين للتطبيع مع الإمارات والبحرين، وبعدها بأسابيع أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقة السودان على التطبيع مع إسرائيل، بالتزامن مع الإعلان عن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ذلك الإعلان، إن “اتفاقيات التطبيع الثلاث مع الدول العربية أنهت العزلة الجغرافية لإسرائيل بتوفير رحلات جوية أقصر وأرخص ثمنا”.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي: “نحن نغير خريطة الشرق الأوسط”، مشيرا إلى لوح أبيض عليه رسوم بيانية لممرات الطيران.
وقال نتنياهو حينها: “سيكون هناك المزيد من الدول”.
وبعد توقيع اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تكهنات بقرب لحاق المملكة العربية السعودية بقطار التطبيع.
وكان ذلك إثر بث حلقات من مقابلة في قناة العربية التلفزيونية مع رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفير السعودية في واشنطن لفترة طويلة، الأمير بندر بن سلطان آل سعود، والتي حمل فيها بشدة على القادة الفلسطينيين لانتقادهم تحركات دول الخليج الأخيرة للسلام مع إسرائيل.
وقال الأمير بندر في المقابلة التي بُثت في ثلاثة أجزاء “هذا المستوى الهابط من الخطاب ليس ما نتوقعه من مسؤولين يسعون للحصول على دعم دولي لقضيتهم”.
وأضاف “إن تجاوزهم (القادة الفلسطينيين) على قادة دول الخليج بخطاب مُستهجن هو أمر غير مقبول كليا”.
وكان القادة الفلسطينيون قد وصفوا في البداية تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع إسرائيل بأنه “خيانة” و “طعنة في الظهر”.