مهانة وذل وتبعية.. يقابلها حرية وعز وكرامة
شتان بين برلماني حر شريف وطني يرفض العدوان على وطنه وشعبه ويتقدم الصفوف للتنديد بالمعتدين، ويطالب بمستحقات أبناء وطنه ويدافع عنها وعنهم.. وبرلماني آخر رمى نفسه في احضان المعتدين وكان غطاءً تبريرياً للعدوان على وطنه وأبناء شعبه.
فنموذج البرلماني الأول يعيش في وطنه وبين أبناء وطنه حراً عزيزاً شامخاً كريماً رأسه مرفوعاً إلى عنان السماء.
بينما نموذج البرلماني الآخر رضي لنفسه الذل والمهانة لدى وعلى يد أعداء وطنه الذين سلم لهم كرامته وعزته وأنفته وقبل لنفسه المهانة والذل والتبعية.
ومثل هذا النموذج المهان هم من نشر عنهم موقع “الشرق الأوسط أونلاين” خبراً مفاده أن سلمان بن عبدالعزيز التقى مساء أمس الثلاثاء اعضاء مجلس النواب اليمني.
الخبر إياه لم يكتف بما ذكر، بل مضى في إظهار الشكل المهين ليعلن أن أعضاء مجلس النواب اليمني تشرفوا بالسلام على نائب خادم الحرمين الشريفين.
وليس ذلك فحسب، بل مضى الخبر ليسجل أن جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لها الاثر الكبير في تخفيف المعاناة.. ويصل الخبر إلى القول إن السعودية تبوأت المرتبة الأولى في قائمة الدول المانحة لليمن خلال الثلاثين سنة الماضية، ويضيف الخبر إشارته إلى ما يلاقيه اليمنيين من رعاية خاصة.
ما ورد في الخبر وذكرناه سابقاً يؤكد على أن السعوديين لا ينظرون إلى اليمنيين إلا كمعانين محتاجين.. ويمضي الخبر في إظهار المنّ والأذى حين يتطرق أن السعودية صاحبت فضل على اليمنيين خلال الثلاثين سنة الماضية.
لا يجب أن يعترض أحد على ما جاء في الخبر، بل عليه أن يؤكده تأكيداً كاملاً.. ليس لشيء، إلا لأن الخبر يتحدث عن اليمنيين الذي يتواجدون على أبواب أمراء المملكة لاستجداء أي شيء من الفتات المغمس بالمهانة والذل والتبعية، وعلى رأس هؤلاء نواب برلمانيين وغيرهم من المسؤولين الذين فضلوا الذل والمهانة والتبعية مقابل الحصول على هذا الفتات، إضافة إلى بعض الشخصيات التي فضلت كذلك المكاسب المهينة والمذلة على العيش الحر الكريم.
أما المواطنون اليمنيون الشرفاء الأعزاء الأحرار الكرام فهم الباقون على تربة وطنهم مدافعون عنها صامدون صابرون قانعون بما قُسم مما يقيم الأود رافضون الاعتداء على بلادهم ومواطنيهم ومواجهون للعدوان باذلون في سبيل حرية وسيادة واستقلال وطنهم أغلى ما يملكون.
ولذلك ليس غريباً أن نقرأ في الخبر ذاته أن أحد هؤلاء الذين رضوا لأنفسهم الذل والمهانة يعبر عن الثقة في تحالف العدوان بقيادة المملكة في المضي بتدمير الوطن اليمني وقتل أبناء الشعب اليمن تحت يافطة الارتزاق والخيانة (استكمال تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية من سيطرة الانقلابيين)، ويمضي هذا المهان الذليل مستجدياً السعودية التي قال إنها ستقود عملية إعادة الإعمار.. ويصل في مغالطة نفسه ومبرراً لها خيانته واهانته إلى المطالبة بما لم ولن يتم ممنياً نفسه بالقول إن “الوضع الطبيعي لليمن هو بين إخوانه في مجلس التعاون الخليجي”، مدعياً أن ذلك “يجنب اليمن اختطافه من المشروع الإيراني التدميري”.
فطوبى للأحرار الشرفاء الرافضين للذل والمهانة.. الساعين لتقديم أرواحهم وفلذات أكبادهم من أجل يمن حر كريم عزيز مستقل كامل السيادة على أرضه.
والخزي والعار والمهانة والذل للخونة الذين فضلوا فتات الأمراء وساندوا ودعموا وأيدوا المعتدين على اليمن وشعبه العظيم.
م.م