مركز بروكينغز الأمريكي: السعودية والإمارات تواجهان هزيمة محققة في اليمن
استنكر الباحث “دانيال بايمان” في المعهد البحثي الأمريكي “بروكينغز” توريط وليي عهد السعودية وأبو ظبي لبلديهما في المستنقع اليمني حيث استنزفت الحرب على اليمن ثروات السعودية والإمارات بعد استمرارها مدة طويلة حيث أن قادة تحالف العدوان اعتقدوا في البداية أن العملية برمتها ستنتهي خلال أسابيع.
وقال “بايمان” في مقال نشره على موقع المعهد إن السعودية بدأت حملتها العسكرية على اليمن عام 2015؛ بهدف الإطاحة بالحوثيين الذين تعدهم القيادة السعودية قريبين من إيران وبدلاً من محاولة الإمارات إقناع أصدقائها في الرياض فإنها دخلت معهم في مستنقع اليمن؛ أملا بأن تهزم إيران.
وأضاف أدت الحرب على اليمن إلى تدهور الأوضاع الإنسانية يوماً بعد يوم وللإمارات والسعودية أيضا حيث تحولت لكارثة أيضاً لكل من الدولتين.
أبو ظبي دفعت رواتب للمرتزقة من كولومبيا
ويشير الكاتب إلى أن الإمارات والسعودية أعلنتا عن التدخل لإعادة هادي وأنضمت إليهما البحرين ومصر والكويت والأردن والسودان والمغرب التي كان دافعها نوع من الشعور بالواجب لا القلق من دور الحوثيين في اليمن فيما فتحت جيبوتي وإرتيريا والصومال أجواءها وموانئها للتحالف العسكري وكانت قطر عضواً رمزياً في التحالف حتى توترت علاقات الدوحة مع الإمارات والسعودية ما أدى إلى دعوتها للانسحاب من التحالف العسكري.
ويلفت إلى أنه بالإضافة إلى الجنود السعوديين والإماراتيين فإن أبو ظبي دفعت رواتب للمرتزقة من كولومبيا وأفريقيا وجندت السعودية الآلاف من السودانيين فيما زعمت الأمم المتحدة أن إريتريا نشرت قواتها في الحرب وتستخدم الطائرات الإماراتية مطار مصوع للقيام ببعض العمليات ودعمت الولايات المتحدة وبشكل كبير هذا التدخل من خلال إعادة تزويد الطائرات بالوقود وتوفير الذخيرة.
العملية لن تحتاج إلا أسابيع
ويقول الباحث إن الإمارات والسعودية اعتقدتا أن هذه العملية لن تحتاج إلا لعدة أسابيع حيث حققت الفصائل الموالية لهما تقدما وسيطرت على عدن في الجنوب ودعمت الرياض عددا من القبائل والفصائل العسكرية وعملت مع حزب الإصلاح وهو أهم حزب إسلامي يمني له ارتباطات مع الإخوان المسلمين إلا أن الإمارات تبغض الإخوان وعملت على تقويض سلطتهم في مصر وليبيا ومناطق أخرى ودعمت الحراك الجنوبي والجماعات السلفية التي لا تثق بحزب الإصلاح وتنظر إلى الحوثيين على أنهم مرتدون.
ويشير إلى أن التقدم توقف وحاولت القوات المدعومة من السعوديين والإماراتيين التحرك نحو المناطق القريبة من تلك التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية وبدا النصر السريع مثل بقية الآمال السعودية في اليمن مجرد وهم وبعد أكثر من 3 أعوام شنت السعودية أكثر من 150ألف طلعة وأنفقت المليارات على الجهود الحربية في الشهر وأدت الغارات الجوية إلى تدمير معظم المدن والمناطق اليمنية وقتل آلاف المدنيين ورغم هذا كله صمد اليمنيون وفي الوقت ذاته غيرت الفصائل ولاءاتها وغيّر علي عبدالله صالح معطفه ووافق في عام 2017 على العمل مع السعوديين وقٌتل قبل أن تتحقق مكاسب من هذا التغيير وهناك بعض المليشيات العاملة معه تعمل الآن مع القوات التي تشرف عليها الإمارات.
ويؤكد الكاتب أن التحالف السعودي لن يستطيع تحقيق نصر وأضح فرغم تفوق القوات التي تدعمها الإمارات عدداً وعتاداً ومالاً بشكل يجعل من السيطرة على الحديدة أمراً محتوماً إلا أن سلطة صنعاء تسيطر على مناطق واسعة في شمال اليمن حيث تعيش غالبية اليمنيين وحتى لو خسرت صنعاء وبقية المدن الكبرى فستكون لديها البراعة والقدرة على شن حروب عصابات وسيحتفظون بعشرات الآلاف من المقاتلين تحت إمرتهم لدعم مطالبهم.
السعودية والإمارات عاجزتان
ويشدد الباحث أنه حتى لو أبعدنا العامل الحوثي فليس من الواضح الطريقة التي يمكن من خلالها تحقيق تسوية ترضي طموحات الجماعات المتعددة التي جمعها الإماراتيون والسعوديون ولو تجاهلنا الكارثة في اليمن فإن التدخل السعودي والإماراتي قد فشل وأصبح البلدان في مستنقع اليمن فهادي ليس في السلطة ويقاتل أفراد التحالف بعضه الآخر.
وأضاف أن تنظيم القاعدة أصبح أقوى واليمن أقل استقراراً مما كان عليه بالإضافة لكون إيران قوية من منظور السعودية والإمارات ورغم أن الحوثيين ليسوا دمى إيرانية ويؤكد أن الحرب على اليمن قد فاقمت الفقر والجوع ودفعت البلد إلى حافة الانهيار وقتل فيها أكثر من 10 آلاف شخص أغلبهم من المدنيين لكن هذا يبدو ضئيلا مقارنة مع العدد الأكبر من المصائب الأخرى التي أنتجتها الحرب: المجاعات والأمراض فقد مات أكثر من 50 ألف طفل يمني عام 2017 ومئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، ونزح حوالي 3 ملايين يمني وبحسب الأمم المتحدة فإن نسبة 75% من سكان اليمن البالغ عددهم 22 مليون نسمة بحاجة لمساعدة من نوع ما وهناك 11 مليون مصنفون على أنهم بحاجة لمساعدة عاجلة وعانت البلاد من أسوأ كارثة كوليرا يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية وعاد تنظيم القاعدة وأصبح أكثر قوة.
ويختتم الباحث بالقول إن السعودية والإمارات عاجزتان وإن نهاية الحرب ستكون أمراً جيداً لهما ولليمن.