اخبار محليةالكل

لماذا هذا التطبيع والتنازلات العربية للعدو الإسرائيلي الحلقة (1)

 إن اتفاقية العار الخليجية الإسرائيلية هي الوسيلة التي تريد إسرائيل من خلالها تحقيق حلمها بإقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات ولقد انضمت إليهم بعض الدول العربية كمصر والسودان في ذلك التطبيع علناً وبدون خجل أو حياء من أبناء فلسطين المحتلة أو باعتبار كونهم مسلمين. ولعل حكام الخليج لا يوجد لديهم أي مانع من إقامة تلك الدولة ولكنهم لا يعلمون أو قد يكونوا يستغبون بأنهم البقرة الحلوب للعدو حيث تُعد إسرائيل قانون يسمح لها بمحاسبة العالم الإسلامي على سوء معاملتهم لليهود بدفع تعويضات لليهود من وقت نزول الوحي على نبي الرحمة محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام الذي قضى على اليهود في الجزيرة العربية بأمر رباني نضرا لخيانتهم ونقضهم للعهود والمواثيق واتفاقهم مع المشركين للقضاء على دولة المسلمين الوليدة في ذلك العصر، وللأسف الشديد لم تكتفي تلك الدول الخليجية بالتطبيع مع اسرائيل بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وبكل وقاحة قامت بالتصريح بمساندتها إصدار ذلك القانون ومطالبتها للملكة العربية السعودية بتعويض اليهود بحجة أنهم أصحاب أرض الحجاز وتم طردهم منها.

    هناك دول خليجية مهتمة، بشكل خاص، بالأمن السيبراني الإسرائيلي، وأنظمة المراقبة والتقنيات العسكرية الإسرائيلية، وإمكانية الشراكة مع شركات التكنولوجيا الإسرائيلية في تطوير هذه الأنظمة القمعية التي تتخذها وشعبها وشعوب المنطقة كفئران تجارب لكل المنتجات الإسرائيلية في جميع ما تم إنتاجه من قبل العدو الاسرائيلي وكأن العالم العربي حقل تجارب لتلك التجارب القذرة. إن موافقة حكام الخليج لتلك التجارب على شعوبها هي من أجل بقاء حكمهم في تلك الدول بحماية العدو لهم وكأن الحياة والممات بيد إسرائيل ولم يتدبروا القران الكريم في الآيات المحكمة عن اليهود والنصارى لقوله تعالى (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)).

     ألم يعلم حكام العرب المسلمين وعلماء السوء مثل السديس وووولخ وأمثالهم ما قاله الله عن اليهود وأعمالهم وصفاتهم حيث لليهود صفات ندر أن تجتمع في غيرهم، ولشدة خطرهم خصص لهم القرآن الكريم مساحة واسعة لم تخصص لغيرهم، ولا حجة لأي مسلم أن ينخدع باليهود بعد كل ما جاء في القرآن الكريم من تحذير منهم، صدَّقه التاريخ والواقع والحس والمشاهدة، ولا تجد صفة من صفات اليهود في القرآن الكريم إلا وتستحضر منهم وهناك عشرات الأدلة من التاريخ القديم والوسيط والحديث. مثل كتمانهم الحق والتواصي فيما بينهم على ذلك، قال تعالى: ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(76)) والبخل الشديد، ويشكوا من ذلك كل من خالطهم مباشرة بل وحتى من دخل معهم فيما يسمى (مفاوضات السلام) وقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا(53)) وكذلك أكل أموال الناس بغير حق من ربا واحتيال وخداع بشتى صوره، واليهود هم سادة العالم في ذلك قال تعالى ( وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(62)) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34)) وقال تعالى (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161))

    لماذا هذا الخوف من العدو الإسرائيلي وهم اجبن ناس على وجه الأرض ويحرصون الحياة القاسية لأنهم جبناء لقوله تعالى (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)) وهم كل يهودي أن يحيا الحياة، ولا يهمه أي حياة.    

    وإذا قاتلوا فهم يقاتلوا في مستوطنات محصنة لأنهم جبناء وقال تعالى (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ(14)) إنهم أكبر من يخون العهود ولا يوجد وعود مقدَّسة عندهم وكثيراً ما اشتكى الوفد الفلسطيني المفاوض معهم من إعادة مناقشة قضايا سبق الاتفاق عليها، ثم إعادة مناقشة ما نوقش ونوقش وهكذا وقال تعالى (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(100)). وهم من يحرف الكلام عن موضعه وقال تعالى عن ذلك (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا(46)).

     وهم من أكبر المفسدين في الأرض حيث يؤججون الرأي العام وأكثر المشاكل التي تحدث في العالم تجدهم من يقوم بإثارتها قال تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)). وهم أيضاً من يقومون بقتل خيرة الناس من علماء ودعاة قال الله تبارك وتعالى (ويَقْتُلُونَ الَذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ (21)).

    ولكن الحق سوف يظهر من الله تعالى للذين يصدقون القول ويتبعون أحسنه ويؤمنون بما جاء من عند الله تعالى والذين يصدقون بوعده، إنه وعد من الذي خلق السموات والارض قال تعالى (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(32))

 

بقلم/ الشيخ عزيز بن طارش سعدان  شيخ قبلي الجوف برط  ذو محمد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى