صراع الايديولوجيا والسياسة بين الغرب والاسلاميين
بقلم الدكتور سعيد الشهابي …
أيا كانت نتائج الثورات التي اندلعت العام الماضي، فان الخشية الغربية سوف تتواصل في السنوات المقبلة من ظاهرة صعود الاسلاميين الى الحكم، عن طريق صناديق الاقتراع. وتجربة مصر الحالية التي قفز فيها العسكر على الارادة الشعبية بحل البرلمان المنتخب، لا تجيب على التساؤل حول ما اذا كان الغربيون قد تعلموا الدرس القاسي من التجربة الجزائرية قبل عشرين عاما. في تلك التجربة تواطأ الغربيون مع العسكر في انقلابهم ضد الخيار الشعبي والغوا التجربة الديمقراطية. وكان من نتائج ذلك الانقلاب تعمق ظاهرة العنف التي حصدت ارواح اكثر من مائتي الف جزائري على مدى العقد التالي. ولو انحصر العنف بالمحيط الجزائري فلربما تم التغاضي عنه من قبل الغربيين، ولكن كان من ذيول تلك التجربة الدموية تنامي ظاهرة الارهاب الذي بلغ ذروته في حوادث 11 سبتمبر 2001.
واتضح من تلك التجارب ان من غير الممكن هندسة الاوضاع السياسية بشكل دقيق، بل ان عددا من النتائج واضحة منها اولا: ان البديل للخيار الشعبي المؤسس على ممارسة ديمقراطية هو العنف الخارج عن القانون والقيم وغير المحدود جغرافيا او قيميا او دينيا. ثانيا: ان الظاهرة الاسلامية اصبحت واقعا وان الغربيين لا يستطيعون تجاوزها كما حاولوا فعله في التجربة الجزائرية.