صحيفة صهيونية: إسرائيل بدأت بتزويد الإمارات بالسلاح بعد انكشاف جريمة قتل المبحوح
بعدما كشفت قبل أسبوع أن التطبيع مع الإمارات ليس سوى صفقة “سلام مقابل سلاح” كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الثلاثاء أن إسرائيل بدأت بتزويد الإمارات بأسلحة حساسة عام 2010 كنوع من إسكاتها بعد فضح جريمة اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح داخل فندق البستان في دبي قبل عشر سنوات. كما كشفت النقاش حول إمداد الإمارات بطائرات أمريكية متطورة من طراز “إف 35” وهو رأس الجبل الجليدي لمداولات أوسع بكثير تدور بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبين جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي في هذا الشأن.
وقالت الصحيفة إنه بينما يعارض جيش الاحتلال بيع أي أسلحة إسرائيلية متطورة للإمارات فإن جهاز الموساد وبعلم من نتنياهو، يمارس الضغط من أجل إمداد الإمارات بأسلحة وبمعلومات فائقة السرية، في حين يعارض الجيش ذلك خشية تسريب هذه المعلومات لجهات معادية لإسرائيل لاحقا.
وتنقل “يديعوت أحرونوت” عن مصادر مطلعة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي يدأب هو والموساد منذ عامين على إقناع وزارة الأمن بالموافقة على بيع معدات للإمارات لا تقتصر على قدرات استخباراتية، بل أسلحة هجومية متطورة ودقيقة. وتضيف: “لهذا السبب لم تقع مفاجأة كبرى في الأسبوع الماضي عند الكشف عن إمكانية بيع طائرات الأمريكية المتطورة للإمارات كجزء من اتفاقية السلام مع إسرائيل”.
وجاء في التقرير الصحافي أن الإمارات من وجهة نظر إسرائيلية، تعتبر “دولة خاصة”، ولهذا فإن إسرائيل تبيع لمثل هذه الفئة من الدول أسلحة ذات سرية غير فائقة، حتى إذا تسربت إلى دولة معادية لن يكون أثرها فادحا.
ومن المعروف، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، أن إسرائيل وقعت في مأزق عميق عقب اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي عام 2010، ومن أجل تهدئة الإمارات وبجهود الموساد، تقرر بيع بعض أنواع الأسلحة الإسرائيلية للإمارات. كما تكشف “يديعوت أحرونوت” أنه على ضوء ذلك عرضت إسرائيل على الإمارات أنظمة أسلحة إسرائيلية سرية، ومنذ ذلك الحين بدأت باستيراد الأسلحة المتنوعة من سوق الأسلحة الإسرائيلية، بينما تعهدت أبو ظبي بعدم تسريب هذه الأسلحة لجهات معادية لدولة الاحتلال.
كما توضح أنه من أجل تحاشي تعمق الأزمة واحتوائها أرسل رئيس الموساد في ذلك الوقت، تامر باردو، إلى الإمارات، وكانت استعادة العلاقات مشروطة بموافقة إسرائيلية على بيع عدد من الأسلحة إلى الإمارات. وتتابع: “منذ ذلك الحادث استفادت الإمارات بالفعل من سوق أسلحة مفتوح ومتنوع إلى حد ما مقابل إلزام إماراتي بعدم نقل الأسلحة إلى عناصر معادية لدولة الاحتلال”. وفقا للتصور الحالي لوزارة الأمن المناهضة لبيع الطائرات من طراز “إف 35” لا يزال بيع المعدات والأسلحة على مستوى عال من السرية لدول الخليج ويشكل خطرا يتمثل في انتقال المعدات والمنظومات المعلوماتية المعرفية الإسرائيلية إلى جهات معادية، خاصة في ضوء “التغلغل الإيراني في المنطقة”.
ضغوط الموساد
كما ورد في التقرير، فإن ديوان رئيس الوزراء والموساد يحاولان حاليا إقناع وزارة الأمن بالتساهل في بيع الأسلحة المتطورة إلى الإمارات وذلك من باب تعزيز العلاقات بين الدولتين ولأسباب اقتصادية.
كشفت عن ضغوط الموساد الآن لبيع أسلحة متطورة إلى الإمارات
من ناحيتها ووفقًا للتصور الحالي لوزارة الأمن، لا يزال بيع معدات عسكرية فائقة السرية لدول الخليج يشكل خطرًا يتمثل في إمكانية تسريب هذه المعدات والمعرفة الإسرائيلية إلى أيدٍ معادية، إذ أن المنطقة خاضعة لحراك إيراني نشط. وبسياق متصل قال وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو قبل مغادرته تل أبيب إلى الخرطوم إن العالم سيتجه للاعتراف بإسرائيل مكررا التزام بلاده بأمنها وتفوقها العسكري.
تطبيع مع السعودية؟
في حديث لصحيفة “جروزاليم بوست” وضمن دفاعه عن إسرائيل والترويج لها قال إن دول الشرق الأوسط بما فيها إيران ستدرك يوما ما أنه من مصلحتها التطبيع مع إسرائيل. وتابع: “لدي توقعات كبيرة بأن نشهد اعترافا عالميا بإسرائيل كبيت الشعب اليهودي وأنهم باقون هنا ولذلك لا أترك أي دولة خارج إطار توقعاتي على أساس أن العالم سيفهم يوما ما أن التطبيع مع إسرائيل يخدم بقية الشعوب”.
وبخلاف مزاعم الإمارات قال بومبيو إن الضم لم يلغ وتابع: “لاحقا ستتم مكافئة إسرائيل على نفسها الطويل وإرجائها عملية فرض السيادة على مناطق في الضفة الغربية لتصبح جزءا من “صفقة القرن” ومستقبلا ستكافئ إسرائيل بعد توقيع الاتفاق بين نتنياهو ومحمد بن زايد“.
وفي تلميح غليظ لوجود بنود سرية في التطبيع مع الاحتلال أكد بومبيو أن إسرائيل التزمت في اتفاق التطبيع مع الإمارات بتأجيل الضمّ لفترة محدودة معربا عن أمله أنه عندما يلتقي القادة من الطرفين برعاية أمريكية وجها لوجه سيتم فهم الموضوع بشكل جلي أكثر وستحصل أسئلة مفتوحة على أجوبتها. ردا على سؤال عما إذا كان ينوي ضم السعودية لدائرة الاستهداف وصولا للتطبيع مع إسرائيل خلال جولة مداولاته الخليجية اليوم وغدا قال بومبيو إن كل العالم سيفهم يوما ما ويتجه نحو علاقات كاملة معها. وكرر التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وبصيانة تفوقها العسكري النوعي في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن بلاده باعت للإمارات قبل 20 سنة “سلاحا متطورا كي تبقى آمنة”، وهناك من اعتبر هذه التصريحات إشارة لصفقة السلاح التي وصفتها يديعوت أحرونوت بـ”سلام مقابل سلاح”.
إلغاء لقاء ثلاثي
يذكر أن مصادر في إسرائيل قالت ليلة الإثنين إن الإمارات ألغت اجتماعا كان مقررا بين سفيرتها لنا نسيبة والسفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة غلعاد أردان والسفيرة الأمريكية كالي كرافط في نيويورك بعد أيام بسبب تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ضد صفقة سلاح بين واشنطن وأبو ظبي. ونقلت صحيفة “معاريف” عن مصدر إماراتي الثلاثاء قوله إن الإمارات خائبة الأمل من تصريحات نتنياهو الذي يعرب عن معارضته علانية لصفقة ابتياع أسلحة متطورة من الولايات المتحدة خاصة مقاتلات من طراز “إف 35” تعتبرها إسرائيل سلاحا استراتيجيا من شأنه تهديد أمنها بحال كانت بحوزة دول أخرى في الشرق الأوسط.