أخبار عربي ودوليالكل

صحيفة بريطانية تكشف عن تصدعات داخل صفوف التحالف بقيادة السعودية بشأن جزيرة سقطرى

تطرّقت صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، في تقرير خاص، اليوم الإثنين، إلى الخلاف الإماراتي السعودي حول السيطرة على جزيرة سقطرى جنوبي اليمن، معتبرة أنّ الأزمة الأخيرة التي شهدتها الجزيرة، كشف التصدعات بصفوف التحالف العربي بقيادة الرياض، ومطامع أبوظبي في خليج عدن.

ولفتت الصحيفة، إلى أنّ دولة الإمارات كانت قد نقلت بعضاً من قواتها العسكرية إلى جزيرة سقطرى اليمنية، لتسيطر على مينائها ومطارها، وطردت منهما العمال اليمنيين، في خطوة تسبّبت باحتجاجات دفعت بالحكومة اليمنية في المنفى، إلى طلب التدخل السعودي لحل الأزمة.

ورغم تصريحات رئيس وزراء حكومة هادي، عن انتهاء الأزمة حول سقطرى، وعودة العلم اليمني ليرفرف فوق موانئ الجزيرة البحرية والجوية، كشفت الصحيفة البريطانية، في حواراتها مع السكان عن واقع يخالف هذه

تسعى الإمارات، بحسب “ذي إندبندنت”، لبناء إمبراطورية في خليج عدن أهم معبر للغاز والنفط في العالم

وقالت الصحيفة، إنّه، ومنذ بدء الحرب اليمنية، توسّع نفوذ الإمارات في سقطرى، بهدف فرض سيطرتها عليها كلياً، حيث بنت قاعدة عسكرية، وأجرت تعداداً للنفوس، وأعدت لاستفتاء مماثل لما جرى في جزيرة القرم بين أوكرانيا وروسيا.

غير أنّ وصول القوات السعودية إلى سقطرى، هدّأ من الطموح الإماراتي، ورسم ملامح تنافس خليجي على النفوذ في جنوب اليمن، وفق الصحيفة.

وتسعى الإمارات، بحسب “ذي إندبندنت”، لبناء إمبراطورية في خليج عدن تشمل جنوبي اليمن وأرض الصومال وجيبوتي وإرتيريا وبور سودان، وهي جميعها مناطق على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، والذي يعد أهم معبر للغاز والنفط في العالم، في مسعى لتحدي الهيمنة السعودية على المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أنّ بن دغر، عندما توجّه إلى سقطرى، قبل أسبوعين، لحل الأزمة، إنما كان عالقاً فيها ومرتهناً للإرادة الإماراتية، التي اعتمدت على قوتها العسكرية. وفي مسعى للتخلّص من النفوذ الإماراتي، طلبت الحكومة اليمنية من وفد سعودي القدوم للتوسط، إلا أنّ السعوديين جلبوا معهم قواتهم العسكرية، في 13 مايو/ أيار. وظهرت بعد ذلك صور للقوات الإماراتية تغادر سقطرى.

وذكرت الصحيفة أنّ السعوديين ينوون البقاء في سقطرى، مشيرة في هذا الإطار، إلى استثمارهم في البنية التحتية فيها من مياه وكهرباء.

وبالإضافة إلى تنافس السعوديين والإماراتيين وحاكم عدن على سقطرى، لفت الصحيفة أيضاً إلى الشيخ عبد الله بن عيسى العفرار المنحدر من سلالة السلطنة العفرارية التي حكمت سقطرى ومهرة التي تقع في شرقي اليمن وعلى الحدود مع سلطنة عمان، حتى عام 1967.

وقالت “ذي إندبندنت” إنّ “الغموض الحائم حول طبيعة صفقة القوات السعودية في سقطرى، يزيد من طبيعة القلاقل الناجمة عنها”.

وأضافت أنّه “رغم التصريحات الصادرة عن الخارجية الأميركية، وتركيا، ومكتب المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، بضرورة التهدئة وعدم الانجرار وراء التصعيد، لا تزال طبيعة نوايا التحالف في الجزيرة غير واضحة”.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنّ “أزمة جزيرة سقطرى اليمنية كشفت أمراً واضحاً، وأبرزت العديد من التصدعات الموجودة داخل صفوف التحالف بقيادة السعودية في اليمن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى