صحيفة ألمانية تكشف خفايا اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي
تناول موقع صحيفة ” دير شبيغل ” الالمانية في تقرير مطول له أبعاد الاتفاق التاريخي بين الإمارات وإسرائيل، موكدا أن البلدين كانا يتعاونان من وراء الكواليس لفترة طويلة و لكن هذه الاتفاقات تعني تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
وقال الموقع أن حديث ترامب عن “اتفاق تاريخي” بين الإمارات وإسرائيل يثير كثير من التساؤلات حول خطة السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وأكد الموقع أن هناك تفسيرات مختلفة لأبعاد هذا الاتفاق لم يصرح عنها من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
و بينما غرد ترامب يوم الخميس عن “اتفاق سلام تاريخي” بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ، كان كلا البلدين أكثر حذرا.
حيث كتب محمد بن زايد ، على تويتر ، أن ثلاثة منهم وافقوا في مكالمة هاتفية على وقف المزيد من الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبالإضافة إلى ذلك ، تم الاتفاق على خارطة طريق لتطبيع العلاقات وبدوره أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، عن “حقبة جديدة من السلام بين إسرائيل والعالم العربي” و “التعليق المؤقت” لضم الأراضي الفلسطينية.
وأكد الموقع أنه لم يكن هناك اتفاق على الإطلاق حتى الأن، وإنما مجرد إعلان مشترك غامض إلى حد ما، وبناءً على ذلك ، ستتحدث وفود من إسرائيل والإمارات في الأسابيع المقبلة حول مواضيع مثل السياحة والاستثمارات والحركة الجوية والأمن وتبادل السفراء وإبرام اتفاقيات ثنائية بشأنها، وبالإضافة إلى ذلك ، سيتم توسيع وتسريع العمل المشترك بين إسرائيل والامارات، وفي المقابل على إسرائيل “تعليق” ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى أجل غير مسمى.
وتساءل الموقع: من المستفيد من هذا الإعلان؟
وأضاف الموقع الى أن نتنياهو هو الأخر يريد أن يظهر أن حملته من أجل العالم العربي ناجحة، لكونه كان مهتما وعلى مدى فترة طويلة بالتطبيع مع دول عربية و بشكل خاص بالمملكة العربية السعودية ، لكنه لم ينجح حتى الآن، ومع ذلك يعمل البلدان معًا بشكل وثيق في السر ، لكن نتنياهو مهتم في المقام الأول بالصور عالية الدعاية.
ومن ناحية أخرى ، ينتهج محمد بن زايد استراتيجية ذات شقين في وسائل الإعلام الإماراتية ، و تمت الإشادة به لأنه أوقف ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية وعلى الصعيد الدولي ، تريد الإمارات أن تقدم نفسها على أنها الصوت المعتدل للعالم العربي وتعزيز دورها القيادي وفي الآونة الأخيرة ، عانت الإمارات من نكسات مؤلمة في اليمن وليبيا.
وقال الموقع أن الضم المحتمل للضفة الغربية كان مجرد ذريعة، و كان بإمكان نتنياهو تنفيذه في الأول من يوليو، و يبدو أن التوقيت للحديث حول الضم له علاقة بالسياسة الداخلية الأمريكية والإسرائيلية، اذا يحتاج ترامب ونتنياهو بشدة إلى أخبار جيدة في الوقت الحالي.
وأضاف أن كلا من ترامب و نتنياهو يقاتلان من أجل بقائهم السياسي ، نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب في كلا البلدين ودائما ما يتم انتقادهم بسبب إدارتهم البائسة ويتعين على نتنياهو أن يحاكم بتهمة الفساد وبلادة مقبلة على انتخابات، وفي الولايات المتحدة ، ستجرى الانتخابات في بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر).
من ناحية أخرى ، يهتم محمد بن زايد بتحسين صورة بلاده في واشنطن عبر جميع الأطراف قبل الانتخابات الأمريكية، اذا تعرضت الإمارات مؤخراً لانتقادات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
ولفت الموقع أن التطبيع الاسرائيلي الاماراتي يمثل رسالة مهمة للدول الخليج الأخرى والتي تقيم علاقات جيدة مع إسرائيل سرا بأن تحذو حذوها.
وختم الموقع الألماني بالقول، أن هذا الاعلان قد يعني أيضًا نهاية مبادرة السلام العربية لعام 2002، وفي ذلك الوقت عرضت عدد من الدول العربية على إسرائيل تطبيع العلاقات مقابل تنفيذ حل الدولتين، وتبدو الإمارات الآن مستعدة للتغاضي عن الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية.
– ترجمة من موقع DER SPIEGEL“” أو “شبيغل أون لاين”