سقطرى: الإمارات تنشئ “مرفأ” معزولا بالجزيرة لإفراغ شحنات سفنها المشبوهة
كشفت مصادر خاصة في أرخبيل سقطرى عن إنشاء الإمارات مرفأ في منطقة معزولة بالجزيرة يمنع الوصول إليها أو الاقتراب منها، تستخدم أبوظبي فيها إفراغ شحناتها المشبوهة وبضائعها التي لا تخضع للتفتيش أو الرقابة، وسط معلومات تفيد بوصول أسلحة.
وتواصل الإمارات تحركاتها المشبوهة في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، وإفراغ شحنات سفنها دون الخضوع إلى التفتيش في الجزيرة.
وقالت المصادر إن ثلاث سفن صغيرة (حمولة 700 طن) إضافة إلى السفينة الأم “أسترا” ترسو في مرفأ دليشا، يبعد 3 كم من شرق ميناء سقطرى، في منطقة معزولة ويمنع الوصول أو الاقتراب منه إلا للمصرح لهم.
وبحسب المصادر فإن السفن الأربع يعود ملكيتها لمؤسسة خليفة في سقطرى، ولا تعرف مهمة السفن الثلاث، مشيرة إلى أن مرفأ دليشا أنشأته الإمارات قبل 7 سنوات وتحرسه قوات خاصة من السقطريين المجندين مع الإمارات وبينهم عناصر إماراتية.
ولفتت إلى أن السفينة الإماراتية (أسترا) لم تكن مجرد سفينة ناقلة للمواد الإغاثية وللوقود لإغاثة السقطريين كما تزعم مؤسسة خليفة، وإنما مركز عملياتي متحرك في البحر بين الأرخبيل وبحر العرب والخليج، ويتم عبرها نقل أسلحة ونقل ما يستطيعون نقله من سقطرى من أسماك وأشجار نادرة وطيور وغيرها.
وذكرت المصادر أن الإمارات تستخدم مرفأ دليشا لفرز وترتيب البضائع والمواد الواردة والمعاد شحنها من الجزيرة إلى مناطق أخرى.
ووفقا لكل تلك المعلومات فإنه في العام 2019م عثر بعض الصيادين على طرود تبين لاحقا أنها لبودرة تم تصنيفها من المخدرات وبكميات كبيرة على سواحل سقطرى القريبة من الميناء.
وكانت السلطات الأمنية في محافظة المهرة (شرقي اليمن) قد ألقت القبض في وقت سابق على مشتبه به أردني الجنسية كان مطلوبا من السلطات الأمنية في سقطرى في اشتباه بتهريب مواد ممنوعة بين سقطرى وأبو ظبي.
وفي يوليو الماضي، حدث توتر وخلاف بين سلطات ميناء سقطرى ومؤسسة خليفة على خلفية رفض الأخيرة لعمليات تفتيش روتينية كانت السلطات تقوم بها للسفن القادمة لسقطرى.
وأوضحت أن الشاب السقطري عبد الله بن فهد والذي يعمل منسقا في مستشفى N M C في أبوظبي كان محتجزا لدى أجهزة الأمن في أبوظبي وأنه خضع للتحقيق في اشتباه لاستلامه طرداً يحوي ممنوعات قادماً من سقطرى إلى أبوظبي عبر طائرة إماراتية، كانت تستخدم مطارا خاصا صغيرا في أبوظبي لإيصال بعض الممنوعات من وإلى سقطرى.
وذكرت أنه بعد اسبوع من اختفائه من مكان عمله وفشلت كل محاولة الاتصال به، وبعد أن انتشر خبر اختفائه في مواقع التواصل الاجتماعي اضطرت السلطات الإماراتية للإعلان عن مكانه وطمأنة أهله وزملائه أنه بخير.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإنه في 2018 كشف أحد المسافرين على متن الطائرة نفسها أن المندوب الإماراتي مبارك المزروعي أقنع بعض المسافرين بنقل مبالغ مالية كبيرة سلمها إياهم ليسلموها للمندوب بعد خروجهم من مطار سقطرى، لكن المسافر لم يفصح عن كمية المبالغ التي وصفها بالكبيرة.
وأشارت المصادر إلى أن الرحلة كان على متنها العقيد محمد أحمد الفعرهي، وهو خريج الكلية البحرية من الحديدة وقائد كتيبة حرس الشواطئ في سقطرى، وهي أول كتيبة تمردت على الدولة وانضمت إلى الانتقالي.
وقالت المصادر إن العقيد الفعرهي هو أول مندوب للإمارات في سقطرى ورجلها العسكري والاستخباراتي، والذي تبين بعد ذلك أنه حمل معه في تلك الرحلة أموالا إماراتية وأسلحة دعما للانتقالي.
وأكدت مصادر في الميناء أن الفعرهي سافر على ظهر السفينة بين الإمارات وسقطرى ولرحلة استمرت 17 يوما واضطر للبقاء يومين إضافيين على ظهرها لتفريغ حمولة خاصة وخطيرة وجب التخلص منها قبل دخول السفينة للميناء الذي لا يزال حينها تحت سيطرة السلطات الشرعية في الجزيرة.
في يونيو الماضي –حسب المصادر- بينما كانت مليشيا الانتقالي تستكمل هجومها العسكري على مدينة حديبو كانت السفينة الإماراتية تقترب من الأرخبيل وعلى ظهرها ثلاثة من الضباط السقطريين الذين أعدتهم الإمارات سلفا وخلال السنوات العشر الماضية ليكونوا أدوات رخيصة لها وينفذون توجيهاته، بينهم الفعرهي.
وبينت المصادر أن نيابة سقطرى تسلمت المشتبه به، وبعد أسبوع تم تهريبه من سقطرى إلى أبوظبي عبر الطائرة الإماراتية نفسها ليتم إغلاق الملف.