الكلكتابات فكرية

زيد البصيرة ..

بقلم …

لطف لطف قشاشة ..

…….

الوقوف على مشارف الثورة الزيدية التي أطلقها الامام الاعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب وأحيا بها ما اندثر من منهاج جده المصطفى المرتكز على مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والخروج على الظالمين ومباينتهم بعد ستة عقود من ثورة الحسين بن علي تعني لنا كموحدين مؤمنين بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا ومنهجا أن نوقن بحتمية الصراع بين الحق والباطل الذي لن يتوقف حتى يرث الله الارض ومن عليها وحينها تجتمع الأشهاد بين يدي مالك يوم الدين لتتجلى لهم الحقيقة بصوابية منهج مقاومة الطغاة والمتجبرين في الدنيا ليستمر منهج الاستخلاف في الارض منهج العبودية المطلقة لله بعيدا عن مناهج الطغاة والعالين في الارض الذين يبذلون من الوسائل والمقدرات ما يبذلونه ليطغى على البشرية عبودية البشر للبشر ..

عرف الامام زيد بن علي بحليف القرآن وفي تاريخ الأمه يعد علما من أعلامها قال الامام عبدالله بن الحسن العلم بيننا وبين الناس الامام علي بن ابي طالب والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي شهد بفضله ومكانته القاصي والداني واستمد منه الفقهاء والعلماء العلوم وكان لحاكمية العقل في مدرسته الفكرية والقرآنية الفضل في تحرير الامة من قيود النص الجامد الذي يعيق حركة التطور في حياة البشريه ولا يدعم حاكمية الدين الخاتم للشان الإنساني في مختلف المجالات تحت قاعدة الاسلام هو الحل لجميع مشاكل البشرية ..

شخصية الامام زيد الشهيد الفقيه الثائر هي شخصية المستبصر الواعي التي لم تخرج من مدرسة العترة الطاهرة قرناء القرآن وعدوله التي بأيهم اقتدت الامة اهتدت لذلك مثلت ثورته على الأمويين صفحة من صفحات إعادت الامة الى المسلك الصحيح وبالاخص عندما ذهبت الاسرة الاموية الى تغيير مفاهيم الدين الخاتم المبنية على الخير والعدل وزادت هذه الاسرة الخبيثة في زمن احول بني امية هشام بن عبدالملك تقريب اليهود والنصارى الى مراكز القرار الاول في الدولة بعد ان حرفت الامه في نظام الحكم الى الملك العضوض وبعد أن استأثر الملوك بثروة المسلمين ينفقونها كيفما شاءوا ومتى ما شاءوا ولمن شاءوا وبعد أن جعلوا من ذواتهم ظل الله في الارض في ثقافة بيزنطية مخجلة ..

الامام زيد حليف القرآن أقسم أنه لن يسكت لان القرآن لن بدعه يسكت ..

الامام الشهيد سلام الله عليه لم يسكت طيلة حياته وصدع بالحق صغيرا وشابا وشيخا فبعد ان على مع القرآن يتدبره سنين بدأ بنشر مفاهيم آياته في تفسير غريب القرآن وصنف الصفوة والمسند وغيرها الكثير الكثير فاستفادت الامة من صوته بالعلم النافع المحرك الدافع للعالم الى النهوض بمسؤلياته وخاصم علماء السوء والسلطة وحاججهم وعاب عليهم عدم تحركهم في خدمة الامة وركونهم الى الدعة والسكوت وبعد ان استنفد كل وسائل النصح والارشاد والتوضيح نهض بمسؤليته الكبرى فقاد ثورته ضد التوغل اليهودي في القرار والشأن الاسلامي وضد الجور والظلم فخرج خروجا ضاهى خروج جده النبي يوم بدر وجيش الجيوش وأعد العدة ولما تلاقى الجمعان وفي شده الموقف لم يكن ليدع العاطفة والهمجية والعصبية لتسود معسكره فصاح في جنده صيحة أصبحت منهاجا للسائرين في درب الحق وقال ( البصيرة البصيرة ثم القتال ) هنا كانت العلامة المميزة للأمام الشهيد زيد بن علي بان القوم ربما تاخذهم رغبات واهواء في القتال الى جانبه رغم احقيته بحمل رآية الحق الا انه ينظر لقداسة المهمة قداسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ثمنها رضوان الله فمن غير المعقول أن تنال الرضوان بلا بصيرة ..

اليوم تعود الذكرى ونحن نئن من جور الطغاة والمستكبرين والعالين في الارض الذين يحملون راية الشر البشري برمته ويعيثون في الارض فسادا وطغيانا فمن الواجب ان نحيي ثورة الامام الشهيد بكل تفاصيلها وقيمها مستمدين من سيرته واستشهادة دروس التضحية والفداء بمنهجية المستبصرين التي جسدها عليه السلام قولا وفعلا حتى نال كرامة الشهادة وكرامة الدارين ..

فسلام الله على إمام المستبصرين وحليف الذكر المبين صاحب المدرسة الاعظم مدرسة الخروج على الظالمين ..

والعاقبة للمتقين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى