اخبار محليةالكل

“رويترز”: العدوان يمنع دخول الأدوية والأغذية والوقود لليمنيين ويتسبب في تلفها وانتهاء صلاحيتها

حرب بلا أخلاق، يقوم بها تحالف عدواني همجي تقوده السعودية على اليمن، مدعومة من دول الاستكبار العالمي، وعلى رأسها امريكا وبريطانيا، ويشارك فيها العدو الصهيوني بصورة مباشرة.

تحالف العدوان بقيادة السعودية يستهدف في حربه المدنيين بالدرجة الأولى، سواءً من خلال شن الغارات على الأحياء السكنية أو استهداف تجمعات المواطنين في احتفالات حزنهم وفرحهم، وليس استهداف عرسي سنبان وأرحب واستهداف الصالة الكبرى بصنعاء وأماكن أخرى عنا ببعيد.

مؤخراً نشرت وسائل إعلام عالمية تقارير عن استهداف تحالف العدوان السعودي للمدنيين في اليمن من خلال منع دخول إمدادات ضرورية للمساعدات الإنسانية إلى اليمن، مصرح بها من الأمم المتحدة وفق نظام أقامته لتسهيل وضمان حصول الشعب اليمني على ما يحتاج إليه من امدادات غذائية وصحية.

ونقلت وكالة “رويترز” في تقرير لها نشرته “المسيرة نت” أن سجلات بحرية لم يسبق نشرها وتقرير سري للأمم المتحدة ومقابلات مع وكالات إغاثة إنسانية وخطوط ملاحية تقول إن سفن التحالف الذي تقوده السعودية تمنع دخول إمدادات ضرورية إلى اليمن حتى في الحالات التي لا تحمل فيها السفن أسلحة.

وتطرقت الوكالة إلى أن نظام أقامته الأمم المتحدة في مايو 2016م لتسهيل دخول الامدادات فشل. وأن نتيجة ذلك هي العزل الفعلي لليمن البالغ عدد سكانه 28 مليون نسمة تقول الأمم المتحدة إن ربعهم يعانون من الجوع.

وأكدت الوكالة إن السعودية والمتحالفين معها نشرت قوات بحرية في المياه الاقليمية اليمنية وحولها كوسيلة لاستعراض القوة.

مذكرة أنه منذ أغسطس 2015م عندما دمر عدوان التحالف الرافعات العاملة في ميناء الحديدة لم تصل إلى الميناء سفينة تجارية تحمل أدوية، وآخرها إحدى الشحنات التي تحتوي مساعدات انسانية منعت من دخول الميناء هذا العام.

وقالت الوكالة: إنه في أواخر العام الماضي أبحرت السفينة السنغافورية كوتا نازار وعليها 636 حاوية محملة بالصلب والورق والأدوية وغيرها من السلع قاصدة ميناء الحديدة أكبر موانئ البضائع في اليمن، لكنها لم تصل قط إلى وجهتها.

ومثل عشرات السفن الأخرى التي تنقل المواد الغذائية وإمدادات أخرى إلى اليمن على مدار الثلاثين شهراً الأخيرة اعترضت طريق السفينة كوتا نازار سفينة حربية سعودية من السفن التي تحاصر موانئ اليمن على البحر الأحمر.

وفي حالة السفينة كوتا نازار و12 سفينة أخرى فحصت رويترز حالاتها بالتفصيل ردت سفن الحصار الذي تقوده السعودية سفناً تحمل مساعدات وبضائع تجارية على أعقابها أو عطلتها بشدة قبل أن تصل إلى موانئ يمنية رغم أن الأمم المتحدة وافقت على شحناتها ولم يكن هناك أسلحة على متنها.

وأكدت أن سبع من تلك السفن تحمل أدوية ومواد غذائية بالإضافة إلى إمدادات أخرى.

وكانت إحدى السفن السبع تحمل مضادات حيوية ومعدات جراحية وأدوية للعلاج من الكوليرا والملاريا تغطي احتياجات 300 ألف فرد،تعطلت الشحنة ثلاثة أشهر، وقالت هيئة إنقاذ الطفولة التي تعمل انطلاقاً من بريطانيا: إن أدوية قيمتها 20 ألف دولار تعرضت خلالها للتلف أو انتهت صلاحيتها.

ونقلت الوكالة أنه في يوليو الماضي مُنعت أربع ناقلات نفطية تحمل 71 ألف طن من الوقود أي ما يعادل عشرة في المئة من الاحتياجات اليمنية الشهرية من الوقود، من دخول الميناء.

وتطرقت الوكالة إلى أن تقرير نشر الشهر الماضي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن التحالف ”حول بشكل متعسف أو آخر“ سبع ناقلات للوقود كانت متجهة لموانئ تخضع لسيطرة الحوثيين فيما بين مايو وسبتمبر من العام الجاري إلى اتجاه آخر.وأضافت المنظمة أنه في إحدى الحالات تم احتجاز سفينة في ميناء سعودي لأكثر من خمسة أشهر.

وفي أوائل الصيف هذا العام أخطرت حكومة هادي – التي تتخذ من الرياض مقراً لها – الأمم المتحدة أنها أغلقت ميناء نفطي يخضع لسيطرة الحكومة اليمنية في صنعاء بزعم ما وصفته ”وضعه غير القانوني“ وكذلك ”ما لحق بالبيئة البحرية من ضرر“..  وانها ستحول كل السفن التي تحمل الأسمنت والحديد إلى ميناء عدن اليمني الخاضع لسيطرة دول العدوان والمتحالفين معهم، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة.

وأشارت الوكالة إلى أنه نتيجة للحصار أيضا لا توجد أي رحلات جوية تجارية إلى العاصمة اليمنية صنعاء منذ الصيف الماضي.

كما توقف اثنان من أكبر خطوط نقل الحاويات في العالم، هما إم.إس.سي التي تعمل انطلاقاً من سويسرا وبي.آي.إل التي تعمل من سنغافورة، عن تسيير سفن إلى الموانئ اليمنية الخارجة عن سيطرت الاحتلال في أوائل 2017 وذلك بسبب التأخير والمخاطر التي تواجهها. ولم تستأنف بي.آي.إل خدماتها حتى الآن.

وفي تقرير سري قدم إلى مجلس الأمن في أبريل الماضي ذكر محققو الأمم المتحدة بالتفصيل العديد من العوائق التي واجهتها السفن للمرور من خلال الحصار.

وفي إحدى الحالات انتظرت سفن شركة ملاحية 396 يوماً للرسو في الحديدة ما أدى إلى تراكم مصروفات وقود وتبريد بلغت 5.5 مليون دولار. وقال تقرير الأمم المتحدة إن التحالف يستغرق في المتوسط عشرة أيام لمنح الإذن للسفن بالرسو في الحديدة حتى في الحالات التي لا يتم فيها تأخير السفن.

واختلف مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات الذي يتولى الإشراف على نظام الموافقات في الأمم المتحدة مع الحصر الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي ورويترز لشحنات الحاويات التي سلمت لميناء الحديدة.

وقال المكتب في بيان لرويترز إن نظامه المسمى آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش من أجل اليمن أصدر موافقات لسفن على تسليم ما يقرب من عشرة ملايين طن من الغذاء والوقود والشحنات العامة إلى اليمن خلال الستة عشر شهراً الماضية.

وأكدت رويترز أن المكتب لم يقدم أي دليل يدعم هذا الرقم. كما أنه لم يحدد عدد السفن التي وافق عليها ومنعت فيما بعد أو تأخرت أو غير التحالف بقيادة السعودية مسارها، وقال المكتب إن ما يجري في المياه الدولية يتجاوز صلاحياته.

وفي رسالتين خاصتين على الأقل مع دول أعضاء في الأمم المتحدة ووكالات إغاثة هذا العام أبدى مسؤولو الآلية شعورهم بالإحباط لأن التحالف يمنع السفن التي وافقوا على مرورها أو يعطلها.

وقال تقرير داخلي عن الآلية في مارس الماضي إن التحالف أخر ست سفن سمح بعد ذلك بمرورها ”بعد اتصالات وجهود متواصلة“.

وأشارت إلى أن حصار العدوان السعودي الأمريكي كان له ثمن باهض على الصعيد الإنساني في اليمن. وتدعم أمريكا ودول غربية العدوان على اليمن، وتساعده في تنسيق الضربات الجوية وتزود الطائرات الحربية السعودية بالوقود في الجو.

تقرير “رويترز” ذكر أن  نصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية وأن 2135 شخصاً على الأقل أغلبهم من الأطفال ماتوا من جراء الإصابة بالكوليرا خلال الأشهر الستة الماضية.

وأشار تقرير الوكالة إلى أن اليمن يستورد أكثر من 85 في المئة من احتياجاته من الغذاء والدواء ورغم ذلك سجلت الشحنات التجارية تراجعاً شديداً.

ووأشارت “رويترز” إلى أنه قبل بدء العدوان على اليمن وصلت إلى الميناء 129 سفينة حاويات في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2014، في حين توضح بيانات الموانئ التي جمعها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ورويترز أن 21 سفينة فقط من سفن الحاويات أبحرت إلى ميناء الحديدة. وللمقارنة فقد قامت 54 سفينة بتوصيل مثلي كمية البضائع التي نقلتها تلك السفن في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وعلى الرغم أن الأمم المتحدة تحذر منذ أكثر من عامين من أن اليمن أصبح على شفا المجاعة. وعلى الرغم من أن برنامج الأغذية العالمي يقدر أن عدد المحتاجين للمساعدات ارتفع إلى 20 مليوناً هذا العام أي أكثر من ثلثي سكان البلاد بالمقارنة مع 17 مليوناً في العام 2016، إلا أن تلك التحذيرات لم يكن لها أي صدى.

وكان قد ازداد قلق جماعات الإغاثة الدولية من آثار الحصار السعودي على اليمن في أوائل عام 2015 في أعقاب بدء العدوان العسكري على اليمن.

وبحسب الوكالة فقد انخفضت شحنات الحاويات إلى ميناء الحديدة في 2015 بنسبة 40 في المئة تقريباً عن مستواها قبل الحرب.

وفي صيف ذلك العام أصدرت الأمم المتحدة تحذيرها الأول من بين تحذيرات عديدة من احتمال تطور الأمر إلى مجاعة في اليمن، وخلف الكواليس حاولت الأمم المتحدة إقناع الرياض وحلفائها بالسماح لها بتفتيش السفن.

وفي أوائل سبتمبر 2015 قالت الأمم المتحدة إنها توصلت إلى اتفاق مع التحالف لإقامة نظام للتفتيش يسهل مرور السلع إلى اليمن في جيبوتي،واستغرق الأمر ثمانية شهور أخرى لتدبير ثمانية ملايين دولار لكي تبدأ الآلية عملها.

وعندما بدأ عمل الآلية في مايو عام 2016 كان هدفها المعلن ”إعادة الثقة في أوساط النقل البحري“ أنه لن يكون هناك تأخيرات غير متوقعة ومكلفة للشحنات المتجهة إلى اليمن.

م.م

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى